الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة البارود .. ذكرى تتجدد سنويًا مع 3 مارس تجسيدًا لـ هزيمة الحملة الفرنسية على أرض محافظة قنا

النصب التذكاري بالبارود
النصب التذكاري بالبارود

محافظة قنا تحتفل بالعيد القومي

أبناء قنا وقفوا بشجاعة أمام المحتل الفرنسي 

المقاومة الشعبية التى لاقتها الحملة من أبناء قنا كانت نذير شؤم على الإمبراطورية الفرنسية

10 آلاف مجاهد أغرقوا سفن الأسطول الفرنسى ومنها سفينة نابليون

مع حلول يوم ٣ مارس من كل عام، تتجدد ذكرى الملحمة الشعبية التى سطرها أبناء قنا على أرض قرية البارود التابعة لمركز قفط ، خلال معركتهم التاريخية مع قوات الحملة الفرنسية، و تكبيدهم خسائر فادحة فى ٣مارس ١٧٩٩.

معركة البارود التى سطرت بأحرف من نور فى تاريخ المعارك الحربية، أكثر ما ميزها اعتمادها على أدوات شعبية " شوم و نبوت"بجانب بنادق تقليدية، أمام قوات و سفن حربية تتحصن بأحدث الأسلحة و المعدات الحربية فى هذا التوقيت، الذى لم تعرف فيه بلادنا مدافع البارود الثقيلة.

الملحمة الرائعة التى سطرها أبناء قنا ، بمساعدة من محافظات مصرية أخرى و أشقاء عرب، مازالت حديث الأحفاد المنقول عن الأجداد ، فاستحقت أن تكون عيداً قومياً لمحافظة قنا ، يجرى الاحتفال به أمام النصب التذكارى بقرية البارود بحضور القيادات التنفيذية و الشعبية و الأمنية، بجانب ما تشهده المحافظة من افتتاحات وفعاليات متنوعة على مدار شهر مارس.

 

 

قال الباحث التاريخى أحمد الجارد، تكبدت الحملة الفرنسية خسائر فادحة بصعيد مصر، بعد عدة معارك ضارية، كان أكثرها ضراوة معركة البارود ، التى أسفرت عن تحطيم ١٢ سفينة حربية فى نهر النيل خلال حملتهم للقضاء على تمرد المماليك بجنوب البلاد، لكن المقاومة الشعبية التى لاقتها الحملة من أبناء قنا كان نذير شؤم على الإمبراطورية الفرنسية بأكلمها وليس الحملة فحسب، فقد بدأ الانهيار ينتشر فى مفاصل الإمبراطورية.

و تابع الجارد ، المعارك التى دارت فى نهر النيل بمحافظة قنا، كانت فى شهر رمضان المعظم الموافق 1213 هجرية، تكبدت فيها الحملة الفرنسة خسائر فادحة، على رأسها السفينة "ايتاليا" الخاصة بـ نابليون بونابرت، والتى كانت بالنسبة لهم خسارة قاسية، وفقاً لمراجع و وثائق فرنسية.

و أضاف الجارد، المعارك التى دارت على أرض البارود بقنا، شهدت مشاركة مميزة للمجاهدين القادمين من الحجاز و المغرب العربى،  وكان لها دور كبير فى توحيد صفوف المقاومة و التصدى ببسالة وصمود للحملة الفرنسية، حيث بلغ عدد المشاركين  وقتها ما يقارب ٥ آلاف مجاهد، وكان من أبرز المشاركين العرب الشيخ محمد الجيلانى الهاشمى، و الشريف حسن من أشراف ينبع.

و أوضح الجارد، تاريخ ٣ مارس سجل تفاصيل المعركة الأهم فى كل المعارك حدثت ضد الحملة الفرنسية، حيث تمكن ١٠ آلاف مجاهد بقيادة الشيخ الجيلانى و الشريف حسن، من إغراق سفن الأسطول الفرنسى الذى يضم ١٢ سفينة، تقودها سفينة القيادة ايتاليا، فى ٢٦ رمضان ١٢١٣ هجرية الموافق ٣ مارس ١٧٩٩ميلادية.

و أشار الجارد، إلى أن الكتابات والمراجع الفرنسية، تحدثت بإعجاب شديد، عن بسالة المجاهدين فى مواجهة سفن الأسطول الفرنسى، رغم مواجهتهم للموت خلال تصديهم للمعدات الحربية الحديثة التى استخدمتها الحملة الفرنسية ضدهم، إضافة لتوثيق معاناة الجنود الفرنسيين خلال المعارك التى خاضوها مع أبناء قنا .