الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خير كثير في الطريق.. كيف أمّنت مصر غذاءها بصفقة كبرى؟

القمح
القمح

يعد الأمن الغذائي قضية محورية لدول العالم كافة، ولذا فإن الدولة المصرية تعمل على العديد من المحاور لتعزيز الأمن الغذائي على رأسها زيادة الرقعة الزراعية من المحاصيل الاستراتيجية وزيادة السعات التخزينية لصوامع القمح.

استقبل ميناء دمياط سفينة WADI ALKARM قادمة من روسيا تحمل 57750 طنا من القمح لصالح هيئة السلع التموينية.

صفقة القمح الروسي 

وقالت الهيئة المصرية إن هذا يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لضمان توافر السلع الإستراتيجية وتلبية احتياجاتها من القمح.

ومدت روسيا مصر خلال الأشهر الماضية بكمية ضخمة من القمح رغم العقوبات والعراقيل الأمريكية والأوروبية التي حاولت يائسة عرقلة صادرات روسيا من الحبوب والطاقة وغيرها من المنتجات الحيوية للعالم.

وفي 11 يناير من العام الجاري، أصدرت روسيا بيانا أكدت فيه أنها واصلت رغم عطلة رأس السنة الجديدة، شحن الحبوب إلى مختلف دول العالم وعلى رأسها مصر، حيث زادت الصادرات في الفترة من 1 يناير إلى 8 يناير.

وقالت يلينا تيورينا مديرة قسم التحليلات باتحاد الحبوب الروسي إن صادرات القمح تضاعفت إلى 963 ألف طن مقابل 480 ألف طن عن نفس الفترة من عام 2022 كما زادت صادرات الذرة بنسبة 27٪ لتصل إلى 44.5 ألف طن.

وأشارت إلى أن مصر احتلت الريادة في استيراد القمح الروسي خلال شهر يناير حيث تم شحن 191.5 ألف طن إلى مصر مقابل 103 آلاف طن قبل عام، لافتة إلى أنه في الأيام الأولى من يناير تم إرسال 132 ألف طن إلى باكستان وتكثيف الشحنات إلى الجزائر.

وقالت إن المشترين الجدد هم: سلطنة عمان وكينيا وتنزانيا وقطر في شهر يناير الحالي، حيث لم تكن هناك أي شحنات مرسلة إلى هذه الدول في يناير الماضي، موضحة أن الدول التي تستورد من روسيا بشكل كبير هي "مصر وتركيا، وباكستان والمملكة العربية السعودية والجزائر وعمان وكينيا وتنزانيا وإسرائيل".

وتفي روسيا بالتزاماتها في توريد القمح إلى البلدان الإفريقية والدول الأخرى، رغم عراقيل الغرب التي تسببت في أزمة غذاء كبيرة لدى الدول المعوزة في القارة السمراء، والتي تعهدت روسيا بإمدادها بالقمح والسماد مجانا.

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الدولة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، مشيرا إلى أن الأزمات المتلاحقة التي حدثت في العالم بدءا من أزمة كورونا وحتى الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى تعديلات في الفكر الاقتصادي والأهمية الزراعية على مستوى العالم.

وأضاف كمال، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحكومة المصرية تبذل جهودا حثيثة في هذا السياق منذ عام 2014، مؤكدا أن ملف الأمن الغذائي في أولويات الدولة المصرية، لافتا إلى ما تقوم به الدولة من جهود نتيجة الأزمات التي مر بها العالم، وتمكنت مصر من رفع المخزون الاستراتيجي لها لزيادة اطمئنان المواطنين.

وتستورد مصر نحو 7.4 مليون طن من القمح خلال الفترة من يوليو 2022 إلى فبراير 2023 بانخفاض بلغ 16.7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو رقم أقل بنسبة 18.8 في المئة من متوسط الشراء في السنوات الخمس الماضية.

فيما أكد الدكتور علي المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، خلال افتتاح صومعة حقلية لتخزين القمح داخل مناطق الإنتاج بمحافظة الشرقية، وذلك بحضور الدكتور ممدوح غراب محافظة الشرقية، وسفير دولة إيطاليا فى مصر، أكد أن مصر تمتلك احتياطيا استراتيجيا من السلع الرئيسية، وأن احتياطي القمح يكفى 4.7 شهر والسكر 7 شهور والزيت 5.7 شهر.

احتياطي القمح المصري

وكان الدكتور علي المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية أكد أن أحد ثمار برنامج مبادلة الديون مع إيطاليا هو مشروع تطوير الصوامع الحقلية، منوها بأن الصوامع أحد أهم المشروعات القومية المهمة لتحقيق الأمن الغذائي، لافتا إلى أن إجمالى السعة التخزينية قبل 2014 واطلاق المشروع القومىِ للصوامع 1.2 مليون طن وهو يكفى لتخزين احتياطى استراتيجى 1.2 مليون طن تمت زيادتها إلى 3.4 مليون طن، لافتا إلى أن المشروع القومى فى مراحله الأخيرة. كما انه يجرى تنفيذ مجموعة صوامع فى توشكى بسعة تخزين 300 ألف طن وفى دندرة محافظة قنا صوامع بسعة تخزين 120 ألف طن قمح بهدف تأمين القمح فى سعات تخزينية آمنة وقريبة من مناطق الإنتاج وأن الصوامع الحقلية ستعمل على كفاءة عملية استلام القمح المحلى لأنها قريبة من مناطق الإنتاج والزراعة ما يساهم فى توفير النقل والهالك الذى يصل إلى 10% اذا تم التخزين فى شون حالية.

وتوقع مصيلحي، أن تصل المساحات التخزبنية للصوامع إلى 4.8 مليون طن لتكفى لتخزين احتياطى استراتيجى يصل إلى 6 شهور ونصف تنفيذا لما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن البنية التحتية ضرورة لتطوير منظومة التجارة الداخلية وضمان جودة السلع وتوافرها واستقرار أسعارها فى الأسواق، مشددا على أهمية ما تقوم به الدولة من انشاء للصوامع والمخازن الاستراتيجية للسلع.

وكشفت أحدث الإحصائيات الصادرة عن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الواردات المصرية من القمح ارتفعت لتبلغ 404 ملايين و818 ألف دولار فى شهر يناير الماضي، مقابل 366 مليونا و534 ألف دولار عن شهر يناير عام 2022، بزيادة  تقدر بـ 38 مليونا و284 ألف دولار.

ومنذ بداية حرب روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، قالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في تفاقم أزمة غذاء عالمية وظهر صراع دبلوماسي جديد حيث تسعى كل من موسكو وكييف لكسب الدول الأكثر تضررا من الحرب وهي الدول الفقيرة والنامية.

وساهم اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 في تخفيف أزمة الغذاء على نحو ضئيل من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود وخفض الأسعار العالمية، لكن روسيا انسحبت من الاتفاق قبل شهرين بسبب عدم الوفاء بالوعود التي تلقتها لتعزيز صادراتها.