الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفرق بين السخرية واللمز والتنابز بالألقاب.. أمين الفتوى يجيب.. فيديو

الفرق بين السخرية
الفرق بين السخرية واللمز والتنابز بالألقاب.. أمين الفتوى يرد

قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن السخرية هي تعييب واحتقار واستهزاء.

وأضاف في لقائه على فضائية "إم بي سي مصر 2"، أن اللمز هو مطلق التعييب على الغير حتى لو لم يوجد احتقار، منوها أن الله تعالى قال  (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) فقد عبر القرآن باللمز عن النفس في إشارة إلى أن الأنفس البشرية المؤمنة كلها بمثابة نفس واحدة.

وأشار إلى أن معنى قوله تعالى "وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ" هو إطلاق التسميات القبيحة على الآخرين، منوها أن من حق المؤمن على المؤمن أن يناديه بأحب الأسماء إليه، ولكن الآن نجد تسميات قبيحة في نداء الآخرين.

وذكر أن السيدة عائشة قالت كلمة عن إحدى أمهات المؤمنين بانها قصيرة، فقال لها النبي: لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".

السخرية من الأشخاص بالكوميكس

أوضح الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية أن تصوير وبث فيديوهات وصور على شَكْل «كوميكس» تَسْخَر مِن الأشخاص أمرٌ مذموم شَرْعًا، ومُجَرَّم قانونًا.

وأضاف مفتى الجمهورية أن الأمر يزداد ذَمًّا وجُرْمًا إذا تَعَلَّق بالأشخاص الذين يتَصدَّرون لاحتواء الأزمات الصحية والبيئية والاقتصادية في بلادنا؛ لا سيما أَنَّ أوقات الأزمات تستدعي أصالةً توافر الجهود من أبناء المجتمع والتفافهم كلُحْمَة واحدة في مواجهة التحديات والصعوبات؛ وليس من أخلاق المسلم التَّذَمُّر أوقات الأزمات والسخرية ممن هو قائم على حَلِّها أو التقليل مِن شأنه دون تقديم أي جُهْدٍ إيجابي يساعد في حَلِّ الأزمات واحتوائها.

وأوضح مركز الأزهر عبر فيسبوك، أن الاستهزاء والسخرية، وهو: حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب، لا على الجد والحقيقة، وبالاستهزاء يكون التكذيب وقلب الحقائق وتشويهها.

وأضاف أن مثل هذه الأفعال نهى الشارع الحكيم عنها وخاصة في الأمور التي تدعو إليها الشرائع القويمة والعقول السليمة والقيادات الحكيمة عند شدائد الأمور، فلا يليق بحال من الأحوال أن تكون أخلاق الناس عند الابتلاء والشدائد السخرية والاستهزاء؛ بل مما ينبغي لفت الأنظار إليه أن ما تدعو إليه منظمة الصحة العالمية وغيرها من وزارات الصحة في دول العالم للتعامل مع هذا الوباء والمرض من إرشادات وما شابهها من إجراءات احترازية، وتعاليم وقائية ليس بدعًا من الدين ولا خروجًا عن العقل حتى نسخر أو نستهزأ منها.

وأشار إلى أن هذه المنظمات تدعو اليوم إلى ارتداء غطاء الفم والأنف -الكمامات الطبية- أو إلى تغطية الفم أثناء العطاس والسعال، وهذا عين ما قد أتى به ديننا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ إِذَا عَطَسَ، غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ" [سنن الترمذي، وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ  كما تدعو هذه المنظمات إلى النظافة في البدن والملبس وهذا -ولله الحمد- من أظهر ما يدعو إليه ديننا الحنيف؛ فمما يسخر أو يستهزئ هؤلاء العقلاء؟

وأكد أن الواجب على العاقل –بدل أن يسخر أو يهزأ– أن يطيع ويتبع إجراءات السلامة حفاظًا على نفسه التي هي من أعظم الكليات الخمس التي دعته الشريعة إلى حفظها وعدم تعريضها لما يهلكها، فقال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

وعليه أن يسأل الله المعافاة وإذا كان مقصِّرًا أن يعود إلى مولاه بالتوبة والإنابة، وأما مقابلة هذا الابتلاء بالسخرية والاستهزاء فقد يدخله في قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].