الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشفت عنها كلمة الرئيس السيسي|مصر ترد بقوة على المشككين بموقفها من السودان

اجتماع الأعلى للقوات
اجتماع الأعلى للقوات المسلحة

ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي عٌقد مساء أمس الاثنين، في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.

المجلس الأعلى للقوات المسلحة

وتناول الاجتماع، مناقشة عددٍ من الموضوعات ذات الصلة بأنشطة ومهام القوات المسلحة، وجهودها في حماية ركائز الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات الاستراتيجية.

وتضمن الاجتماع استعراض تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان الشقيق؛ جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع، بجمهورية السودان، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة من نتائج وتداعيات، تؤثر على أمن وسلامة المنطقة.

وقال الرئيس السيسي: إن مصر مستعدة للعب دور وساطة؛ بهدف "إنهاء الاقتتال الذي يشهده السودان حاليا"، موضحا أنه أبلغ نظيره في جنوب السودان سيلفا كير باستعداد القاهرة وجوبا للعب دور وساطة مع الأشقاء في السودان؛ وصولا إلى الهدنة والتفاوض.

وتابع الرئيس السيسي، خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء الاثنين: "نحن نجري اتصالات مستمرة بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ من أجل حثهما وتشجيعهما على وقف النار، وحقن دماء السودانيين، وصولا إلى تفاوض يؤدي إلى استعادة الاستقرار".

كما أكد السيسي، أن الاتصالات مكثفة من أجل "التأكيد على أمن وسلامة قواتنا الموجودة في السودان"، مشددا على أن القوات المصرية "كانت موجودة طبقا لبروتوكول تدريب مشترك مع السودان، لا لدعم أحد ضد أحد".

وقال الرئيس السيسي إن مصر كانت دائما حريصة في سياستها الخارجية خلال السنوات الماضية أن "تكون عنصرا متوازنا ومعتدلا"، مؤكدا أن "ما يحدث في السودان شأن داخلي ولا ينبغي أن يتم التدخل فيه، حتى لا يحدث تأجيج للسودان والمنطقة".

وشدد الرئيس على أنه: "من ثوابت مصر، أننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى؛ لأننا نعتبر أن لكل دولة خصوصيتها في إدارة سياستها وأوضاعها الداخلية"، معقبا: "إن كان هناك دور نفعله، مثل الوساطة، أو لعب دور إيجابي لتهدئة الموقف واستعادة الأمن والسلام والاستقرار بين الفرقاء في السودان أو غيرها؛ فنحن مستعدون للعب هذا الدور".

مصر لا تتدخل بشؤون السودان

وأوضح الرئيس السيسي، أن مصر تواصلت خلال الأيام القليلة الماضية مع الأمين العام للأمم المتحدة، ووجهنا نداء للجلوس إلى مائدة الحوار بين الأشقاء في السودان، سواء كان الجيش أو قوات الدعم السريع.

ومن جانبه يقول الدكتور فارس حامد، أستاذ العلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس السيسي، تؤكد على ثوابت السياسية الخارجية المصرية، خاصة أن مصر لديها سياسة واضحة في التعامل مع الأزمات الدولية والإقليمية، على اعتبار أن من أهم ثوابت السياسية الخارجية المصرية هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإٌقليمية.

وأضاف حامد- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن من ضمن الثوابت أيضا التأكيد على حفظ واستقرار الدولة العربية، خاصة دولة السودان الشقيقة، على اعتبار أنه ما يحدث بها اليوم يعد تأثيرا مباشرا على الأمن القومي المصري، وبالتالي هذه الكلمة تأتي لوضع النقاط على الحروف في الأقاويل التي تشير إلى أن مصر تتدخل في الشؤون الداخلية بالسودان من صراع مسلح بين طرفين وهو "شأن داخلي لا تسمح مصر بالتدخل به". 

وأشار حامد، إلى أن مصر تلعب دورا محوريا والعمل على حلحلة جميع القضايا العربية بشكل كبير، وذلك دورها التاريخي في دعم العمل العربي المشترك ودعم استقرار ووحدة الدول العربية، حيث أن مصر من أوائل الدول التي تحافظ على وحدة واستقرار الدولة السودانية، وبالتالي هذه الأقاويل "ليس لها أي أساسا من الصحة". 

وتابع: "مصر تنأي بنفسها بعيدا عن التدخلات الخارجية في الشئؤون الداخلية للدولة السودانية، وهناك قوة إقليمية وخارجية معروفة بعينها تريد أن تجعل الدولة المصرية طرفا في هذا الصراع، عل الرغم من تأكيد الرئيس أنها ليست طرفا في هذا الصراع".

من جانبه تلقى سامح شكري وزير الخارجية، الإثنين، اتصالا هاتفيا من نظيرته الفرنسية كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا، وذلك للتشاور وتبادل التقييم بشأن التطورات الجارية في السودان.

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزيرة خارجية فرنسا أعربت خلال الاتصال عن قلق بلادها العميق نتيجة المواجهات العسكرية الجارية وتأثيرها المتفاقم على أرواح وسلامة المدنيين.

تحركات مهمة للخارجية المصرية 

وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية، اتفق الجانبان على ضرورة العمل من أجل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في أقرب وقت وحل الخلافات بين أطراف النزاع من خلال المفاوضات، بما يحقن دماء الشعب السوداني، ويعيد البلاد للمسار السياسي السلمي.

كما أكد الجانبان خلال الاتصال على أهمية امتناع أي طرف خارجي عن التدخل في هذا النزاع بصورة تفاقم من حدته، وبما يسهم في استعادة السودان لأمنه واستقراره في أقرب وقت.

وحرص الوزير شكري، وفقاً لتصريحات المتحدث الرسمي، على إحاطة نظيرته الفرنسية بالجهود التي تبذلها مصر من اجل وقف النزاع الجاري، بما فى ذلك نتائج وتوصيات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الأخير.

والجدير بالذكر، أن السودان يشهد توترات في الأوضاع منذ صباح السبت؛ بسبب الاقتتال بين الجيش الوطني السوداني وقوات التدخل السريع، الأمر الذي استدعى تحركا مصريا وعربيا ودوليا لوقف الاقتتال وعودة الهدوء والاستقرار في الداخل السوداني.