الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهت مرحلة الأذرع.. لماذا أصبحت إيران على شفا حرب مباشرة مع إسرائيل؟| حصاد مؤلم لضربات تل أبيب للحرس الثوري بـ4 أشهر فقط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تكاد يكون هناك توافق تام بين كافة محللي أحداث الشرق الأوسط بصحف العالم، أن إيران قد تتخطى مرحلة "الأذرع" في صراعها مع إسرائيل، وذك في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته إسرائيل، وقتل 7 من أبرز قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث أصبحت فاتورة الرد المطلوب على أكبر خسائر للحرس الثوري الإيراني قد أوقعتها به إسرائيل خلال 4 أشهر فقط، بعد بدء معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.

وبحسب الخبراء، فإن أذرع مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، تقع تحت سقف محدد لعملياتها ضد إسرائيل، خصوصا في ظل وجودها في دول حاضنة قد تتعرض لضربات مؤلمة من إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل تلك الأذرع سلاحا غير فعال في المرحلة القادمة من الصراع الإسرائيلي الإيراني، لذا نرصد هنا حجم الضربات الإسرائيلية ضد طهران التي تجعل إيران على شفا حرب مباشرة مع تل أبيب. 

 

 

بـ4 أشهر فقط مقتل 18 قائد بارز بالحرس الثوري في سوريا 

 

 

حتى الآن قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 18 قائداً وعضواً بارزاً من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وهذه الإحصائية تظهر جدية حكومة بنيامين نتنياهو على الوقوف بوجه النظام الإيراني، وقد تشعل حرباً شاملة ومباشرة بين البلدين في أي لحظة، وبعد مقتل سبعة آخرين من قادة "فيلق القدس" في دمشق، نشرت صحيفة "اطلاعات" الإيرانية، تقريراً تناولت فيه قائمة قادة "فيلق القدس" الذين قتلوا في سوريا خلال الأشهر الأربعة الماضية، وقالت إنه منذ بداية معركة السابع من أكتوبر 2023 نفذت القوات الإسرائيلية 10 هجمات مباشرة على الموارد والممتلكات وعناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

 

كان أول هجوم صاروخي إسرائيلي على العاصمة السورية في الثاني من ديسمبر 2023، إذ قتل اثنان من قادة "فيلق القدس"، ثم في 25 ديسمبر 2023، قتل قائد الدعم واللوجستيات في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في سوريا العميد سيد رضا موسوي إثر هجوم جوي على العاصمة دمشق، وفي الـ20 من يناير 2023 شنت المقاتلات الإسرائيلية هجوماً على العاصمة السورية وقتلت خمسة من قادة "فيلق القدس"، وفي الثاني من فبراير 2023، اغتال الجيش الإسرائيلي سعيد عليدادي العضو في فيلق القدس بالعاصمة دمشق باستخدام طائرات مقاتلة أميركية، واستمرت هجمات الجيش الإسرائيلي، وقتل العميد في الحرس الثوري رضا زارع، أحد القادة في البحرية التابعة للحرس الثوري في مدينة حمص السورية في الأول من مارس 2023، وفي الـ26 من مارس 2023 قتلت المقاتلات الإسرائيلية في منطقة دير الزور السورية العقيد في الحرس الثوري بهروز واحدي من القوات الميدانية والاستخباراتية لـ"فيلق القدس"، وأخيراً، في الأول من أبريل الجاري استهدفت المقاتلات الإسرائيلية سبعة من قادة وأعضاء بارزون في فيلق القدس، وقتلتهم بمبنى مجاوراً للقنصلية الإيرانية بحي المزة في العاصمة دمشق.

 

 

غضب في طهران .. والجميع يتوعد 

 

 

وأمس خلال تشييع جنازة المجموعة الأخيرة التي تم اغتيالها في بداية هذا الشهر، عبر آلاف الإيرانيين عن غضبهم ضد تل أبيب، مطالبين بالانتقام، ولفت جثامين القتلى السبعة، بينهم ضابطان كبيران، بالعلم الإيراني، ووضعت على متن شاحنتين وسط ميدان فردوسي، أحد أبرز الساحات فى العاصمة طهران، ورفع المشاركون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، ورايات حزب الله اللبناني، إضافة إلى صور العسكريين القتلي، مرفقة بشعار «شهداء على طريق القدس».

كما رفعت فى الساحة لافتة كبيرة، كتبت فيها عبارة «سنجعل الصهاينة يندمون» على قصف القنصلية، والتى قالها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئى بعد ضربة الإثنين الماضى فى دمشق، وقد جرت مراسم التشييع فى إطار إحياء طهران «يوم القدس العالمي»، الذى دعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخمينى عام 1979، ويشهد هذا اليوم المقام سنويا فى يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، مسيرات مؤيدة للفلسطينيين فى إيران، وعدد من دول الشرق الأوسط.

 

كما بث التليفزيون الرسمى الإيرانى مشاهد من تحركات أخرى فى مناطق متعددة، خصوصا مدن كبري، مثل مشهد (شمال شرق) وقم (وسط) وسنندج وشهركرد (غرب)، وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى وسلفه حسن روحانى حضرا تشييع الجنازات، كذلك قائد الحرس الثورى الجنرال حسين سلامي، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد النخالة، والقائد الحالى لفيلق القدس العميد إسماعيل قاآني.

وفى كلمته، أكد قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء سلامي، أن أى اعتداء ضد إيران لن يبقى دون رد، وقال: "القائد الأعلى على خامنئى قال إنه سوف يقوم بمحاسبة الكيان الصهيوني، ولا يمكن لهذا الكيان التهرب من نتائج ما يقوم به"، وأضاف: "رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيونى على جريمة قصفه قنصليتنا فى دمشق".

 

 

الأنظار تتجه إلى طهران 

 

 

وبحسب تحليل عددا من الصحف الغربية، فقد أصبحت إيران محور اهتمام العالم، وذلك في ظل الوضع الذي توعد فيه عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الحرس الثوري وعدد من البرلمانيين الإيرانيين بـ"الانتقام المبكر" ومهاجمة إسرائيل، خصوصا بعد الهجوم الأخير على السفارة الإيرانية في سوريا، وتتجه الأنظار كلها إلى المرشد علي خامنئي، فهل سيأمر بهجوم عسكري مباشر على الأراضي الإسرائيلية أم يستهدف المؤسسات الدبلوماسية الإسرائيلية في بلدان أخرى. 

وقد أصبحت إيران في ورطة غير مسبوقة، لأن الانتقام لمقتل قادة "فيلق القدس" من خلال الهجوم الصاروخي والعسكري المباشر على إسرائيل، يمكن أن يدخل النظام الإيراني في حرب شاملة مع إسرائيل والقوى العالمية الأخرى الداعمة، ويشكل هذا بالضرورة خطراً على النظام الإيراني، وقد ينهار، ومن ناحية أخرى، إذا لم ترد إيران بصورة حاسمة فهذا يعني انتصاراً إسرائيلياً في هذه المرحلة، كما أنه قد يؤدي إلى استمرار اغتيال قادة الحرس الثوري من قبل الجيش الإسرائيلي وإحراج المرشد أمام أنصاره ومريديه.

 

موضوعات متعلقة