الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكيون في قبضة كوريا الشمالية| بيونج يانج تتحول إلى مقبرة محتجزين.. قصص مأساوية

صدى البلد

كوريا الشمالية هي دولة مغلقة تحت قيادة كيم جونغ أون، الذي يسعى لامتلاك أسلحة نووية وصواريخ بالستية. كما أنها تعتبر الولايات المتحدة عدوتها اللدودة، لذلك تنفذ اختبارات صاروخية بانتظام، رغم تهديدات واشنطن والمجتمع الدولي.

وللضغط علي أمريكا، تحتفظ أيضًا بعدد من المواطنين كرهائن، وتتهمهم بجرائم مختلفة ضد الدولة. وقد تعرض بعض هؤلاء الأمريكيين للتعذيب والإهانة والإصابة بأمراض خطيرة أو الموت في سجون كوريا الشمالية القاسية.

وآخر حالة مثيرة للجدل هي حالة الجندي الأمريكي ترافيس كينغ، الذي عبر الحدود من الجانب الكوري الجنوبي إلى الشمالي اليوم، واحتجزه النظام.

ترافيس كينغ

اعتقلت كوريا الشمالية جنديًا أمريكيًا بعد عبوره الحدود من الجانب الكوري الجنوبي. ومن جانبها، قالت قيادة الأمم المتحدة في تغريدة، إنها تعمل مع نظيرتها في جيش شعب كوريا لحل هذه الحادثة.

وأكد مسؤول أمريكي لشبكة CNN، أن الجندي المحتجز هو الرقيب الثاني ترافيس كينغ. وقال شاهد على الحادث، إنه رأى كينغ يركض نحو كوريا الشمالية ويتم احتجازه.

ومن ناحية أخري، قال البيت الأبيض، إنه يعمل على إيجاد حل لقضية دخول جندي أمريكي إلى الأراضي الكورية الشمالية.

وقد أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ قليل، عن قلقه البالغ من اعتقال الجندي. ومن ناحية أخري، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن البنتاجون يحقق في دخول جندي أمريكي إلى كوريا الشمالية عبر الحدود من الجارة الجنوبية.

الدوافع

وفقًا لمصادر أمريكية، كان كينغ يواجه إجراءات تأديبية من قبل الجيش الأمريكي وكان من المفترض أن يعود إلى الولايات المتحدة. وقالت مصادر أخري، إن كينغ كان قد أطلق من سجن كوري جنوبي حيث كان محتجزًا بتهمة الاعتداء، وكان من المفترض أن يصل إلى فورت بليس في تكساس، ولكن بدلاً من ذلك غادر المطار وانضم إلى جولة سياحية لقرية بانمونجوم على الحدود، حيث ركض عبر الحدود.

وقال شخص شارك في نفس الجولة: "ظننت أنه مزحة سخيفة في البداية، ولكن عندما لم يعد، أدركت أنها ليست مزحة، وبعدها انفجر الوضع". ولم يتضح بعد ما هو دافع كينغ للدخول إلى كوريا الشمالية.

أوتو وارمبير

أوتو وارمبير هو طالب جامعي أمريكي كان يزور كوريا الشمالية في جولة سياحية عندما اعتقله النظام في عام 2016 بتهمة التخريب. وقد أدين بمحاولة سرقة ملصق دعائي من فندقه، وحكم عليه بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة.

وبعد حكمه بثلاثة أشهر، تعرض لإصابة عصبية شديدة من سبب غير مؤكد وفقد الوعي، وظل في غيبوبة حتى وفاته. ومن جانبها، لم تكشف كوريا الشمالية عن حالته الصحية إلا في يونيو 2017، عندما أعلنت أنه دخل في غيبوبة نتيجة للإصابة بالبوتوليزم وتناول حبة نوم.

وتم إطلاق سراحه في نفس الشهر، ولكنه كان لا يزال في حالة غيبوبة بعد 17 شهرًا من الاحتجاز. ثم تم نقله إلى الولايات المتحدة ووصل إلى سينسيناتي، أوهايو، في 13 يونيو 2017. حيث نُقل إلى مركز جامعة سينسيناتي الطبي للتقييم والعلاج الفوري.

ولكته لم يستعد وعيه وتوفي في 19 يونيو 2017، بعد ستة أيام من عودته إلى الولايات المتحدة عندما طلب والداه إزالة أنبوب التغذية.

وقال تقرير الطب الشرعي إنه توفي بسبب إصابة مجهولة تسببت في نقص الأكسجة في الدماغ. ولم تجد المسحات الداخلية غير الغازية أي دلائل على كسور في جمجمته.

وفي عام 2018، حكمت محكمة اتحادية أمريكية بأن الحكومة الكورية الشمالية مسؤولة عن تعذيب وارمبير ووفاته، في حكم افتراضي لصالح والدي وارمبير بعد أن لم تستأنف كوريا الشمالية القضية. وفي عام 2019، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً بعد قوله إنه يؤمن بكلام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأن كيم لا يتحمل المسؤولية عن وفاة وارمبير.

ردًا على ذلك، انتقد والدي وارمبير ترامب لـ"إبرام أعذار لكيم ونظامه الشرير".

كيم دونغ تشول

لم يكن وارمبير الأمريكي الوحيد الذي احتجز في كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة. بعض الأمريكيين دخلوا كوريا الشمالية كسائحين وتم احتجازهم لأسباب مختلفة، مثل التبشير أو التجسس أو إهانة النظام. بعضهم تم إطلاق سراحهم بعد مفاوضات دبلوماسية أو زيارات من مسؤولين أمريكيين بارزين، مثل جيمي كارتر أو بيل كلينتون. ولكن بعضهم لم يكن محظوظًا لهذه الدرجة.

ففي عام 2017، توفي كيم دونغ تشول، وهو رجل أعمال كوري أمريكي، في سجن كوري شمالي بعد أن حُكِم عليه بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة بتهمة التجسس.

ووفقًا لتقارير إعلامية، تعرض للضرب والتعذيب والإهانة المستمرة من قبل حراسه. وفي عام 2018،

توني كيم

توفي توني كيم، وهو أستاذ جامعي أمريكي، في سجن كوري شمالي بعد أن اعتقل بتهمة “أعمال عدائية” ضد الدولة. ووفقًا لشهود عيان، تعرض للإصابة بالسكتة الدماغية ولم يتلقَ الرعاية الطبية المناسبة.

ألك سيغورا

وفي عام 2019، توفي ألك سيغورا، وهو طالب جامعي أمريكي، في سجن كوري شمالي بعد أن اعتقل بتهمة “إثارة المشاكل” خلال رحلة دراسية. ووفقًا لزميل له، تعرض للضرب حتى الموت من قبل حراسه.

وتعتبر هذه هي بعض الحالات المؤكدة فقط، وقد يكون هناك المزيد من الأمريكيين المحتجزين في كوريا الشمالية دون علم العالم.