الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تصدر القمح والحبوب.. كيف نجحت القاهرة في استضافة غذاء العالم؟

القمح
القمح

تعمل مصر بشكل مستمر على تأمين احتياجاتها من الغذاء والحبوب الاستراتيجية خاصة القمح، كما تسعى الدولة لتتحول إلى مركز عالمي للحبوب والقمح، وتعود خزائن الأرض مرة أخرى عبر مصر، وما يعزز هذه إمكانية تحقيق هذه الأهداف، موقع مصر القريب من خطوط الإمداد، وثقة دول العالم بها، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، قائلا إن جميع الشروط تنطبق على مصر لتصبح مركزا للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

مصر مركزا لتصدير الحبوب

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، أن السنوات الأخيرة، كانت معظم الحبوب تأتي إلى مصر، مصدرها روسيا نظرا لجودتها وسعرها، مشيرا إلى أن جميع الشروط تنطبق على مصر لتكون مركزا لتوريد مجمع الصناعات الزراعي الروسي، خاصة وأن مصر من أكبر المستوردين للقمح من روسيا، مشددا على أن الأمر يساهم في تنفيذ صفقة الحبوب والمساعدات المجانية للدول الفقيرة.

في هذا الصدد، قال حمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مصر لتصبح مركزا للحبوب من عدة طرق، أولها أنها تتوسط قارات العالم إضافة إلى قناة السويس التي تعتبر ممرا دوليا مهما، مشيرا إلى أن مصر مستورد كبير للقمح والحبوب مما يجعلها مؤهلة بالكوادر والصوامع التي أنشأتها وحققت من خلالها طفرة في المخزون الاستراتيجي، الذي يمكن أن يتضاعف مع ضخ استثمارات أجنبية.

استضافه مركز الحبوب العالمي

وفي يناير الماضي، أعرب وزير الخارجية سامح شكري، عن استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل استضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب، ما يساهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية، وذلك خلال كلمته في مؤتمر صوت الجنوب تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين.

إنشاء مركز لوجستي بقناة السويس

وفي إطار هذه الخطة الطموحة، أكدت الإدارة العامة لتوريد السلع، التابعة لوازة التموين، أن على استعداد لإعادة تصدير القمح الروسي، إلى الدول المجاورة، بعدما أنشأت موسكو مركز توزيع لوجستي عالمي في قناة السويس، موضحة أن مصر تزيد مشترياتها من القمح الروسي، ثم تصدر القمح والحبوب مرة أخرى إلى الدول المجاورة.

وأضاف إدارة توريد السلع التابعة لوزارة التموين، في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية، إنه تم إنشاء مركز توزيع لوجستي في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فيما ترى الإدارة المصرية أن هذا المركز اللوجستي بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، سيكون مركزا لتخزين الحبوب والقمح في مصر والمنطقة العربية ودول شمال وشرق إفريقيا.

القمح يصل أول 10 أيام من سبتمبر

وحول مدى تأثر مصر بتعليق روسيا صفقة الحبوب مع أوكرانيا، أكدت وزارة التموين، أن مصر كغيرها من الدول المستوردة، تعاني ارتفاع وتقلب أسعار القمح عالميا، فيما أبرمت القاهرة عقدا لشراء 360 ألف طن من القمح الروسي في 2 أغسطس لتعزيز المخزون الاستراتيجي، ومن المقرر شحنها بين 1 و10 سبتمبر.

وكانت اتفاقية حبوب البحر الأسود تنص على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق، ولكن وقفت العقوبات الغربية، عائقا أمام تطبيق الاتفاق فيما تعهدت دول العقوبات بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء.

روسيا تؤمن القمح لإفريقيا

كما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع موسكو، ما عطّل حركة الصادرات الروسية، واضطرت موسكو أخيرا لتعليق العمل بالاتفاق، ومنع دخول السفن إلى الموانئ الأوكرانية أو الخروج منها.

وكانت روسيا أكدت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، خلال قمة روسيا إفريقيا الأخيرة، على الالتزام التام بتصدير الحبوب والأسمدة، والتبرع بها وإيصالها بالمجان للدول المحتاجة في إفريقيا، وتغطية حاجة السوق العالمية من الحبوب والغذاء بغض النظر عن منتجات أوكرانيا، التي استغلت اتفاق الحبوب لاستجرار الأسلحة من حلفائها، وتنفيذ الأعمال الإرهابية ضد روسيا في البحر الأسود.

وشدد بوتين على أن روسيا تعمل على توفير القمح والحبوب لدول إفريقيا، ومستعدة لتقديم الحبوب لـ6 دول إفريقية دون مقابل خلال أشهر، موضحا أن روسيا قادرة على تعويض إفريقيا عن الحبوب الأوكرانية.