الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكيل الأزهر: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تؤكد أن رسالة التجديد أتت ثمراتها

الدكتور محمد محمود
الدكتور محمد محمود الضويني وكيل الأزهر

رحب الدكتور محمد محمود الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالحضور والمشاركين بفعاليات المسابقة العالمية الـ30 للقرآن الكريم "دورة الشيخ محمود على البنا (رحمه الله)، والتى تنظمها وزارة الأوقاف، مؤكدًأ أن من جميل تقدير الله سبحانه وتعالى أن نجتمع اليوم لعدة معان طيبة.

وتقدم وكيل الأزهر، بالتهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتجديد الشعب ثقته وانتخابه لفترة رئاسية جديدة داعين الله تعالى أن يوفقه لكل خير، وأن يعينه على المسؤولية وأن تعود السنوات القادمة على ربوع مصرنا خيراً وبركة لشعبها، ومكانة فيما حولها حماية للأرض وصيانة للعرض.

وأهدي وكيل الأزهر ، الحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومتعه بموفور الصحة والعافية ودعواته الصادقة لحفظة كتاب الله ممن يشاركون في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم والتي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية، وإن هذه المسابقة في موسمها الثلاثين لتحمل رسائل طيبة تؤكد أن رسالة التجديد التي حمل لواءها الأزهر الشريف ومعه المؤسسات الدينية الأوقاف والإفتاء قد آتت ثمراتها فهما وفكرا. 

وقال الضويني، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم -المقامة في مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الجديدة- إن أول ما يجمعنا كتاب الله منبع الخيرات ومصدر البركات، حوله نجتمع وبأحكامه نلتزم ولأوامره نخضع وبتوجيهه نعمل، وهو الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يشبع منه العلماء ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم من حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن قال به صدق، ومن دعا اليه هدي إلى صراط مستقيم، ثم إننا في قاعة مباركة من قاعات مركز مصر الثقافي الإسلامي الذي استقامت مبانيه وازدانت معانيه، بعقول مصرية، وسواعد مصرية، وكان نتيجة قرار قوي لبناء الجمهورية الجديدة بإدارة رشيدة.

وأشار وكيل الأزهر، الى أن المسابقة تتجاوز حدود استحضار الحروف والكلمات وإتقان أحكام المخارج والصفات، فتضم مع حفظ القرآن وترتيله وتجويده فهم مقاصده السامية، ثم إنها تضيف بعدا إنسانياً أشار اليه القرآن وأكد ضرورة ممارسته الأزهر الشريف في فعالياته ومؤتمراته وتعاونت فيه مؤسسات الدولة بتوجيهات قائدها فكان فرع المسابقة الخامس لذوي الهمم، وجاء الفرع السادس للمسابقة عن الأسرة القرآنية، وكأنما تضافرت جهود المؤسسات وتلاقت السواعد على صيانة الأسرة ذلك التكوين الطبيعي الصحيح الذي أعلى رب العالمين ذكره فجعل العلاقة بين الرجل والمرأة ميثاقا غليظا وثيقا متينا محكما.

وتابع، إن الكلام عن القرآن الكريم وفضائل حفظه ومنزلة أهله أمر محبب إلى النفس، هؤلاء الذين شرفهم رسول الله بالشرف فجعلهم أهل الله وخاصته، فقال لأصحابه: "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ :هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ"، ولأجل منزلتهم العالية كان إجلالهم وتوقيرهم من إجلال الله سبحانه وتعالى، وأن القرآن الكريم هو العمل الذي يتصل ثوابه أبد الدهر حتى يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، وهو المعجزة الخالدة التي تعصم الأمة من الغواية، وتصون أبنائها من العماية، وبقدر تمسك الامة به تبقى عزيزة، قال (صلى الله عليه وسلم): " تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، وإننا أمة لها تاريخ، وأننا مهما حاول المغرضون تزييف تاريخنا أو تحريف أفكارنا فإن هويتنا راسخة كالجبال الشم، وإن فصاحة ألفاظه وعذوبة كلماته لتذكرنا بما يجب أن نتحلى به من لسان مستقيم، وعربية عذبه، وإن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن نكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وأننا أخرجنا للناس نحمل الخير لهم عقيدة وشريعة وسلوكا.

كما أكد وكيل الأزهر على أن القرآن الكريم هو كتاب للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية ومنبعًا للآداب والكمالات، وفيضًا للجمال والحسن والبهاء، ومصدرًا للجمال، يقول سبحانه: " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" والصفح على ما يفرضه من قوة على نفس صاحبه يجب أن يكون جميلا حتى لو كان الصفح عن كفار مشركين مكذبين معاندين يقول الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم): "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ"، والهجر على ما فيه من ألم فرقة المحبين يجب أن يكون  جميلا وعلى ما فيه حتمية واجبة تجاه المؤذين والمفسدين يجب أن يكون جميلا يقول الله تعالى لنبينا (صلى الله عليه وسلم): " وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا".

وأشار إلى أن من لم يفز في هذه المسابقة فقد فاز بكتاب الله فكلكم فائزون ، موجها خالص الشكر لوزارة الأوقاف المصرية قيادة ولجانا علمية وفنية على هذا المجهود الراقي خدمة لكتاب الله ولأهل القرآن.