الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد شكوى داليا مصطفى| الدروس الخصوصية تهدد أنظمة التعليم... وخبراء: المدارس الحكومية والدولية كله واحد.. وأولياء أمور: المقابل يتحدد حسب الطبقة الاجتماعية

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

خبير تعليم: مفيش فرق بين المدارس الدولية والحكومية غير المنظرة 

 

خبير : الامتحانات هي المدخل الأساسي لتحسين منظومة التعليم 

خبير : الدروس الخصوصية وجاهة اجتماعية وليست لغرض التعليم
 

اولياء أمور: مقابل الدروس الخصوصية يتحدد حسب الحالة الاجتماعية

 

 

مازالت الدروس الخصوصية تشكل أزمة حقيقية للأسرة المصرية، وتعد آفة تواجه التعليم المصري ، وينهش معلميها جيوب أولياء الأمور من خلال مراكز الدروس الخصوصية المنتشرة، ودائما كان الحديث عن الدروس الخوصية لذلك لجأ بعض أولياء الأمور إلى إدخال ابناءهم إلى أنظمة تعليمة ومدارس دولية ذات معاير عالمية ليستريحوا من أزمة الدروس، لكن يبدوا أن هذا الحل لم يأت بثماره.

اشتكت الفنانة داليا مصطفى من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية على الرغم من أن ابنها يدرس في نظام IG(الثانوية البريطانية)، فى فيديو لها عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى “ إنستجرام ”.

ويعد نظام IG وهو اختصار لـ  International General Certificate of Secondary Education أي الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي، وهو منهاج تعليمي تم تطويره من قبل لجنة الاختبارات في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، ويحرص عدد كبير من اولياء الأمور علي إدخال ابناءهم إلي باعتباره نظام تعليمي أفضل من النظام المصري، إضافة لزيادة فرصهم في القبول في المنح الدراسية والجامعات خارج مصر.

وقالت داليا مصطفى ” :"صباح الخير أنا لسه صاحية، ومن وقع الصدمة مش قادرة وطلعت بالبيجامة، كنت بسأل صاحبتي عن مدرس كيمياء لابني، وقالت لي من 750  إلى 900 جنيه في الحصة الواحدة".

فهل نخر سوس الدروس الخصوصية أنظمة التعليم فى ارقي المدارس الدولية المتواجدة لدينا واصبحت متساوية أمام المدارس الحكومية أم أن هناك اسباب اخرى دفعت اولياء الأمور في المدارس الدولية التي تتبع أنظمة تعليم دولي مغاير عن النظام المصري تلجأ للدروس الخصوصية.

قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن هناك بعض الحقائق المرتبطة بظاهرة الدروس الخصوصية يجب ألا نغفل عنها وأهمها أن أسباب هذه الظاهرة لا تنحصر فقط في الأسباب التربوية مثل ضعف مستوى الطالب واحتياجه إلى مزيد من الدعم التربوي الذي لا توفره المدرسة أو عدم وجود معلم بالمدرسة أو وجود معلم لكنه غير كفء وإنما تتعدى هذه الأسباب لأسباب أخرى اجتماعية وثقافية.

وأوضح حجازي خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”أن هناك بعض أولياء الأمور يقحمون أنفسهم في مقارنات لا داعي لها حيث يلجأون دائما إلى عقد مقارنات بين أبنائهم وزملائهم، ونتيجة لأنهم يبحثون عن الكمالية بشكل غير سليم وغير واقعي فإنهم يلجأون إلى الدروس الخصوصية لكي يحققوا الفوز في هذه المنافسة التي ابتدعوها وفي أذهانهم أن الدروس الخصوصية سوف تدفع بقدرات أبنائهم لأقصى حد لتحقيق التفوق والحصول على المركز الأول.

وأشار الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، إلى أن التنافسية الشديدة والصراع على المركز الأول يعتبر عاملا حاسما لتحفيز الدروس الخصوصية تتغذى عليه لتنهش من جيوب اولياء الأمور وهو بالطبع موجود في المدارس الحكومية وغيرها، وبعض أولياء الأمور يخشى أن يتهم بالتقصير مع أبنائه فيبالغ في رعايتهم تربويا من خلال الدروس الخصوصية التي تشعره بعدم التقصير من وجهة نظره.

وأكمل أنه يجب علي أولياء الأمور الإيمان بالاختلافات الفردية بين الطلاب وتنوع القدرات واختلاف نقاط التميز من شخص لآخر، والاعتماد على مقارنة الطالب بذاته وليس بالآخرين، والبحث عن نقاط تميزه والعمل على تنميتها بشكل مستقل وأن يكون المعيار للحكم على الطالب هو قدراته وإمكانياته ومميزاته الفردية وليس زملاءه، وان هذا سوف يسهم في التقليل من الآثار السلبية لهذا الصراع على المركز الأول إلى حد كبير.

فيما قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن السبب الأول في الدروس الخصوصية أصبح من باب الوجاهة المجتمعية، وان أولياء الأمور الذين يعانون ويصارعون إلحاق ابناءهم في المدارس الدولية ما زالوا لا يثقون فى المنظومة التعليمة علي الرغم من أنهم ألحقوا ابناءهم بنظام مغيار عن النظام المصري.

وصرح فتح الله فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن اولياء الأمور الذين يذهبون بإبناءهم لأكبر المدارس التى تكون مصروفتها مرتفعة للغاية يفقدون الثقة فى المنظومة التعليمة بعد وقت قصير وذلك عائد لعدة عوامل منها سواء المعلمين وأنهم ليسوا بالكفاءة المطلوبة، وان المدرسة دائمآ تغير المعلمين بصورة متسارعة، واشار إلى أن معظم تلك المدارس يهتمون بالجوانب المظهرية الجمالية أكثر من المحتوي التعليمي.

واضاف الخبير التربوي، أن معظم المدارس الخاصة والإنترنشونال التي قد تتبع مناهج تعليمة مختلفة عن مناهج التعليم المصري يهتمون بجوانب الأنشطة علي حساب الجوانب العلمية التعليمة فنجد في تلك المدارس العديد من مظاهر الرفاهية الكاملة في تلك المدارس فنجد ملاعب علي أعلى مستوى وقد نجد مكان لركوب الخيل للطلاب وحمامات سباحة ويكون التركيز علي هذا الأمر اكبر من التعليم، واشار إلى انه ليس معني هذا أن تلك الأنشطة والخدمات لا فادة منها لا فهي تخدم العملية التعليمة ولكن يجب ألا تكون هي الإساس.

وتابع أنه في النهاية وبعد أن يدفع ولي الأمر آلاف الجنيهات ويلجأ فى النهاية لمعلمي الدروس الخصوصية والي سناتر الدروس الخصوصية فهذا يأكد انه ليس هناك فرق بين تلك المدارس والمدارس الحكومية علي الرغم من نقص الإمكانيات الكبير بها، وأن الأساس التي يجب أن يحكم هو شيئين المعلم ثم نظام التقويم والامتحان.

واشار الدكتور محمد فتح الله، إلي أن محور العملية التعليمية على عاتق المعلم، واننا ومع الأسف اصحبنا نركز علي درجة الامتحان بدون النظر لجودة العملية التعليمية التي تم تطبيقها، وان معلمي الدروس الخصوصية احترفوا اللعب علي وتر أنهم يستطيعون أن يجعلوا الابناء يحصولون على الدرجة النهائية بإلامتحان.

واوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن نظام الامتحانات الهذيل لا تقيس المستوي الحقيقي للطلاب هو الدافع الأول والإساسي لتوغل الدروس الخصوصية في مجتمعنا، وأن الامتحان يجب أن يوضع بمعاير وضوابط خاصة للغاية حتي يكون كاشفا لجميع الطلاب، ومع الأسف امتحانتنا ضعيفة للغاية وتفتقر للمعاير التي يجب أن تكون كاشفة للطالب.

وأكمل طالما مازلنا نفكر في تقفيل الامتحان وأن يحصل الطالب على الدرجة النهائية ومع الامتحانات الضعيفة التي لا تبين المستوى الحقيقي للطالب فسوف تظل مشكلة الدروس الخصوصية قائمة مها اختلفت النظم التعليمة.

ووجهة الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، رسالة إلي اولياء الأمور بضروة تتغير وجهة نظر المجتمع نحو فكرة التعليم وان يعوا أن الغرض الأساسي هو التعليم وأن الأول لا يعني أنه الأفضل من الناحية العلمية.

ومن  جانب آخر قالت نور ولي أمر طالب، أن أسعار الدروس الخصوصية اصبحت تحدد وفق الوسط الاجتماعي ومستوى التعليم، فالاسعار في القاهرة غير المحافظات وغير الريف، وأن الدروس في المدارس الدولية أسعارها أعلى عن الدروس في مدارس اللغات وغير مدارس العربي وغير الحكومي.

بينما قالت ريهام عاطف ولي أمر طالب، أن الدروس الخصوصية اصبحت ثقافة مجتمع وجميع الطلاب بالمراحل الدراسية والمستويات التعليمية يقبلون عليها ويهملون المدرسة.