قصة الدولار المجمد.. وضربة موجعة للعملة الخضراء في السوق غير الرسمية

أسعار الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في البنوك والصرافات وحتى في السوق غير الرسمية والتقلبات التي تشهدها، والإجراءات التي تتخدها الحكومة لضبط سعر الصرف وتوفير سيولة من النقد الأجنبي، يتصدر دائما أحاديث واهتمامات المواطنين دائما.

حكاية الدولار المجمد

وظهرت على بعض مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً منشورات حول دولارات يتم بيعها بسعر أقل بنحو 50% من سعر السوق الموازية، ما أثار الشكوك لدى البعض من زيف العملة الخضراء المتداولة في السوق غير الرسمية، وهو الأمر الذي يمثل تهديداً مبكراً لدولار السوق الموازية الذي يترقب قراراً محتملاً بتحرير جديد لسعر الجنيه، قد تلحق به أضراراً بالغة وتنهي أزمة الدولار.

ويقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الدولار المجمد يطلق على الأموال التي يتم سرقتها في فترات الحروب، أو تكون مهربة في بعض الدول، وتكون ذات طبعات قديمة، كما أنها ظهرت في 2003 خلال فترة حرب العراق، كما أنها لم تكن تحت سيطرة الفيدرالي الأمريكي وتكون أيضا خارج القطاع المصرفي.

وأضاف الإدريسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تفرض عقوبات بشأن تلك الدولارات المجمدة، وبشأن الأشخاص الذين يقومون بتخزين الدولار لديها دون التعامل به في المعاملات والأسواق لفترة زمنية طويلة، ولذلك تكون في الأغلب طبعات قديمة، وهذا النوع من الدولارات ترفض البنوك أخذها من المواطن.

وأشار الإدريسي، إلى أنه سيتم توخى الحذر في الدولار الذي يتم التعامل به داخل السوق غير الرسمية، وقد تكون الدولارات المجمدة دافع لزيادة سعر صرف الدولار المتداول في السوق غير الرسمية، متابعا: "هناك دولارات مزورة في السوق الموازية ويجب توخي الحذر منه، ويجب التخلص منه".

وسيلة احتيال جديدة

وسبق، وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء السبت  18 نوفمبر، أن أزمة العملة التي تمر بها مصر هي أزمة مؤقتة، وستنتهي في فترة قصيرة جدا.

وتعقد لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري آخر اجتماعاتها في 2023 يــوم الخميس المقبل الموافـــق 23 ديسمبر 2023، لتحديد سعر الفائدة.

وكانت قد قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 2 نوفمبر 2023 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوي 19.25% و20.25% و19.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوي 19.75%.

والجدير بالذكر، أن الدولار المجمد يعد عملة صحيحة، تحمل أرقاماً مسلسلة، يمكن تداولها بشكل طبيعي، لكن خارج الجهاز المصرفي، نظرا لكونها مهربة ومنهوبة من دول أخرى سواء في أوقات الحروب أو الثورات، لذا تم تجميدها من جانب الفيدرالي الأميركي، وبالتالي البنوك المركزية في باقي الدول.

وقام "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" بتجميد كافة أرصدة النقد المنهوبة منذ اندلاع حرب الخليج الأولى في تسعينيات القرن الماضي، بحيث لا يمكن صرفها أو التعامل بها داخل القطاعات المصرفية المختلفة، بناءً على توجيهات واتفاقات عالمية مع البنوك المركزية الأخرى بحسب مسؤول غرفة معاملات دولية بأحد البنوك العامة في مصر.