الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العربي المجنون.. مرشح ترامب سفيرا لواشنطن بالرياض جنرال تعلم العربية بسبب حرب أكتوبر

الجنرال جون أبي زيد
الجنرال جون أبي زيد

رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جون أبي زيد، لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، وهو المنصب الذي بقي شاغرًا منذ أن غادره جوزيف ويستفال في يناير عام 2017.وسيتسلم مهامه بشكل رسمي بعد موافقة مجلس الشيوخ.

اشتهر الجنرال أبي زيد بمستواه الرفيع من الاحترافية والخبرة العسكرية التي أوصلته لقيادة إحدى أهم المناطق العسكرية الأمريكية، وهي القيادة المركزية المسئولة عن عمليات الجيش الأمريكي في 27 دولة تمتد بين القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية ووسط وجنوب آسيا، وهي بذلك تغطي المساحة الأكبر من الشرق الأوسط.

الأمر الآخر الذي اشتهر به أبي زيد هو لقبه "العربي المجنون" (The Mad Arab)، الذي اكتسبه إبان دراسته في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية في سنوات أوائل السبعينيات.

وبحسب صحيفة "الجارديان"، فالتوصيف المكتوب أمام اسم أبي زيد في السجل السنوي لأكاديمية ويست بوينت هو "العربي المجنون القادم من صحراء الغرب ليصبح ضابطًا عسكريًا".

ولد جون فيليب أبي زيد عام 1951، في أسرة لبنانية مسيحية، وقد هاجر أجداده من قرية مليخ بقضاء جزين في جنوب لبنان إلى كاليفورنيا في أواخر القرن التاسع عشر.

وقالت شبكة "بي بي سي" أن والد أبي زيد الذي كان يعمل ميكانيكيًا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، اهتم بتربيته بعد أن توفيت والدته بالسرطان وهو طفل صغير.

تخرج أبي زيد من الأكاديمية العسكرية الأمريكية المرموقة في ويست بوينت في نيويورك، عام 1973، وحصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، كما درس في جامعة عمان في سبعينيات القرن الماضي، وتخرج منها وهو يتحدث العربية بطلاقة.

وأوضحت "الجارديان" أن ما دفع أبي زيد لدراسة اللغة العربية وإتقانها هو يقينه بأهمية الشرق الأوسط لمصالح الأمن القومي الأمريكي، في أعقاب أزمة النفط التي أعقبت قرار الدول العربية قطع إمدادات النفط عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل إبان حرب السادس من أكتوبر 1973.

أعد خلال دراسته في جامعة هارفارد، أطروحة عن سياسات السعودية الدفاعية، ونالت إعجاب وتقدير نداف صفران، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد، واحتفظ صفران بنسخة من تلك الأطروحة المؤلفة من 100 صفحة، قائلًا :"لقد كانت هذه الأطروحة من أفضل ما رأيت منذ مسيرة عملي في هارفارد منذ أكثر من 30 عامًا".

وكُلف أبي زيد من جانب الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن بالذهاب إلى قاعدة "العديد" في قطر عام 2003، وكان ذلك قبل بيومين فقط من الغزو الأمريكي للعراق.

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" يتمتع أبي زيد بتأييد معظم مسئولي الإدارة الأمريكية، إذ يرى هؤلاء أنه أكثر الجنرالات خبرة في الشئون العربية.

تولى أبي زيد عام 1991، قيادة فرقة من المظليين نفذت عمليات أمنية في إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز"، قام أبي زيد بتحويل فرقة عسكرية مدربة من أجل القتال إلى فرقة لحفظ السلام في المناطق الكردية التي كانت تشهد مواجهات بين الجنود العراقيين والبشمركة الكردية".

خرج من تجربة العراق بمهارات جديدة، وبحسب مقال نشره عام 1993 في مجلة "ميليتري ريفيو" قال : "كان على الجنود أن يفهموا قوانين اللعبة ودرجة النظام المطلوبة بشكل جيد من أجل الحفاظ على هدوئهم في أكثر الظروف صعوبة واستفزازًا".

وأضاف:" حصلت أخطاء في تجربتنا تلك، لكننا خرجنا منها بدروس علمتنا كيف نحفظ السلام".