الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد العقد.. ريال مدريد يفرض أحكامه في أوروبا.. ومصير مجهول بعد رحيل رونالدو

ريال مدريد
ريال مدريد

10 أعوام مرت، لينتهي العقد الثاني في القرن الحادي والعشرين، عقد شهد العديد من المتغيرات والمفارقات، وشهد العديد من الإنجازات والأرقام القياسية في مجال اللعبة الأكثر شعبية في العالم، كرة القدم، ومن هنا قررنا أن نرصد في سلسلة تقارير حصاد العقد الأخير لأبرز الكيانات الرياضية على مستوى العالم.

هو واحد من أعظم الفرق الأوروبية بشكل خاص، وفرق الساحرة المستديرة بشكل عام، إن لم يكن أفضلها وأكثرها نجاحًا، استحق لقب نادي القرن العشرين عن جدارة واستحقاق ، وها هو يقدم إنجازات ويحقق أرقامًا قياسية، تجعله على رأس قائمة أفضل الفرق في القرن الحالي، وما فعله في العقد الأخير يجعله بكل تأكيد أفضل فريق في تلك الفترة من 2010 – 2019، إنه ريال مدريد الإسباني، أو اللوس بلانكوس أو الميرنجي، أو النادي الملكي، أو اللا كازا بلانكا، كل هذه أسماء يمكن أن تطلقها على النادي الأنجح في القارة العجوز.

2010
 كان أول الأعوام بعد الجلاكتيكوس الشهيرة، والتي أبهر بها فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، العالم وجماهير فريقه، بإحضاره صفوة اللاعبين على مستوى العالم، وبالطبع كان أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي تعاقد مع الفريق قادمًا من نادي مانشستر يونايتد مقابل 94 مليون يورو، في الصفقة الأغلى في تاريخ الساحرة المستديرة وقتها.

بيريز أتى أيضًا بألفارو أربيلوا، كريم بنزيما، ريكاردو كاكا، راؤول ألبيول، بالإضافة لتشابي ألونسو، بينما استغنى عن الحرس القديم، المتمثل في رود فان نيسترلوي، وزميليه الهولنديين أرين روبن وويسلي شنايدر، بالإضافة لميشيل سيلجادو والإيطالي فابيو كانافارو.

كان مدرب الفريق في ذلك الوقت التشيلي مانويل بيليجريني، لكنه بالطبع ليس الاسم المناسب لتلك الكوكبة من النجوم، لذا أنهى موسم 2009-2010 في المركز الثاني في الدوري الإسباني خلف برشلونة البطل بفارق 3 سنوات، والذي هيمن على جميع البطولات المحلية في ذلك الموسم من كأس وسوبر.

وفي دوري أبطال أوروبا، ودع الفريق الملكي البطولة من دور الـ 16، ليقرر بيريز الإطاحة ببليجريني والإتيان بالداهية البرتغالية جوزيه مورينيو بعد تتويجه بالبطولة الأوروبية مع إنتر ميلان الإيطالي، لتتزايد التوقعات لذلك الفريق باكتساح الأخضر واليابس في السنوات التالية.

كريستيانو رونالدو الوافد الجديد أثبت نجاح صفقته من الموسم الأول، بتسجيله 33 هدفًا في كل المسابقات ليكون هدافًا للفريق في هذا الموسم، لكن الأرجنتيني جونزالو هيجواين كان هدافًا للفريق في الدوري برصيد 27 هدفا.

موسم 2010-2011
تولى جوزيه مورينيو قيادة الفريق كما ذكرنا، ليقدم له بيريز العديد من الهدايا متمثلة في التعاقد مع الألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، والبرتغالي ريكادو كارفايو، بالإضافة للتعاقد مع التوجولي المتألق وقتها إيمانويل أديبايور على سبيل الإعارة، لكن الفريق استغنى عن أسطورتين وهما راؤول جونزاليس، قائد الفريق، وجوتي، بالإضافة للهولندي رافاييل فان دير فارت.

هزيمة تاريخية بخماسية أمام برشلونة
ظهر الفريق في هذا الموسم بأداء رائع للغاية، لكن في الـ 29 من شهر نوفمبر، كان هذا اليوم بمثابة نقطة سوداء للفريق الملكي ومدربه السبيشال وان، حيث حل الفريق ضيفًا على غريمه التقليدي برشلونة على ملعب الكامب نو، ليتلقى الفريق هزيمة قاسية وموجعة بخماسية نظيفة.

تجاوز الفريق تلك النقطة السوداء، وتأهل لنصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، لكنه اصطدم مرة أخرى ببرشلونة بيب جوارديولا، والذي كان بمثابة العقدة لريال مدريد في تلك الفترة، ليخسر الميرنجي بمجموع المبارتين 3-1 ، ليتم إقصائه من دوري أبطال أوروبا، ويكمل الفريق الكاتلوني رحلته نحو التتويج للشامبيونزليج.

في الدوري الإسباني، استمرت عقدة برشلونة، ليتوج بالدوري بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد والذي أنهى الموسم برصيد 92 نقطة، لكن الريال أخذ بتاره أخيرًا من البارسا، بفوزه عليه في نهائي كأس الملك الإسباني بهدف نظيف أحرزه رونالدو، ليتوج بالبطولة الوحيدة له في هذا الموسم، في موسم جيد نسبيًا لمورينيو ورجاله، حيث لعب الفريق 59 مباراة في مختلف المسابقات، فاز في 44 مباراة، وتعادل في 9 ، وخسر 6 مباريات فقط، وكان هداف الفريق في الموسم كريستيانو رونالدو برصيد 53 هدفًا في كل المسابقات، منهم 40 هدفًا في الليجا، ليتوج بلقب الهداف.

موسم 2011-2012
استهل اللوس بلانكوس الموسم بإتمام التعاقد مع التركيين نوري شاهين، وحميد ألتينتوب، بالإضافة للبرتغالي فابيو كواينتراو والفرنسي الشاب رافييل فاران.

بدأ الفريق الموسم بخسارة كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة بمجموع المبارتين 5-4، ليكون تلك الهزيمة بمثابة الشرارة التي أطلقت ثورة ريال مدريد في هذا الموسم.

كان هذا الموسم أفضل مواسم الميرنجي على المستوى المحلي بكل تأكيد، حيث إن النادي توج أخيرًا بلقب الدوري الإسباني برصيد 100 نقطة في إنجاز تاريخي ليحصد لقب الليجا للمرة 32 في تاريخه، وسجل لاعبوه 121 هدفًا هذا الموسم في الدوري فقط في إنجاز غير مسبوق أيضًا، بوجود فارق من الأهداف قدره 89 هدفًا، وفاز في 16 مباراة خارج ملعبه ، و32 مباراة على العموم.

الحال في باقي البطولات لم يكن كحال الدوري، حيث ودع الريال بطولة كأس ملك إسبانيا من دور ربع النهائي على يد برشلونة في شيء أصبح معتادا تقريبًا في تلك الفترة، كما ودع بطولة دوري أبطال أوروبا من دور نصف النهائي للعام الثاني على التوالي أمام بايرن ميونخ الألماني.

خاض الفريق هذا الموسم 58 مباراة، فاز في 46 منها، وتعادل في 7 مباريات، وخسر 5، وكان هداف الفريق هذا الموسم كالعادة كريستيانو رونالدو برصيد 60 هدفًا في كل المسابقات، منها 46 هدفًا في الدوري الإسباني، و10 في دوري الأبطال، مكونُا ثنائية رائعة مع عازف الليل مسعود أوزيل.

موسم 2012-2013
كان هذا الموسم ثالث مواسم مورينيو مع الفريق الملكي، وكان آخرها أيضًا، وفي آخر تلك المواسم، تعاقد ريال مدريد مع الكرواتي لوكا مودريتش قادمًا من توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بالإضافة لمايكيل إيسيان على سبيل الإعارة من تشيلسي.

الفريق استهل موسمه بالتتويج بكأس السوبر الإسباني على حساب غريمه التقليدي نادي برشلونة، لكنه خسر الدوري لصالحه بفارق 15 نقطة كاملة، محتلًا المركزا لثاني برصيد 85 نقطة فقط، لكنه لم يخسر منه في الليجا وانتصر عليه في مباراة وتعادل في الأخرى.

أما في كأس الملك، فاستمر تفوق رجال مورينيو على البارسا، وأقصوهم من دور نصف النهائي، لكنهم خسروا البطولة في الأخير أمام أتليتكو مدريد.

أما في دوري أبطال أوروبا، فودع الفريق البطولة من دور نصف النهائي للعام الثالث على التوالي، بعد الخسارة أمام بروسيا دورتموند الألماني، بعد رباعية ليفاندوفسكي الشهيرة.

وكان هداف الفريق في هذا الموسم، بكل تأكيد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي أحرز 55 هدفًا، منها 34 في الدوري الإسباني، و12 في دوري أبطال أوروبا، ليتوج هدافًا لتلك المسابقة، لينال عن مجهوداته جائزة أفضل لاعب في العالم.

خاض الفريق في هذا الموسم 61 مباراة، فاز في 38 مباراة فقط، وتعادل في 12 مباراة وخسر 11، ليرحل مورينيو عن الفريق ويأتي الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومساعده الفرنسي زين الدين زيدان، لتبدأ رحلة المجد الأوروبي لريال مدريد.

ومع انتهاء حقبة مورينيو يجب أن نذكر أن البرتغالي أجلس إيكير كاسياس أسطورة حراسة المرمى للميرنجي كثيرًا على مقاعد الاحتياط، لحساب دييجو لوبيز، وهو ما سبب أزمة كبيرة في النادي الملكي، بالإضافة لعدم اعتماده على ريكاردو كاكا أفضل لاعب في العالم عام 2007.

موسم 2013 -2014 (موسم العاشرة)
هو الموسم والعام المفضل لدى جماهير الريال بكل تأكيد، إنه الموسم الذين يتغنون وسيظلون يتغنون به حتى نهاية الزمان، وكيف لا وهو الموسم التي حقق فيه الفريق المراد والشيء المطلوب منذ أكثر من 10 سنوات من ذلك الوقت، تحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة.

بدأ الفريق الموسم بتعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي كما ذكرنا ومعه زين الدين زيدان مساعدا له، وبيريز كان في الموعد كالعادة، وتعاقد مع الويلزي جاريث بيل، أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وقتها، قادمًا من توتنهام هوتسبير بـ 100 مليون يورو تقريبًا، بالإضافة لداني كارفخال، كاسميرو، فرانشيسكو إيسكو، إيارامندي، لتتزايد التوقعات لذلك الفريق ويرشحه الكل للمنافسة بقوة محليًا وقاريًا.

لكن لكل شيء ضريبة، وضريبة التعاقدات التي أبرمها بيريز كانت رحيل كل من ريكاردو كاكا، مسعود أوزيل، جونزالو هيجوايين، راؤول ألبيول، خوسيه كاياخون، ريكاردو كارفايو .

كانت فترة الإعداد للريال جيدة للغاية، حيث حقق فيها الفريق الانتصارات باستثناء مباراة وحيدة أمام ليون الفرنسي، ليدخل الفريق الموسم بمعنويات مرتفعة.

كان موسم الريال المحلي رائعًا للغاية، لكنه اصطدم بأتليتكو مدريد جاره في العاصمة، في أفضل مواسمه على الإطلاق، ليستحق تحقيق لقب الدوري في نهاية الأمر برصيد 90 نقطة، متفوقًا على برشلونة صاحب المركز الثاني برصيد 87 نقطة، والذي انتصر بالمناسبة على ريال مدريد في مبارتي هذا الموسم، ورجال أنشيلوتي الذين احتلوا المركز الثالث بـ 87 نقطة أيضًا.

أما في كأس الملك، فتوج ريال مدريد بالبطولة على حساب برشلونة بهدفين مقابل هدف، في مباراة شهدت غياب كريستيانو رونالدو، لكن الوافد الجديد جاريث بيل كان في الموعد وهرب من مارك بارترا في هدفه الشهير والخرافي.

أما في دوري الأبطال، فأوقعت قرعة دور المجموعات الفريق في مجموعة ضمت يوفينتوس الإيطالي، جالاتا سراي التركي، كوبنهاجن الدنماركي، وأنهاها الفريق الملكي في الصدارة برصيد 16 نقطة، وبدون خسارة وبتعادل وحيد مع يوفينتوس، ليتأهل لدور الـ 16.

أوقعت القرعة ريال مدريد في مواجهة شالكة في الدور الثاني، وأقصاه بكل سهولة بمجموعة 9-2 في المبارتين، ليصطدم بعد ذلك في دور الـ 8 بفريق ألماني آخر وهو بروسيا دورتموند وصيف النسخة السابقة، ليفوز عليه في المباراة الأولى بثلاثية نظيفة، ويخسر في مباراة العودة بهدفين نظيفين، ليتأهل بفرق هدف وحيد، ليواجه فريق ألماني آخر وهو بايرن ميونخ بطل النسخة السابقة.

توقع الجميع إقصاء ريال مدريد على يد بايرن ميونخ حامل اللقب، وحسم الريال مباراته الأولى أمام البافاري على أرضه بهدف يتيم، لتتزايد التوقعات بإقصاء الريال في مباراة العودة.

حل ريال مدريد ضيفًا على بايرن ميونخ في الأليانز أرينا المرعب، لكن الشيء المرعب الوحيد في تلك المباراة كان لاعبو ريال مدريد والذين حسموا اللقاء برباعية نظيفة، أحرزها كل من سيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو بهدفين لكل منهما، في مباراة تاريخية لكل منهما وللاعبي الريال ككل، ليصلوا للنهائي أمام جارهم في العاصمة، والمتفوق عليه في الدوري أتليتكو مدريد.

المباراة أقيمت في ستاديو دا لوز بالبرتغال في الرابع والعشرين من شهر مايو، دخل الفريقان بحماس مرتفع، ولكن من خطأ فادح من إيكر كاسياس أحرز دييجو جودين هدف التقدم للأتلتي في الدقيقة 36.

حاول بعدها لاعبو ريال مدريد العودة في النتيجة، لكن كل هجماتهم كانت تقف عند حد تيبو كورتوا حارس الأتلتي، لكنهم لم يفقدوا الأمل، برغم صعوبة تحقيق التعادل مع أتليتكو الدفاعي، كما قال حفيظ دراجي، معلق المباراة: "لن تتمكنوا من تسجيل هدف التعادل، لن تطيحوا بالأتليتكو، لن يفرط الأتليتكو إلا إذا حدثت معجزة"، فكان رد سيرجيو راموس بأن المعجزة قد حدثت بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 92:48 ثانية، وقبل إطلاق الحكم لصافرة النهاية، ليتوجه الفريقان للأشواط الإضافية.

هبط أداء لاعبو أتليتكو مدريد، ليستغل لاعبو الريال هذا الأمر، ويسجلوا 3 أهداف عن طريق بيل، مارسيلو، رونالدو، لتتحقق المعجزة وتتحقق العاشرة في اللحظة الأفضل في حياة جماهير الريال ولاعبيه.

خاض ريال مدريد هذا الموسم 60 مباراة، حقق فيها الفوز في 46 مباراة، وتعادل في 8 ، وخسر في 6، وسجل 160 هدفا، وكان هدافه كريستيانو رونالدو برصيد 51 هدفا، منها 31 هدفا في الدوري، و17 هدفا في دوري الأبطال في رقم قياسي، ليحقق عن جدارة جائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي.

موسم 2014-2015
بدأ الريال الموسم، بالتعاقد مع المتألقين في كأس العالم، الألماني توني كروس، الكولومبي خميس رودريجز، الكوستاريكي كيلور نافاس، والمكسيكي خافيير هيرنانديز على سبيل الإعارة، كما استغنى عن تشابي ألونسو، دييجو لوبيز، أنخيل دي ماريا، ألفارو موراتا.

افتتح ريال مدريد موسمه بتحقيقه بطولة كأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية، أعقبها بخسارة السوبر الإسباني أمام أتليتكو مدريد، ومن ثم التتويج بكأس العالم للأندية.

أما في الدوري، فحقق النادي المركز الثاني برصيد 92 نقطة، خلف برشلونة المتصدر بنقطتين فقط، لكن الأداء لم يكن مرضيًا، كما ودع الفريق كأس ملك إسبانيا من دور الـ 16 أمام جاره أتليتكو مدريد.

الحال لم يكن أفضل في دوري أبطال أوروبا، حيث ودع الفريق البطولة من دور نصف النهائي أمام يوفينتوس الإيطالي، بأقدام لاعبه الذي تخلى عنه ألفارو موراتا، ليقرر بيريز إقالة أنشيلوتي في قرار غريب من الرئيس.

خاض الفريق هذا الموسم 59 مباراة، حقق فيها الفوز في 43 مباراة، وتعادل في 6 وخسر 10 مباريات، وكان هداف الفريق هذا الموسم وككل موسم رونالدو برصيد 61 هدفا، منها 48 هدفا في الليجا.

موسم 2015-2016
عينت إدارة ريال مدريد الإسباني رافاييل بينيتيز، وهو الأمر الذي لم يرضي جماهير الفريق، لكن إدارة النادي لم تلتفت، وتعاقدوا مع كيكو كاسيا، لوكاس فاسكيز، ماركوس أسينسيو، ماتيو كوفاسيتش، دانيلو، واستغنوا عن سامي خضيرة، إيارامندي، وأسطورة النادي إيكر كاسياس بوداع ورحيل غير لائق بحجم حامي عرين الريال آخر 15 عاما.

بدأ الريال الموسم بأداء ضعيف للغاية، وودع كأس الملك أمام قادش في دور الـ 32 في فضيحة إدارية، حتى أتت الخسارة برباعية نظيفة أمام برشلونة على أرضه السنتياجو برنابيو، ووسط جماهيره، وبدون ليونيل ميسي ليقرر النادي الإطاحة ببيريز، وتعيين زيدان كمدير فني للفريق.

أتى زيدان كمدرب طوارئ، فجعل القارة الأوروبية في حالة طوارئ كما قال البعض، فالفريق أكل الأخضر واليابس في عهدته، لكنه لم يستطع محو آثار الخراب الذي خلفه بينتيز ليحتل المركز الثاني في الدوري خلف برشلونة بفارق نقطة وحيدة.

أما في دوري الأبطال، فاحتل ريال مدريد صدارة مجموعته والتي ضمت باريس سان جيرمان، شاختار، مالمو بدون هزيمة، ليتأهل لدور الـ 16 ويقصي روما، ليصطدم بفولفوسبورج الألماني والذي فاز عليه في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين في ألمانيا، ليتوقع الجميع انتهاء مغامرة زيدان كمدير فني للفريق.

لكن في مباراة العودة في البرنابيو، كان رونالدو حاضرًا كالعادة، وسجل ثلاثية تاريخية، ليتأهل بفريقه لدور نصف النهائي أمام مانشستر سيتي ليفوز عليه ويتأهل لملاقاة أتليتكو مدريد مرة أخرى، والذي فاز عليه بكل صعوبة بضربات الحظ الترجيحية، ليحقق ريال مدريد البطولة الحادية عشر، ويؤكد سطوته على القارة الأوروبية، ويضع زيدان قدمه في مصاف المدربين الكبار.

موسم 2016-2017
يعد هذا الموسم من أفضل مواسم ريال مدريد على الإطلاق، الفريق استهله بالفوز بكأس السوبر الأوروبي على إشبيلية، والتعاقد مرة أخرى مع ألفارو موراتا، ومن ثم الفوز بكأس العالم للأندية.

الفريق تم إقصاؤه من كأس الملك أمام سيلتا فيجو في دور ربع النهائي، لكنه لم يمنعه من تحقيق الدوري المحلي للمرة 33 برصيد 93 نقطة، متفوقًا على برشلونة.

أما في دوري أبطال أوروبا، فاحتل الفريق المركز الثاني في مجموعته خلف بروسيا دورتموند، ليلاقي نابولي في دور الـ 16 ويقصيه، ليصطدم بعدها ببايرن ميونخ، ويفوز عليه خارج ملعبه أولًا بهدفين مقابل هدف، ثم على ملعبه 4-2 بعد اللجوء للأوقات الإضافية في ملحمة برع فيها لاعبو ريال مدريد وحارسهم كيلور نافاس، مع وجود بعض اللغط التحكيمي أيضًا، ليتأهل بعدها لنصف النهائي ويقصي جاره أتليتكو مدريد كالعادة، ليتأهل للنهائي لملاقاة يوفينتوس ويكتسحه برباعية، محققًا البطولة الثانية عشر ، والثانية على التوالي في إنجاز تاريخي لزيدان ولاعبيه.

موسم 2017-2018
استمر ريال مدريد تحت إمرة زيدان في سياسة التعاقد مع اللاعبين الصغار، تعاقد فقط مع داني سيبايوس وثيو هيرنانديز، بينما رحل بيبي عن الفريق، بالإضافة لألفارو موراتا، دانيلو، ماريانو دياز، وأعير جيمس رودريجيز لبايرن ميونخ.

بدأ الفريق الموسم بالفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، وكأس السوبر الإسباني بعد اكتساحه لبرشلونة، بالإضافة لفوزه بكأس العالم للأندية.

كان موسم ريال مدريد المحلي سيئا للغاية، حيث ودع الفريق كأس الملك من دور ربع النهائي من ليجانيس، كما احتل المركز الثالث في الدوري الإسباني برصيد 76 نقطة، بقارق 17 نقطة كاملة عن برشلونة المتصدر.

أما في دوري الأبطال، فأوقعت القرعة الريال مع بروسيا دورتموند وأبويل نيقوسيا وتوتنهام هوتسبير، ليحل ثانيًا خلف توتنهام، ويصطدم بباريس سان جيرمان في دور الـ 16، حيث توقع الكل إقصاءه على يد الفريق الفرنسي، لكن الريال كان في الموعد كالعادة، وانتصر عليه ذهابًا وإيابًا، ليواجه يوفينتوس في ربع النهائي.

مباراة الذهاب انتهت بفوز ريال مدريد بثلاثية، كان الحدث الأبرز فيها تسجيل كريستيانو رونالدو لمقصيته التاريخية، وسط ذهول وتصفيق مشجعي اليوفي، ليتوقع الجميع حسم الريال لأمر صعوده من إيطاليا، لكن في مباراة العودة، رد اليوفي بثلاثة أهداف، لكن رونالدو كان في الموعد كالعادة، وسجل هدف فريقه الوحيد في تلك المباراة من ضربة جزاء، ليتأهل بفريقه لنصف النهائي.

واجه ريال مدريد بايرن ميونخ في نصف النهائي، واستطاع إقصاءه، ليصطدم برفاق محمد صلاح، فريق ليفربول، لكن الميرنجي استطاع فرض شخصيته، وفاز على ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليتوج بدوري الأبطال للمرة 12، والثالثة على التوالي، في إنجاز تاريخي وغير مسبوق لزيدان المدرب، ولاعبي فريقه.

موسم 2018-2019
أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع سقوط ريال مدريد بعد ثلاثيته التاريخية في دوري الأبطال بهذا الشكل، زيدان أعلن استقالته دون إبداء أسباب، وجاءت الصدمة الكبرى في رحيل نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو تجاه يوفينتوس، والذي أعاد الأمجاد للفريق ليسبب رحيله حزنًا وألمًا كبيرًا في نفوس مشجعي اللوس بلانكوس حتى هذه اللحظة، فرحيله كان بمثابة انتهاء الحقبة الأفضل في تاريخ النادي.

بيريز أتى بلوبتيجي خلفًا لزيدان، لكنه لم يعوض رحيل رونالدو، أتى فقط بالشاب فينسيوس جونيور، وتيبو كورتوا، وأودريازولا، وقام بإرجاع ماريانو دياز، في صفقات لم ترض طموح مشجعي النادي.

بدأ الفريق موسمه بخسارة السوبر الأوروبي أمام أتليتكو مدريد، ثم نتائج سلبية بالجملة على الصعيد المحلي والقاري، حتى جاءت الهزيمة المذلة أمام برشلونة 5-1 في الدوري الإسباني، ليعلن بيريز إقالة لوبتيجي وتعيين سولاري، والذي تمكن من الفوز بكأس العالم للأندية، لكن النتائج لم تتحسن، فالفريق صعد أولًا عن مجموعته في دوري أبطال أوروبا ليلاقي أياكس الهولندي في دور الـ 16، ومن ثم جاءت الخسارة المذلة أمامه على أرض البرنابيو برباعية، ليودع حامل اللقب آخر 3 أعوام البطولة بشكل مهين، ومن ثم تتقرر إقالة سولاري والإستعانة بزيدان مرة أخرى.

قام زيدان بتعديل بعض الأمور، لكن هذا لم يمنع الفريق من أن ينهى الموسم في المركز الثالث برصيد 68 فقط، في أسوأ مواسم ريال مدريد على الإطلاق.

موسم 2019
تعاقد ريال مدريد أخيرًا مع البلجيكي إيدين هازارد، بالإضافة للوكا يوفيتش وميندي، وميليتاو، وأرجع جيمس من الإعارة، كما ودع حارسه الأمين كيلور نافاس.

يسير ريال مدريد بشكل جيد مع زيدان هذا الموسم، ولديه فرصة للإنقضاض على صدارة الليجا اليوم، كما تأهل لدور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.

ريال مدريد مر بالعديد من المراحل في العقد الأخير، لكنه وبكل تأكيد كان الفريق الأفضل في العشر الأعوام الأخيرة، كما يرى البعض أنه النادي الأفضل على مر التاريخ.