الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 33 عاما من العزلة.. تشيرنوبيل كارثة تكنولوجية أطاحت بالبشر والحجر

عمليات السيطرة على
عمليات السيطرة على كارثة تشرنوبل

رغم التقدم الكبير الذي حققته التكنولوجيا في مساعدة البشر إلا أنها تظل صاحبة واحدة من أكبر الكوارث التي عرفها التاريخ، والتي أثرت على البشر والحجر، حتى أنها كادت أن تهدد كوكب العالم أجمع، والتي أثارت الرعب في نفوس الجميع، عقب كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل.

فلا تٌذكر التفجيرات النووية إلا ويذكر معها إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان، والتي كان يعتقد العالم أنهما أسواء الكوارث النووية في التاريخ، ولكن لم يكن أحد يتخيل أن تلك الكارثة ليست أسوأ الكوارث النووية، فقد تلتها كارثة تشيرنوبل في أوكرانيا.

ففي صباح يوم 26 من شهر أبريل عام 1986، شهدت مدينة تشرنوبل الأوكرانية واحدة من أكثر جرائم التكنولوجيا دمارا نتيجة الانفجار الذي وقع داخل أحد مفاعلها والتي كانت أسستها الاتحاد السوفيتي في أوكرانيا باعتبارها كانت ضمن دوله، بغرض الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتوليد الكهرباء إلا أنه تسبب في كارثة تعد هى الأسوأ في التاريخ.

فعلي بُعد 18 كم من مدينة تشيرنوبيل، و16 كم من حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا، و100 كم من مدينة كييف العاصمة الأوكرانية، شرعت الاتحاد السوفيتي -الذي كان أوكرانيا تقع ضمن دوله- في بناء محطة مفاعلات نووية، والتي احتوت على 4 مفاعلات من نوع آر بي إم كي -1000 القادرة على توليد 1000 ميجاوات من الكهرباء في الساعة من الطاقة النووية وكانت ثالث محطة طاقة نووية ينشئها الاتحاد السوفيتي باستعمال هذه المفاعلات بعد محطتي لينينغراد وخورسك والأولى في أوكرانيا.

بدأت المحطة النووية في انشاء مفاعلاتها عام 1971 بانشاء المفاعل 1 و 2 وشرع المفاعل رقم 1 في العمل سنة 1975 و المفاعل 2 سنة 1976، بعدها شرعت في إنشاء المفاعلين 3 و 4 ليتم بدأ استغلالهما سنة 1981 و 1983 على التوالي، وبعدها شرع في انشاء مفاعلين آخرين 5 و 6 و اقتربت الأشغال من نهايتها بالمفاعل 5 الذي كان من المقرر بداية استغلاله سنة 1986 لكن كارثة تشيرنوبيل التي سببها انفجار المفاعل 4 أوقفت ذلك.

ففي صباح يوم 26 أبريل، استيقظ العالم أجمع وليس الاتحاد السوفيتي وحده، على كارثة نووية هى الأسوأ في التاريخ، بانفجار مفاعل تشير نوبل، والتي لم يكن سببها معلوما في البداية، حتى تبين بعدها أن الخطأ كان نتيجة سوء تقدير العاملين بالمفاعل النووي، في التعامل مع سلسلة من الأعطال في إدارة السلامة داخل المفاعل، والتي تسبب سوء التعامل معها في تفاقمها حتى تسببت في انفجار قلب المفاعل بدأت معها شرارة تلك الكارثة.

ونتيجة الانفجار الذي وقع في قلب المفاعل النووي، حدث انبعاث مجموعة من الغازات القابلة للاشتعال، مما تسبب في حدوث انفجار أخر أدى إلى انهيار سقف المفاعل كما عطل أيضًا أجهزة توليد الطاقة الاحتياطية، حتى أصبح من المستحيل معها تشغيل محطات التبريد حتى بدأت أنابيب اليورانيوم تنهار واحدة تلو الأخرى، حتى تسببت في سحابة من الغبار النووي وصلت للعديد من الدول المجاورة، حتى وصفت بأنها أكثر بـ 400 مرة من الانبعاثات التي تسببت بها قنبلة هيروشيما.

بعد ساعات قليلة من وقوع أول انفجار دفعت أوكرانيا بفرق الإنقاذ لإطفاء الحرائق، حتى حشدت أكثر 600 ألف شخص من كل أنحاء الاتحاد السوفيتي كان أغلبهم من أفراد الجيش والشرطة وقوات الإطفاء وعمال المناجم للمشاركة في عمليات الإطفاء وازالة مخلفاته التي كانت مشبعة بالإشعاع حتى استمرت عمليات الإطفاء لمدة 10 أيام.

تسببت الكارثة في وفاة أكثر من 8000 شخص وفقا لما أعلنته أوكرانيا بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي الذي كان قد أعلن عقب الكارثة مباشرة وفاة 2000 شخص فقط، بخلاف اصابة مئات الآلاف بالإشعاعات النووية، في حين بلغت الخسائر المادية أكثر من 3 مليار دولار وتهجير أكثر من 200 ألف شخص، أعلنت بعدها تشيرنوبل مدينة منكوبة.

من يومها ومنذ ان أعلنت تشيرنوبل مدينة منكوبة عام 1986 وحتى اليوم وتعيش منطقة تشرنوبل في عزلة عن مدن كيف، خالية من السكان، رغم المحاولات الأوكرانية لإعادة إعمار المنطقة ببناء أكبر سقف خرساني في العالم على مكان المفاعل لضمان وقف الانبعاثات، ورغم كل ذلك فإنها تعد أسوأ كارثة تكنولوجية عرفها التاريخ.