EN 
خلال اليومين الماضيين، شهدت الساحة الاقتصادية العالمية تقلبات هائلة في أسعار النفط والغاز والذهب وارتفاع قياسي في أسعار الدولار الأمريكي، وذلك وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي ووسط استمرار تشدد البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي رفع الفائدة الأسبوع الماضي، والذي قال رئيسه جيروم باول الأربعاء الماضي، إن البنك المركزي يتوقع على الأقل ركودًا معتدلاً لكبح التضخم.
ويوم الجمعة الماضي، وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 8 أشهر فيما وتراجعت أسعار الغاز أيضا بفعل تراجع الطلب، كما هبط الذهب إلى أدنى مستوى في عامين ونصف، بينما ارتفع الدولار الأمريكي بصورة قياسية ليتوفق على اليورو والجنيه الإسترليني اللذين وصلا أدنى مستوى لهما منذ 37 عاما.
أسبوع جديد سيئ للذهب
أما الذهب فقد اختتم تداولاته الأسبوعية يوم الجمعة عند أدنى مستوى في عامين ونصف العام؛ حيث هبط بأكثر من 1.5% عند الإغلاق مسجلا 1644 دولارا للأوقية. وهذا ثاني أسبوع من الانخفاض، وذلك بسبب ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الذهب تعرض لضغوط بيعية كالتي شهدتها الأصول المحفوفة بالمخاطر، في ظل تفضيل المستثمرين السيولة بعد أن أعادت خطة المملكة المتحدة الاقتصادية إشعال المخاوف من أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية لكبح الزيادات المتفشية في الأسعار قد تؤدي إلى الركود.
النفط والغاز في تراجع
الجمعة أيضًا، تراجعت أسعار النفط بنحو 5% إلى أدنى مستوى في 8 أشهر، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت 4.8% وبلغت عند التسوية 86.15 دولارا للبرميل، منخفضة بنحو 6% خلال الأسبوع، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 5.7% إلى 78.74 دولارًا عند التسوية، بانخفاض نحو 7% خلال الأسبوع.
وهذا رابع انخفاض أسبوعي على التوالي لكلا الخامين القياسيين، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ ديسمبر الماضي.
أما في أسواق الغاز الطبيعي، فقد هبطت عقود الغاز الأمريكية بنحو 4% عند الإغلاق لتسجل أسعار الغاز أدنى ى مستوى في 10 أسابيع، نتيجة انخفاض أسعار النفط والتوقعات بمناخ معتدل أوائل الشهر المقبل، الأمر الذي يعني تراجع الطلب على وقود التدفئة والتبريد أيضا.
وأُغلقت أسعار الغاز دون 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يوليو الماضي، وهبطت أسعار الغاز الطبيعي الأمريكي نحو 12%، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ يونيو الماضي.
وتوقع بنك "جيه بي مورحان" أن يصل سعر خام برنت في لندن إلى 101 دولار للبرميل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، بينما رجح "جولدمان ساكس" بلوغ مستوى 125 دولارًا أمريكيًا، فيما توقع "مورجان ستانلي" أن الخام سيستهدف 95 دولارًا.
وبحسب "بلومبرج"، فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون صعبة بنفس القدر بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي على التدفقات الروسية التي من المقرر أن يتم تشديدها، وقيادة الولايات المتحدة خطة جريئة لوضع سقف على سعر النفط الروسي، فيما ألمحت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى خفض الإمدادات.
هذا الأمر، بحسب الوكالة، يعني أن أسواق النفط تظل في "عجز غير مستدام" بالأسعار الحالية، حيث إن ارتفاع الاستهلاك سيأتي من زيادة نشاط السفر وكذلك التحول من الغاز إلى النفط.
