الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استعدادا للعام الدراسي الجديد.. نشاط في الدروس الخصوصية بالمنازل ... وخبراء : اذا عاد الطالب والمعلم الى الفصل تنتفي الحاجة إليها .... ولابد من مراقبة السناتر والعاملين فيها

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

الدكتور أحمد الجيوشى : الدروس الخصوصية ليست مشكلة طالما تقوم المدرسة بدورها

خبير تربوي : يجب التقليل من نسبة الدروس الخصوصية

 الدكتور تامر شوقي : شيخوخة وزارة التعليم أكبر مسبب للدروس الخصوصية  

 

تعد الدروس الخصوصية من مشاكل التعليم المتكررة والتي ينشط الحديث عنها مع قرب بداية كل عام دراسي جديد ودائما ما يكون الحديث عن ضرورة التصدي لتلك الظاهرة ومحاربتها، بدون ذكر أسبابها ولماذا وصلت إلى تلك المرحلة، ودائما ما نغفل الحديث عن المعلم الذي يقوم بإعطاء دروس خصوصية. 

ويوجد نشاط في الدروس الخصوصية بالمنازل استعدادا للعام الدراسي الجديد خاصة طلاب الثانوية العامة الجدد.

قال الدكتور أحمد الجيوشى نائب الوزير الأسبق للتربية والتعليم للتعليم الفني والأستاذ بقسم تكنولوجيا السيارات والجرارات بكلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان، أنه يرى انه لا يوجد عيب فى ان يقوم المعلم فى إعطاء دروس خصوصية، وانا أراي ضرورة عدم تجريم للدروس الخصوصية، ولكن يجب وضع شروط للمعلمين الذين يقومون بتدريس الدروس الخصوصية.

وأوضح الدكتور الجيوشى خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن الدروس الخصوصية ليست مشكلة طالما من يدرسها هو معلم في الأساس وتخرج من كلية التربية ودرس المواد التربوية حتى يستطيع ان يتعامل مع الطلاب ولأنه لا يجب أن ان نطلق لقب معلم على إي شخص لمجرد تفوقه في المادة العلمية بدون الالتفات إلى الجانب التربوي.

وأضاف أن الدروس الخصوصية هي في الأساس سلعة ينطبق عليها قانون العرض والطلب فإذا رغب الطالب او ولي الأمر في إعطاء درس لنجلة لزيادة مستواه فى مادة هو ضيف فيها فما العيب في ذلك بشرط أن يكون المعلم لم يقصر في إداء عملة داخل المدرسة حتى يرغم الطالب وولي الأمر إلى الذهاب الية في الدروس الخصوصية ويحمله أعباء إضافية فبالتأكيد ذلك الأمر غير صحيح بالمرة.

وأكمل أنه يجب علينا أن نسأل السؤال الأهم وهو هل تقوم وزارة التربية والتعليم داخل مدارسها بتوفير خدمة تعليمية للطلاب بالشكل المطلوب واللائق وبالتالي تنعدم الحاجة إلى الدروس الخصوصية أم أن عملية هناك خلل كبير في عملية التدريس داخل المدارس واصبح معظم الطلاب لا يذهبون إلى المدرسة على الاطلاق ويكتفون بالدروس الخصوصية، وانه يجب أن تعود الاستقامة للعملية التعلمية حتى لا تكون الدروس الخصوصية ازمة كبيرة في حياة الطلاب واولياء امورهم.

وأشار أن الدروس الخصوصية أصبحت بتلك الشراسة والتواجد الكبير التي نراه الان لأنه تقوم بسد الفراغ التي تركاته المدرسة وأن أولياء الأمور محظورين في الجواء إليها بسبب وجود قصور في عملية التدريس داخل المدرسة، وانه اذا اردنا ان نحارب الدروس الخصوصية بشكل جادي فيجب أن تعود المدرسة بالقيام بدورها بشكل صحيح، وأن يعود المدرس لفصله داخل المدرسة، وان يعود الطالب إلى الفصل، حتى تنتفى الحاجة إلى الدروس الخصوصية، او تتقلص إلى ابعد الحدود، وتكون في اضيق المستويات حيث تكون محصورة على طلاب تريد ان تحسن مستوها وسوف يكون عددهم قليل للغاية.

ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه لا يوجد شيء يدعي بالقضاء على الدروس الخصوصية وأن من يظن انه بقادر على اخفائها بشكل كامل فهو واهم، وأن الاصح ان نعمل عليه هو التقليل من نسبة الدروس الخصوصية وأن مشكلة الدروس هي انها تعمل على عدم العدالة الاجتماعية .

وأضاف أن اكبر الأسباب التي أدت إلى توغل وتوحش الدروس الخصوصية هي أن المدرسة فقدت تماما واصبح الطلاب لا يذهبون إلى المدرسة ويكتفون بالدروس الخصوصية مع معلمين كثيرا منهم غير مؤهلين للقيام بالتدريس للطلاب وهناك عدد كبير منهم يكون أعمارهم السنية صغيرة للغاية ولا يمتلكون العلم والخبرة التي تجعلهم مؤهلين للتدريس لهؤلاء الطلاب.

ولفت  الى أن أبرز المشكلات التي تجعل الطلاب تتجه إلى هولا ء المعلمين هو ارتفاع اعمار المعلمين داخل المدارس حيث انه قد توقف  المعلمين في الوزارة بالمدارس الحكومية منذ إلغاء التكليف في كليات التربية في العام 1999م، أصبح أصغر معلم حاليا عمره حوالي 46 عاما مع استثناء بعض الأعداد القليلة التي عينت بشكل أو بآخر بعد هذا التاريخ.

وأكمل الخبير التربوي أن متوسط أعمار المعلمين حاليا داخل المدارس 50 سنة واكثر، وأن مع المناهج الحديثة والمتطورة اصبح هناك حاجة الى وجود عقليات مرنة لاستيعاب تلك المتغيرات فبالتالي تكون كفاءة المعلمين داخل المدارس ضعيفة مما يضطر الطلاب واولياء الأمور الى اللجوء الى اشخاص أخرين من خارج العملية التعليمة للتدريس، على حسب الترويج والدعائية التي يقوم بها المعلمين.

أشار الخبير التربوي  الى أنه مع انتشار مراكز الدروس الخصوصية اصبح هناك اعداد كبيرة من غير المؤهلين يقومون بالعمل بها وليسوا خريجين كليات التربية، وانه يجب عمل حملات رقابية من قبل وزارة التربية والتعليم للكشف عن الأشخاص الذين يمتهنون وظيفية التدريس وهم غير مؤهلين لتلك الوظيفة وليسوا من خريجين كليات التربية، بالإضافة إلى انه يكون هناك سلوكيات غير منضبطة تتم داخل بعض مراكز الدروس الخصوصية ومن هنا تأتي خطورة تلك المراكز والدروس مع غياب المراقبة عليها، على عكس المدرسة التي يكون هناك العديد من جهات المراقبة عليها سواء فى المادة العلمية او الناحية الأخلاقية.

واختتم الدكتور تامر شوقي حديثة أن البداية الصحيحة لمعالجة مشكلة الدروس الخصوصية هي الاهتمام بالمعلم ماديا ومعنويا، وتعين معلمين جدد بفكر حديث حتى يكونوا قادرين على التواصل مع الطلاب بشكل صحيح.