الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ننشر قصيدة "توازن الصيف والشتاء" لشاعر السيف والقلم


ننشر قصيدة "توازن الصيف والشتاء" لمحمود سامى البارودى، الملقب بشاعر السيف والقلم، والذى ذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته اللغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863.
ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معينًا لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش، حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وألحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائدا لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله، وتجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل.
اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة، وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.
وهذا نص القصيدة:
تَوَازَنَ الصَّيْفُ والشِّتَاءُ واعْتَدَلَ الصُّبْحُ والْمَساءُ
واصْطَلَحَتْ بَعْدَ طُولِ عَتْبٍ بَيْنَهُمَا الأَرْضُ والسَّمَاءُ
فَلا اصْطِحارٌ وَلا اكْتِنَانٌ وَلا ابْتِرادٌ وَلا اصْطِلاءُ
تَبْتَهِجُ العَيْنُ في رِياضٍ أَنْضَرَها الماءُ وَالْهَواءُ
مَنَابِتٌ زَرْعُها بَهِيجٌ وَغَيْضَةٌ ماؤُها رَوَاءُ
لِلطَّيْرِ في أَيْكِها هَدِيلٌ وَلِلصَّبا بَيْنَها مُكَاءُ
تَوَارَتِ الشَّمْسُ عَنْ ذراهَا وَشَبَّ مِنْ زَهْرِهَا سَناءُ
فَالصُّبْحُ وَالظُّهْرُ وَالْعَشَايَا وَالْوَهْنُ مِنْ لَيْلِها سَوَاءُ
فَلا ضَبَابٌ وَلا غَمَامٌ وَلا ظَلاَمٌ وَلا ضِياءُ
فَقُمْ بِنا نَغْتَنِمْ شَبَاباً وَلَذَّةً بَعْدَها فَنَاءُ
وَلا تُطِلْ فِكْرَةَ التَّمَنِّي فَإِنَّهُ الْحُكْمُ وَالْقَضَاءُ
يُرِيْدُ كُلُّ امْرِئٍ مُنَاهُ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ