الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريفيو كتاب..

جريتا جاربو أسطورة هوليوود صاحبة الجمال الاستثنائي.. سيرة ذاتية جديدة

جريتا جاربو
جريتا جاربو

الشهرة تملك من القوة ما يجعل التخلي عنها يحتاج إلى قوة عظمى، فالمشاهير الذين ابتعدوا عن الحياة العامة مثل هوارد هيوز، وجي دي سالينجر، وبرنيس سيظلون أساطير، بغض النظر عما سيكونونه في وقت لاحق. 

 

وفي عام 1941، وفي سن السادسة والثلاثين، اعتزلت جاريتا جاربو التي كانت أشهر ممثلة في العالم، وظلت حتى وفاتها لغزا غامضا حير الملايين، وكتبت عنها عشرات الكتب بداية من صعودها إلى علاقاتها الغرامية. 

 

 

وصدرت السيرة الذاتية الأولى لنجمة هوليوود جريتا جاربو Greta Garboفي أمريكا عام 1931، عندما كانت نجمة السينما السويدية في السادسة والعشرين من عمرها، تلى ذلك صدور عدد كبير من الكتب، ولم يتوقف صدور هذه الكتب حتى بعد ثلاثة عقود على رحيلها. 

 

ويرى الكاتب روبرت دانس أن الوحيد الذي ينافس جاربو باعتباره الموضوع الأكثر كتابة عنه هو أيقونة الكوميديا شارلي شابلن. وكل الكتب التي صدرت عن جاربو، كتابات عاطفية، حيث سعى المؤلفون إلى محاولة الكشف عن المرأة الحقيقية خلف القناع، وشنوا دفاعا شرسا ضد منتقديها وقدموا شرحا للغموض الذي أذهل رواد السينما منذ أن لمحوا الممثلة لأول مرة في الملحمة السويدية التي استمرت أربع ساعات عام 1924، وهي "ملحمة جوستا بيرلينج" أو “The Saga of Gösta Berling". 

جريتا جاربو 

هل كانت جاربو ممثلة عظيمة أم مجرد ظاهرة؟ هل هي ذكية أم غبية، سخية أم بخيلة؟ جذابة أم امرأة عادية؟ لماذا اختفت تماما عن الشاشة بعد عام 1941، وعاشت بعدها 49 عاما دون عمل؟ هل كنت تريد أن تعيش وحيدة؟.. أسئلة كثيرة سعى كل من روبرت دانس في كتابة "أبو الهول الداهية" وروبرت جوتليب في كتابه "جاربو" الصادر عن دار "فارا سترلوس أند جيروكس"  تقديم إجابات مختلفة على هذه الأسئلة. 

 

كتب جوتليب أن بالنسبة لجاربو، التي غزت العقل الباطن للجمهور، كان الاعتزال أو التنازل عن العرش بمناسبة امتياز له أبعادا ملكية. ولكنه كان أيضًا قرارا اتخذه شخص معين غريب الأطوار لم يكن مناسبا بشكل مزاجي للشهرة في المقام الأول. يرى جوتليب: "لقد استهلكها تصميمها على أن تصبح ليس فقط ممثلة، بل نجمة عظيمة".

 

كانت هناك ممثلات مشهورات بشكل هائل في هوليوود قبلها بالطبع. لكن لم يكن هناك نموذج لهذا النوع من المشاهير الدوليين الذي حققته جاربو بعد وصولها إلى هوليوود لبدء العمل في شركة مترو جولدوين ماير في عام 1925، وهي مازالت في سن العشرين.

كتاب جريتا جاربو 

وبعد قرن من الظهور الأول للممثلة السويدية الشهيرة، جاءت السيرة التي كتبها روبرت جوتليب عن جاربو كحلم لمحبي الأفلام الكلاسيكية. يوضح جوتليب أن رغبتها في الخصوصية لم يجعلها مهتمة بما يقوله الناس عنها، حيث أنها ابتعدت عن أصدقائها الذين تحدثوا إلى كتاب عنها بل الأسوأ كتبوا كتبا عنها. 

 

لقد عانت جريتا جوستافسون "اسمها الحقيقي" من إذلال الفقر الذي عانت منه في ستوكهولم لكنها وجدت السعادة والراحة في ملايين الدولارات التي ربحتها من هوليوود التي اكسبتها من لقب "جاربو". كانت تتوق إلى أن تكون ممثلة، تقدم عروضا في طفولتها، وتعمل بلا كلل للحصول على مكان في المسرح. ومع ذلك، ومع النجومية السينمائية في الولايات المتحدة، جاءت سلاسل العمل الثقيلة والمطالب التي لا تنتهي في وقتها.

أريد أن أكون وحدي 

في فيلم "جراند أوتيل" عام 1932، اشتهرت جاربو بمقولة "أريد أن أكون وحدي"، لكنها في الحياة الواقعية لم تكن منعزلة، مجرد امرأة لم تعد تريد الظهور للعلن، تعقبها المصورون خلال 5 عقود من تقاعدها.  كانت تحب الأطفال، لكنها لم تنجب، عشقت الكثير من الرجال، لكنها لم تتزوج.  كان بخل جاربو أسطوريا مثل جمالها، عرفها مالكو محال نيويورك بأخذ البضائع مجانا دون أن تشتري، اعتمدت على الأصدقاء والمساعدين الذين تدفع لهم مرتبات بخسة وحتى الغرباء في اتخاذ القرارات كبيرها وصغيرها.  يقول الممثل إدوارد جي. روبنسون أنه فتح بابه في إحدى المرات ليجد أعظم ممثلة في جيله تسأله عن رأيه في أنها تريد شراء لوحة بحوالي 200 دولار، وهو رقم بخس بالنسبة لإمرأة سيقدر ثمن منزلها في يوم من الأيام بحوالي 55 مليون دولار، وقدم روبنسون رأيه، فما كان منها إلا أن شكرته، ولم يراها بعد ذلك إطلاقا. 

كتاب جاربو 

يسأل جوتليب:  "ما الذي نصنعه من هذا المخلوق الغريب الذي، دون أن يحاول، جذب انتباه العالم بطريقة لم يفعلها أي نجم آخر؟"  النجمة التي تقدم العديد من المداخل للتفكير.

جريتا جاربو أسطورة غامضة 

لكن جاربو اكتسبت أسطورة غامضة حتى قبل أن تنهي حياتها المهنية، عاملتها مستعمرة هوليوود مثل الملوك. ولا يبدو أنه من المهم أن حفنة من أفلامها فقط تحظى بمشاهدة كبيرة أو تحظى بالإعجاب اليوم.

 

ما قدمته جاربو، إلى جانب كل ذلك، كان وجهها الاستثنائي، في وقت كانت فيه الصورة المقربة "الكلوز أب"، بحميميتها الفائقة، نعمة غير مسبوقة للخيال العاطفي والإيروتيكي، ولا تزال تقنية جديدة نسبيا.

 

من غير المحتمل أن تكون العديد من اللقطات التي ينسب إليها الفضل في اللقطات المقربة الأولى التي قد أشعلت النيران في القلوب، لأنها غالبا ما كانت عبارة عن أشياء صغيرة مثل الحذاء. لكن صانعي الأفلام سرعان ما أدركوا الإغراءات الجاذبة للوجه البشري بتركيز شديد.

سيرة ذاتية 

ولدت جريتا جوستافسون عام 1905 لأسرة سويدية فقيرة، كان والدها عامل يعمل بكد لكنه غير ماهر، حسبما جاء في السيرة الذاتية "جاربو"، وبعض المصادر أكدت أنه كان يعمل منظفا للمراحيض. لم تحب جريتا المدرسة لكنها عشقت المسرح، كانت تتجول في ستوكهولم ليلا فقط لمشاهدة الممثلين وهم يمرون من باب المسرح، وكل ذلك كان جزءا من خطتها لتصبح مشهورة.

 

في عام 1920، مثلت جاربو عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها في فيلم دعائي، وجذبت الكاريزما التي تتمتع بها على الشاشة لدرجة أن المنتج انهار أمام جمالها الأخاذ، قائلا:"إنها جميلة جدا لدرجة أن مجرد رؤيتها يؤلمني". تقول السيرة إن جاربو كانت تمر إلى جوار القصر الملكي السويدي في أغلب الليالي حتى يراها أحد الأمراء، حسبما قالت هي لإحدى صديقتها في حينه، وتدعى إيفا بلومجرين. 

 

وفي بدايات عشرينيات القرن العشرين، قامت جريتا جاربو بدور البطولة في فيلم “Joyless Street” في برلين، حيث كانت تتسكع في الملاهي الليالي. 

 

في عام 1924، رأى رئيس الاستوديو لويس ب. ماير جاربو في فيلم في "Joyless Street" وقررنقلها إلى هوليوود حيث سيطرت الممثلة على عالم السينما على مدار الخمسة عشر عاما التالية، مع كلاسيكيات مثل "ماتا هاري" و "جراند هوتيل" و "آنا كارنينا". وبين فيلم “Torrent” عام 1926، وفيلم امرأة بوجهين “Two-Faced Woman” عام 1941، مثلت جريتا جاربو في 30 فيلما ورشحت لجوائز أكاديمية الأوسكار ثلاث مرات، لكنها لم تفز أبدا، لكنها فازت بأوسكار فخرية عام 1955. 

عزلة اختيارية 

غيرت الحرب العالمية الثانية كل شيء، بما في ذلك هوليوود، حيث فقدت الصناعة اهتمامها بمحبوبتها السويدية، ويبدو أن جاربو نفسها فقدت الاهتمام بالسينما.  لم تتقاعد رسميا أبدا ولكنها لم توافق على دور آخر، حيث غادرت كاليفورنيا متوجهة إلى مدينة نيويورك في عام 1953.

 

حتى وفاتها في عام 1990، كانت جاربو تتمتع بحياة خاصة في مانهاتن، حيث وصفها أحد المصادر بأنها "راهبة حول مدينة"، حسبما كتب جوتليب. كانت تمشي لمسافات طويلة في معظم الأيام. 

جريتا جاربو