علموهم الرسم.. طرق علاج الأطفال الذين يُعانون من الصمت الشديد

"الرسم ليس فقط هواية ممتعة يمارسها بعض الأشخاص، فالرسم يمكن أن يساعد في علاج بعض الاضطرابات النفسية والتخلص من التوتر والقلق النفسي للأطفال، لذا يقدم للاستشارات النفسية لطفلك من خلال برنامج العلاج بالرسم".. بهذه الكلمات يُعلن أحد مراكز الاستشارات النفسية للأطفال.

وتابع المنشور: كل ما على طفلك، أن يرسم ما يدور في ذهنه، ومن خلال رسوماته يقوم الأخصائي النفسي المُعالج بتشخيص حالته النفسية وتحديد العلاج المناسب.

دورات للأطباء

ولا يكتفي المركز العلاجي بتقديم دورات علاجية للأطفال، لكن أيضاً يقدم برامج لتدريب الأطباء والاستشاريين علي العلاج النفسي للأطفال، وهو ما أكدته دكتورة هبة الضوي استشارى الصحة النفسية والعلاج بالفن،  وأكدت أن البرنامج قائم على تدريب الاطباء والاستشاريين.

علاج الأطفال

وكشفت أن العلاج بالفن هو أحد مداخل العلاج النفسي وتقوم فكرته بشكل أساسي على اتباع نمط الفن مثل الموسيقى أو الرسم أو السيكودراما أو النحت وذلك من أجل إخراج الطاقات السلبية الكامنة داخل المريض وشحنها بأخرى إيجابية ومن ثم تحسين حالته البدنية والعقلية والعاطفية.

وتابعت: نسعى لتأهيل الملتحقين علي كيفية أن يستخدم الفن كعلاج نفسي ومن خلال البرنامج التأهيل هيكون الطبيب واحد من الناس اللي عندهم القدرة على العلاج بالفنون".. تقول مشرفة برنامج تأهيل الاطباء والاستشاريين النفسيين علي العلاج بالرسم للأطفال، لتحليل الصراعات.

وأضافت: بنعلم فعاليات استخدام العلاج بالرسم و بالتحليل النفسي و تحليل الصراعات الداخلية، وبندرب أيضاً علي طرق العلاج بالفن وكيفية استخدامه في التنفيس عن اللاشعور من خلال استخدام الاختبارات الاسقاطية، وكيف تعرف من نظرة عين الطفل اللي بيرسم هو بيميل لأي اضطراب، وكيف تعرف أن تحلل رسم الاطفال من اول سنتين، وغيرها من المعلومات الدقيقة العلمية في كشف التحرش والفصام والعنف للأطفال.

تفاصيل العلاج

"بعدها يحصل على شهادة محلل نفسي بالرسم للأطفال، ويكون قادرا علي علاج الأمراض الخفية والاضطرابات النفسية  للأطفال من خلال تحليل الرسم، وأيضا المشاكل الأسرية والمدرسية وظواهر التحرش والعدوانية والضرب والرغبة في الانتحار، وتقام الدورة التدريبية بمعدل 12 ساعة تدريبية والدفعة 6 أفراد فقط و500 جنيه فقط".حسبما أوضحت.

مزايا العلاج بالرسم

فيما كشفت دكتورة داليا شيمي، طبيبة نفسية، أن العلاج النفسى يقوم أساساً على حوار يتم بين طرفين مريض ومعالج، ويتم غالباً من خلال تبادل الكلمات، أى ينشأ حوار لفظى بين المريض والمعالج، حيث يطلق المريض العنان للسانه كى يعبر عما يجول بخاطره من ذكريات وأحداث ومشاعر وانفعالات كأول خطوة نحو تحقيق الاستبصار بطبيعة مشكلاته والتعرف على أسبابها متقدما نحو الشفاء.

بديل للحوار اللفظي

لكنها تؤكد أن بعض المرضى  كالأطفال، لا يبادرون بالحوار اللفظى ولا تمكنهم اللغة من إقامة حوار يعكسون من خلاله طبيعة مشكلاتهم ومن ثم لجأ المعالجون النفسيون إلى وسائل أخرى يمكن الاستعانة بها لإقامة الحوار وتحقيق التواصل مع المرضى وخاصة مع الأطفال لعل أهمها استخدام الرسم فى العلاج النفسي، سواء كعامل مساعد أو رئيسى فى العملية العلاجية.

يعكس المشاعر

وكشفت أن الرسم عمل فنى تعبيرى يقوم به الطفل، وهو بديل عن اللغة، وهو شكل من التواصل غير اللفظي، وأيضا شكل من أشكال التنفيس، فالأطفال عن طريق الرسم يعكسون مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم والآخرين، ومن ثم كانت الرسوم وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء السلوك المشكل.

فيما أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال انهم يستطيعون من خلال الرسم الحر، ان يصل الطبيب إلي اللاشعور لدي الطفل، والتعرف على مشكلاته وما يعانيه، وكذلك التعرف على ميوله واتجاهاته ومدى اهتمامه بموضوعات معينة فى البيئة التى يعيش فيها، وعلاقته بالآخرين سواء فى الأسرة أو الرفاق أو الكبار.

أنواع العلاج بالرسم

وحول طرق العلاج و الإرشاد النفسي الأطفال بالفن، حسب قول شيمي، فهي تبدأ بالشخبطة على الورق، حيث تعكس مكنونات الطفل، وكذلك  الرسم الحر، حيث يتيح فرصة إسقاط مصور لمكنونات ومكبوتات نفسية داخلية الطفل مثل المخاوف والمشاعر والاتجاهات، كما يطلب من الطفل رسم مسار للحياة ورسم أشخاص ورسم الأسرة، وقص ولزق والتلوين وترتيب الاشكال، وأيضا من الأساليب الفعّالة في التوجيه و الإرشاد النفسي حيث يشترك مجموعة من الأطفال فى رسمة واحدة يتشاورون فيما بينهم فى اختيار موضوعها أو يتم تحديده لهم، و يشتركون جميعاً فى الرسم على لوحة واحدة كبيرة، وهذا يقرب بين الأطفال ويجعلهم يتغلبون على مشاعر الخجل والانطواء.