جشم آفت هانم|قصة زوجة الخديوي إسماعيل الثالثة.. لم تنجب وتبنت تعليم النساء

ينسب لـ جشم آفت هانم أفندي الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل بأنها رائدة التعليم النسائي، نظرا لإسهاماتها الأدبية والعلمية، لُقبت داخل الحريم (كوتشوك هانم _ küçük hanım) وتعني الهانم الصغيرة بالتركية.

يروي الباحث أحمد أيمن قصتها، بأنها لم تُنجب أطفالًا، إلا أنها تبنّت كل من السلطانة ملك ابنة أمير البحار التركي حسن باشا طوران وقد تزوجت من السلطان حسين كامل، وفائقة هانم التي تزوجت من مصطفى باشا ابن إسماعيل باشا المُفتش.

لدى جشم آفت ديوانًا شعريًا بالتركية عنوانه (لوحه دل _ Levha-i Dil) أي لوحة القلب، جمعت فيه قصائدها التي تُعبر فيها عن حبها لزوجها ومشاعرها بعد وفاته، احتوى على ١٣٤ قصيدة تتنوعت ما بين الشعر المثناوي (الثنائي) والمربّع والمُخمس والمُسدس (منوعات شِعرية في الأدبيات الفارسية والتركية).

ويتابع: كانت جشم آفت مُهتمة بمحيطها ومُنفتحة على التعلم والابتكار كما كانت تُولي أهمية للفن والأدب وتعليم الفتيات، لم يكن هناك شك في أن العلاقة بين جشم آفت هانم والاديبة عائشة هانم التيمورية ابنة إسماعيل تيمور باشا الكاشف رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي تشكلت من خلال اهتمامهما المشترك بتعليم المرأة لبعض سيدات الأسرة المالكة ونساء الطبقة العليا إلى أن قاما بافتتاح أول مدرسة للبنات في مصر وهي المدرسة السيوفية التي عُرفت فيما بعد بالمدرسة سنيّة (محل قصر الأمير طاز).

وقد تخرج منها طالبات على مستوى كبير من الثقافة والعلوم وقادوا المجتمع المصري في القرن العشرين من بينهم الكاتبة والشاعرة ملك حفني ناصف التي اشتهرت باسم باحثة البادية، ورائدة التعليم في مصر نبوية موسى التي كانت أول فتاة تحصل على البكالوريا في مصر، بالإضافة إلى وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة عائشة راتب.

بالإضافة إلى الكاتبة الكبيرة أمينة السعيد أول امرأة تحترف الصحافة وتتولى منصب رئيس تحرير مجلة حواء، من خريجات المدرسة أيضا مفيدة عبد الرحمن أشهر محامية في مصر والتي عرفت بالدفاع عن قضايا المرأة، وهناك أيضا انصاف سري وفاطمة فهمي ودولت الصدر ونازلي الحكيم وزينب عبده، والمذيعة اللامعة صفية المهندس رئيس الإذاعة سابقا وسامية صادق رئيس التليفزيون سابقًا.

وتوفيت جشم آفت هانم في ديسمبر ١٩٠٧م ودفنت بجامع الرفاعي بين زوجات الخديوي الأُخريات.