الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجنب استخدام فلسطين أو الأراضي المحتلة.. «نيويورك تايمز» تأمر الصحفيين بالانحياز للرواية الإسرائيلية

صدى البلد

نشر موقع إنترسبت الأمريكي مذكرة مسربة من صحيفة نيويورك تايمز تطالب فيها الصحفيين الذين يغطون الحرب الإسرائيلية علي غزة تجنب استخدام كلمات ومصطلحات محددة في تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي المستمرة علي القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 وتفضح التسريبات المعركة الداخلية حول تغطية "نيويورك تايمز" للعدوان الإسرائيلي علي القطاع. 

 

وبحسب المذكرة الداخلية التي حصل عليها موقع إنترسبت، أصدرت "نيويورك تايمز" تعليمات للصحفيين الذين يغطون الحرب على غزة بتقييد استخدام مصطلحي "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" و"تجنب" استخدام عبارة "الأراضي المحتلة" عند وصف الأراضي الفلسطينية. 

وطلبت المذكرة أيضًا من المراسلين عدم استخدام كلمة فلسطين "إلا في حالات نادرة جدًا" والابتعاد عن مصطلح "مخيمات اللاجئين" لوصف مناطق غزة التي يسكنها الفلسطينيون النازحون الذين طردوا من بيوتهم خلال الحروب الإسرائيلية السابقة. 

 

ونقل موقع إنترسبت عن بعض المحررين العاملين بصحيفة "نيويورك تايمز" قولهم "بينما يتم تقديم الوثيقة كمخطط عام للحفاظ على المبادئ الموضوعية في تغطية حرب غزة، إلا أن بعض محتوياتها تظهر دليلاً على تبني الصحيفة للروايات الإسرائيلية فقط."

 

وقال مصدر في غرفة الأخبار بـ"نيويورك تايمز" لموقع إنترسبت إن هذه الوثيقة "تبدو احترافية ومنطقية فقط في حالة غياب المعرفة بالسياق التاريخي للقضية الفلسطينية".

 

وأوضح بعض العاملين بالصحيفة الأمريكية إنهم يعتقدون أن "نيويورك تايمز" كانت تبذل قصارى جهدها للإذعان للرواية الإسرائيلية.

 

في يناير الماضي، نشر إنترسبت تحليلاً لتغطية نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز للحرب في الفترة من 7 أكتوبر إلى 24 نوفمبر وهي الفترة التي سبقت إصدار توجيهات التايمز الجديدة.

 وأظهر تحليل إنترسبت أن الصحف الكبرى احتفظت بمصطلحات مثل "مذبحة"  و"مروعة" بشكل شبه حصري للإسرائيليين الذين قتلوا على يد الفلسطينيين، وليس للمدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي.

 

ووجد التحليل أنه حتى 24 نوفمبر الماضي، وصفت "نيويورك تايمز" الوفيات الإسرائيلية بأنها "مذبحة" في 53 مناسبة، واستشهاد الفلسطينيين مرة واحدة فقط.

 وكانت نسبة استخدام "الذبح" 22 إلى 1، حتى مع ارتفاع العدد الموثق للضحايا الفلسطينيين إلى حوالي 15 ألف شهيدًا حينها. 

ويصل أحدث تقدير لعدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 33,000، بما في ذلك ما لا يقل عن 15,000.

 

ولا تصف "نيويورك تايمز" هجمات إسرائيل المتكررة على المدنيين الفلسطينيين بأنها "إرهاب"، حتى عندما يتم استهداف المدنيين والمستشفيات.

 

وفيما يتعلق بمصطلح "فلسطين"، أمرت "نيويورك تايمز" بشكل صريح الصحفيين بـ "عدم استخدام لفظ فلسطين بين السطور أو العناوين الرئيسية، إلا في حالات نادرة جدًا."

 

وتقول تعليمات "نيويورك تايمز" بشأن استخدام "الأراضي المحتلة"، "عندما يكون ذلك ممكنًا، تجنب المصطلح وكن محددًا مثل غزة والضفة الغربية".

 

 وقال أحد العاملين بـ"نيويورك تايمز" لموقع إنترسبت إن مثل هذه التحذيرات من استخدام مصطلح "الأراضي المحتلة" يحجب حقيقة القضية التارخية، مما يغذي إصرار الولايات المتحدة وإسرائيل على أن الحرب بدأ في 7 أكتوبر الماضي.

 وقال مصدر بغرفة الأخبار في "نيويورك تايمز": "الصحيفة تقوم بإخراج الاحتلال من التغطية، وهو الجوهر الفعلي للقضية".

 

ولفت إنترسبت إلى أنه تم توزيع الإرشادات لأول مرة على صحفيي نيويورك تايمز في نوفمبر الماضي، كما تم تحديثها بانتظام على مدى الأشهر التالية.