الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقارير مخابرات إسرائيل العسكرية عن فلسطين بـ2020.. رحيل أبو مازن وتفاقم صراعات السلطة.. تزايد عمليات الضفة.. حرب جديدة على غزة بيد حماس والجهاد.. وخروج مظاهرات بالآلاف فى الشارع الفلسطيني ضد الاحتلال

تقارير مخابرات إسرائيل
تقارير مخابرات إسرائيل العسكرية عن فلسطين بـ2020

  • تزايد العمليات فى الضفة الغربية
  • رحيل أبو مازن وتفاقم صراعات السلطة
  • حرب جديدة على غزة بيد حماس والجهاد الإسلامي
  • خروج مظاهرات بالآلاف فى الشارع الفلسطيني ضد الاحتلال

كتب الصحفي الإسرائيلي "تل ليف رام" مقالًا بصحيفة "معاريف" العبرية اليوم، السبت، عن تقديرات جهاز المخابرات العسكرية "أمان" حول تبني إيران قنبلة نووية في غضون سنتين وتأثير تصفية قاسم سليماني على تثبيت وجود المحور الشيعي وحزب الله في الشرق الأوسط، والساحة الفلسطينية.

وأكد تقرير "أمان" أن إطلاق 4 صواريخ هذا الأسبوع نحو إسرائيل، بعد ثلاثة أسابيع من الهدوء، يذكرنا بأن المشكلة الغزية بعيدة عن الانتهاء، وأن إطلاق النار من غير المتوقع أن يتوقف، وهذا يبقي احتمالات التصعيد في مستوى عال.

وشبه "أمان" الوضع في غزة بشقة تسكنها امرأة عجوز مع ابني أخيها "الأكبر والأصغر"، وفي مرحلة معينة يسيطر ابنا الأخ على الشقة ويتصرفان فيها كما يروق لهما، إلى أن يفهما أن المسئولية لا تأتي إلا مع الملكية.

وقال "أمان" إن السلطة الفلسطينية هي العمة العجوز، والأخ الأكبر حماس، والأصغر هو الجهاد الإسلامي حماس معنية بالتسوية، ولكن لن تخاطر بأن يشتبه بها كمتعاونة مع إسرائيل، ومثلما لم توقف بهاء أبو العطا عن إطلاق النار على إسرائيل، رغم أنه مس بمصالحها أيضًا، ليس في نية قيادة حماس أن توقف دائرة الأشخاص المقربين من ناشطي الجهاد الإسلامي، ممن يواصلون تنفيذ قسم كبير من الصواريخ.

وحسب تقدير مخابرات إسرائيل العسكرية، تتمسك حماس بفكرة التسوية، ولكنها ستواصل تعريف نفسها كمنظمة مقاومة وقد تتراجع في الأشهر القريبة المقبلة بضع خطوات إلى الوراء، ولو بثمن تصعيد غير كبير.

وتعتقد إسرائيل أن حماس ستلجم الجهاد الإسلامي بشكل جزئي، بحيث يمكن أن تتواصل نار الصواريخ من القطاع في الأشهر المقبلة وفي نهاية المطاف سيكون من الصعب في مثل هذا الواقع الوصول إلى استقرار أمني.

وقال "تل ليف رام" إنه بعد حملة "الحزام الأسود" التي اغتيل خلالها أبو العطا، ادعت إسرائيل زيادة الردع تجاه حماس، وأن الجهاد الإسلامي بات في أزمة عميقة، وأن ثمة عائقا كبيرا أزيل لتسوية محتملة معنية بها حماس، وادعى مسئولون في القيادة السياسية والعسكرية أن الوضع وفر لإسرائيل فرصة لخلق معادلة رد جديدة في القطاع؛ من جهة، تصعيد الجهود والجاهزية لخطوات مدنية واقتصادية، ومن جهة أخرى ضرب من يطلق الصواريخ نحو إسرائيل مع أهداف بنية تحتية لحماس.

وشمل تقديرات مخابرات إسرائيل العسكرية ما يجري في الضفة الغربية، حيث سجل التقرير انخفاض في حجم العمليات من الضفة، ولكن العمليات أصبحت أكثر تعقيدًا وذكاءً رغم الهدوء النسبي لا تزال هناك إخطارات؛ لأن الاستقرار الأمني سيتلقى ضربة ذات مغزى في اليوم الذي يغيب فيه أبو مازن عن كرسي الرئاسة الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أنه في وضع من القطيعة التامة بين رام الله وتل أبيب، ومعركة سياسية دولية تخوضها السلطة ضد إسرائيل، بقي موقف أبو مازن مستقرًا، وعمليًا يتواصل التنسيق الأمني رغم المصاعب وضعف مكانة السلطة في الشارع الفلسطيني.

وقال الكاتب الإسرائيلي: "مع أن الجميع يعلم أنه من السابق لأوانه تأبين أبو مازن، لكن الجيش الإسرائيلي يرى منذ الآن كيف يمكن لصراعات الخلافة أن تؤثر على الوضع الأمني في الميدان وبين المرشحين المحتملين بأن يتنافسوا على قيادة السلطة الفلسطينية، يمكن أن نجد من لا ينشغل فقط بتثبيت مكانتهم السياسية، بل ويزودون مؤيديهم بالوسائل القتالية والذخيرة ويقدر جهاز الأمن بأن هناك بين الخاسرين من لا يقبلوا بالقضاء ولا يترددوا في استخدام السلاح كجزء من الصراع على الحكم".

وأضاف "تل ليف رام" أن العنف الذي سيتصاعد في الشارع الفلسطيني سيكون موجهًا أيضًا تجاه إسرائيل في الفترات التي تتصاعد فيها العمليات من الضفة، كان عدد المواطنين ورجال قوات الأمن الذين أصيبوا وقتلوا كبيرًا وفاق عدد المصابين في كل الساحات الأخرى التي يتصدى لها الجيش الإسرائيلي.

ومع كل نواقص أبو مازن، فإن جهاز الأمن يعتبره ورقة مهمة تمنع التدهور الأمني، ولكن ساعة الرمل آخذة في النفاد، كما يفهم من التقدير الاستخباري، وهذا الإخطار الاستراتيجي موجود في إسرائيل منذ سنين، ولكنه لم يترجم إلى خطة عمل.

وعلى المستوى العسكري، كان يفترض أن يكون هناك استعداد مناسب، وتنفذ تدريبات للقوات المناسبة، أما في المستوى السياسي فيفترض أن يقرر قادة الدولة كيف سيتصرفون حينئذ ولكن بلا حوار مع السلطة الفلسطينية، وكأن إسرائيل تتجاهل ما سيأتي تمامًا وفي ظل عدم وجود حل سياسي منظور للعيان، من المهم أكثر للطرفين ألا يعملا شيئًا وأن ينتظرا تغير وضع الأمور وفي هذه اللحظة، حسب التقديرات، من غير المتوقع أن يتغير إلى الإيجاب.

واختتم "تل ليف رام" أن مسألة العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمفاوضات السياسية لم تكن جزءًا من الخطاب حول الانتخابات الأخيرة، ومن غير المتوقع أن ترافق حملة الانتخابات المقبلة وليس هذا موضوعًا ذا منفعة سياسية للحزبين الكبيرين، وفي السنوات الأخيرة تجذر الفهم بأن إدارة النزاع تستمر دون حل سياسي، ولكن تقدير شعبة الاستخبارات يطرح إمكانية أخرى، وهي أن النزاع في السنوات المقبلة هو الذي سيديرنا وليس العكس.