الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دليلك لفهم الانتخابات الأمريكية.. اقتراع التجديد النصفي الحاسم من الألف للياء

أمريكا
أمريكا

عكست انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، التي انطلقت اليوم، اشتداد الصراع المتجدد بين الغريمين التقليديين الحزب الديمقراطي الذي يخشى فقدان الأغلبية، والجمهوري الذي يصبو للسيطرة على الكونجرس وإعادة رسم الخارطة السياسية في البلاد.

وهنا نرصد الدليل الشامل لفهم تلك الانتخابات وطريقة التصويت بها من "الألف إلى الياء"

ما هي انتخابات التجديد النصفي؟ 

تعقد انتخابات التجديد النصفي كل عامين، وتسمى بالانتخابات النصفية؛ لأنها تأتي في منتصف فترة ولاية الرئيس التي تمتد لـ 4 سنوات، وتتمثل السلطة التشريعية بالولايات المتحدة الأمريكية في الكونجرس، والذي ينقسم مجلس النواب ويشمل 435 عضوا يمثلون الولايات بحسب حجمها السكاني، أما مجلس الشيوخ فيضم 100 سيناتور، بما يعني أن هناك برلمانيين اثنين يمثلان كل ولاية بصرف النظر عن وزنها السكاني.

أعضاء مجلس الشيوخ يمكثون لفترة 6 أعوام، بينما النواب يخدمون لمدة عامين فقط ويمثلون مناطق أصغر داخل الولاية، ويصوت الأميركيون في هذه الانتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب إلى جانب ثلث مجلس الشيوخ "تجديد الثلث كل عامين".

جدير بالذكر أن آلية عملة الكونجرس الأمريكي، تتمثل في قيام الكونغرس بسن القوانين، بعدما يقرر النواب أي قوانين يجري التصويت عليها، بينما يحق لمجلس الشيوخ منعها أو الموافقة عليها، وكذلك المصادقة على تعيينات كبار الموظفين التي يجريها رئيس البلاد، ونادرا ما يطالب بأي تحقيقات ضد ساكن البيت الأبيض.

ليست انتخابات تشريعية فقط 

ولا يقتصر التصويت في التجديد النصفي على انتخاب أعضاء الكونجرس بغرفتيه، ولكنه في اليوم ذاته تجرى الانتخابات التشريعية المحلية للولايات الـ 50، كما يتم انتخاب حكام جدد لـ 36 ولاية.

وبذلك تكون عملية التصويت في التجديد النصفي تهدف إلى انتخاب 435 عضوا لمجلس النواب، وحوالي 35 سيناتور لمجلس الشيوخ، و36 حاكم جديد لولايات داخل أمريكا، مع انتخاب المجالس المحلية لـ50 ولاية أمريكية. 

المنافسة تقليدية بين الحمار والفيل والرئاسة تترقب 

دائما تكون المنافسة في الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات الولايات، بين الديمقراطيين "رمز الحمار"، والجمهوريين "رمز الفيل"، فهناك حزبان رئيسيان في أميركا، الحزب الديمقراطي الذي ينظر إليه على أنه يساري صاحب آراء ليبرالية تقدمية، والحزب الجمهوري الذي ينظر إليه باعتباره يمينيا ومحافظا.

ودائما ما تكون الرئاسة الأمريكية في حالة ترقب لتلك الانتخابات، ف الرئيس حالي جو بايدن، ينتمي للحزب الديمقراطي الذي يسيطر حاليا على مجلسي الكونغرس، ورغم أنها "أغلبية طفيفة" إلا أنها مكنت بايدن من إنجاز ملفات هامة وحاسمة، حيث يجب أن تحصل برامجه مثل الرعاية الصحية، ومشروع قانون مكافحة تغير المناخ، والضرائب، على موافقة الكونغرس أولا.

ويقود الحزب الذي تؤول له الأغلبية في مجلسي الكونجرس اللجان المهمة في هذه المؤسسة التشريعية، وتتحدد قدرة الرئيس على إنجاز أجندته السياسية اعتمادا على سيطرة حزبه على الكونجرس بمجلسيه، وتتغير هذه القدرة إذا خسر أحد المجلسين، وتنحسر قدرته بصورة شبه كاملة إذا خسر أغلبية المجلسين.

6 مقاعد تشعل المنافسة 

وفقا لتشكيل المجلس الحالي، فإن عدد النواب الديمقراطيين 222 (بينهم استقالتان فيتبقى 220) بينما الجمهوريون 213 نائبا بمجلس (توفي نائب فيتبقى 212)، وعدد النواب في مجلس الشيوخ 50 للديمقراطيين ومثلهم للجمهوريين لكن يملك الديمقراطيون الأغلبية عبر نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تمتلك حق "كسر التعادل"، من خلال التصويت بوصفها رئيسة مجلس الشيوخ.

ويحتاج الجمهوريون للسيطرة على زمام الأمور 5 مقعد إضافية في مجلس النواب، ومقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ.

التاريخ في صالح الجمهوريين والاستطلاعات قريبة 

عادة ما تعتبر انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة استفتاء على الرئيس الذي يميل حزبه إلى خسارة مقاعد في الكونجرس، خصوصا إذا كانت نسبة تأييده، كما هي الحال مع بايدن، أقل من 50%. 

ووفقا لما جرت عليه العادة في معظم الانتخابات التي جرت منذ 1945، فإنه من المتوقع فوز الجمهوريون بالأغلبية، فمنذ هذا التاريخ أجريت 19 انتخابات تجديد نصفي خسر فيها حزب الرئيس 17 مرة، ولم يفز إلا في مرتين فقط. 

وبعدما كانت استطلاعات الرأي قبل أيام تظهر تقدم الجمهوريون في السباق على مجلس النواب، وأنهم يكتسبون زخما في المواجهات الرئيسية على مقاعد مجلس الشيوخ حيث يسعى الناخبون إلى التخلص من الإحباط بسبب التضخم الأكثر ارتفاعا منذ أربعة عقود والهجرة غير الشرعية المتزايدة، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تفيد بتقارب شديد في حظوظ الحزبين.

5 قضايا تشغل بال الأمريكيين في هذه الانتخابات

وتسيطر 5 قضايا رئيسية على تفكير الناخبين بأمريكا للتصويت لأحد الحزبين، وذلك وفقا لرؤية كل حزب لتلك القضايا، والقضايا هي "التضخم خاصة وصوله إلى أعلى معدل منذ أربعة عقود - أسعار الطاقة - الانقسام السياسي والخشية من العنف - حق الإجهاض - الأسلحة النارية".

ووفقا لاستبيان وسائل إعلام أمريكية، عن مجموعة القضايا الأكثر أهمية التي ستحدد أصواتهم، قال 50% من المشاركين في الاستطلاع إنها تتمثل في موقف المرشح من الحق في الإجهاض، وعلاقته بالتهديدات التي تواجه الديمقراطية، ومعالجته لأزمة تكاليف المعيشة من خلال زيادة الضرائب على الشركات، مقابل 44% اختاروا موقف المرشح من الجريمة والوضع على الحدود ومعالجته لأزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.

6 ولايات حاسمة للتصويت 

تحسم 6 ولايات أمريكية نتيجة الانتخابات، وذلك وفقا لقواعد وشعبية كل حزب، حيث تشتد المنافسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتلك الولايات في ظل انقسام حاد بين الشعب الأمريكي، بحسب ما ذكرت "سكاي نيوز".

والولايات التي ستحسم مصير الانتخابات هي.. 

بنسلفانيا: تشهد سباقا انتخابيا متقاربا للغاية مع اقتراب انتصاف اليوم الانتخابي رغم ترجيح الاستطلاعات فوز المرشح الديمقراطي جون فيترمان على منافسه الجمهوري الدكتور أوز.

جورجيا: تشهد الولاية معركة كبرى بين المرشح الديمقراطي أرنوك، الذي يدافع عن مقعده ولديه أفضلية نسبيا، لكنه قريب بما يكفي من المرشح الجمهوري ووكر، وفوز أي منهما يمكن أن يحدث فرقا كبيراً على مستوى النتائج النهائية.

نيفادا: من المتوقع أن يستعيد الجمهوريون السيطرة على مقعد الولاية في مجلس الشيوخ، لكن في الوقت نفسه يمكن أن يعوض الديمقراطيون هذه الخسارة بمكسب مقعد إضافي في ولاية بنسلفانيا.

ويسكونسن: واحدة من أكثر الولايات انقساما في البلاد، ويواجه كل من السيناتور الجمهوري رون جونسون والحاكم الديمقراطي توني إيفرز حملات انتخاب قاسية للغاية.

١٧ مليار دولار  حجم الإنفاق في الدعاية .. رقم تاريخي 

ذكرت شبكة «إن. بى. سى» الإخبارية الأمريكية وموقع«بوليتكو» الإخبارى الأمريكى أمس أن حجم الإنفاق على حملات انتخابات التجديد النصفى الحالية للكونجرس وعلى الانتخابات البلدية أو المحلية  وصل إلى ١٦ مليارا و٧٠٠ مليون دولار، وذلك يعد رقما تاريخيا بالمقارنة بحجم الإنفاق على هذه المناصب خلال الانتخابات الماضية والذى لم يتعد الأكبر منها وقتها حاجز  الـ ٩ مليارات و٨٠٠ مليون دولار.

ثلاث آليات للتصويت 

يجري التصويت في الانتخابات الأمريكية وفقا لثلاث آليات، تشمل: "التصويت في مراكز الاقتراع"، و"التصويت الغيابي"، و"التصويت عبر البريد"، وذلك على النحو التالي:

1- التصويت في مراكز الاقتراع Ballots in Person: تتيح قوانين الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تختلف من ولاية لأخرى، للناخب الأمريكي أن يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة، إما بالحضور شخصيًّا في مراكز الاقتراع، قبل يوم الانتخابات، وهو التصويت المبكر، أو يوم الانتخابات.

2- التصويت الغيابي Absentee Ballots: والمقصود به قيام الشخص بالتصويت من مقر إقامته أو وجوده، من خلال إرسال بطاقة الاقتراع إلى مقر المركز الانتخابي عبر البريد، وهذه الآلية متاحة لفئات محددة من المواطنين الأمريكيين، وليس لكل للناخبين. وتشمل هذه الفئات - وفقا لقوانين الانتخابات الأمريكية - المقيمين في الخارج، والعسكريين في الخدمة، والمسافرين، والطلاب الذين يدرسون في ولاية غير الولاية المسجلين فيها في السجلات الانتخابية. ولاحقًا توسعت هذه الفئات لتشمل المواطنين العاديين الذين يقدّمون عذرًا لغيابهم عن التصويت بشكل شخصي، ثم أصبح التصويت الغيابي متاحًا في عدد من الولايات لمن يرغب من الناخبين دون تقديم عذر، وقد تبنت 27 ولاية أمريكية قوانين تسمح للناخبين بالاقتراع الغيابي بدون أي عذر، وذلك جنبا إلى جنب مع آلية الاقتراع داخل مراكز الانتخابات لمن يرغب في الحضور للتصويت.

3- التصويت عبر البريد Mail Ballots: مع تطور قوانين الانتخابات، أصبح الاقتراع في ثلاث ولايات أمريكية كاملا عبر البريد، حيث أقرت "ولاية أوريغون" التصويت في جميع الولاية عبر البريد في عام 1998، تلتها "ولاية واشنطن" في عام 2011، ثم "ولاية كولورادو" في عام 2013، ولكن في ضوء تداعيات أزمة فيروس كورونا على انتخابات الرئاسة 2020، فقد سمحت جميع الولايات الأمريكية للناخبين بإمكانية التصويت عبر البريد لمن يرغب مع شروط مراعاة القواعد الحاكمة لموعد التصويت المبكر.

41 مليون ناخب حصيلة التصويت المبكر 

وعن حصيلة من قام بالتصويت المبكر أمس، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن.بي.سي نيوز" أن أكثر من 41 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم مبكرا في انتخابات الكونجرس، أدلى 54% من الـ41 مليون مقترع بأصواتهم عبر البريد، فيما أدلى 46% منهم بأصواتهم في مراكز الاقتراع.

وأشار الاستطلاع إلى أن 45% من الذي صوتوا ديمقراطيون و35% جمهوريون و20% منهم غير مسجلين لدى أي من الحزبين، واحتل كبار السن ممن هم 65 عاماً أو أكبر، النسبة الأكبر من المقترعين في التصويت المبكر، إذ بلغت نسبتهم 47%، تلاهم من هم بين سن 50 إلى 65 عاما، إذ جاءت نسبتهم 28% من الأصوات.

موعد إعلان النتائج 

وعن موعد إعلان النتائج، كشف البيت الأبيض أن النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس الأمريكي “ستحتاج إلى أيام” قبل الإعلان النهائي عن الفائزين.

وقالت متحدثة البيت الأبيض كارين جان بيير، إن معرفة هوية الفائزين في الانتخابات النصفية لن تكون واضحة يوم الانتخابات” وإن النتائج ستحتاج لأيام قليلة”.

وأضافت: “قد لا نعرف كل الفائزين في الانتخابات لبضعة أيام حتى يمكن فرز جميع الأصوات القانونية والصحيحة”، مشيرة إلى أن العديد من الولايات تستخدم بطاقات الاقتراع بالبريد وغيرها من أشكال التصويت المبكر التي لا يتم احتسابها غالبا، إلا بعد الإدلاء بالأصوات بشكل مباشر وشخصي في الانتخابات.

وإن كانت قد جرت العادة بأن تظهر مؤشرات التصويت في صباح يوم التصويت، والتي تكون في الأغلب هي الأقرب للنتائج النهائية التي لا تصدر إلا بعد عدة أيام.