الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفاية جشع!.. المقاطعة سلاح المصريين ضد المستغلين

صدى البلد

شهد الشارع المصري حالة من الغضب المتزايد بسبب الارتفاع المستمر في أسعار السلع الغذائية، مما دفع العديد من المواطنين إلى إطلاق حملات مقاطعة واسعة النطاق للمنتجات التي يرون أسعارها مبالغًا فيها. وتأتي هذه الخطوة كتحذيرٍ قوي للتجار من مغبة استغلال الأزمة لتحقيق أرباح فاحشة على حساب معاناة الشعب.

زادت حملات المقاطعة احتجاجًا على الغلاء الذي طال معظم السلع الأساسية بهدف مكافحة غلاء الأسعار، بعد نجاح حملة مقاطعة الأسماك في بورسعيد.

جرى تدشين حملات أخرى لمقاطعة الدواجن، والبيض، واللحوم، تحت عنوان ، و"خليه يمشش" لمقاطعة البيض، و"خليه يفقس" لمقاطعة الدواجن، و"خليها تدود" لمقاطعة اللحوم.

انطلقت، قبل أيام، حملة لمقاطعة الأسماك من بورسعيد، وقال مؤسسها سعيد الصباغ، إن الحملة لاقت استجابة كبيرة من المواطنين، وانتقلت إلى محافظات أخرى، مثل السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية.

وشاركت جمعية "مواطنون ضد الغلاء" في حملة مقاطعة الأسماك، وقالت في بيان، إنها "ستنفذ حملة المقاطعة في القاهرة لمواجهة رفع الأسعار. ودعت مواطني المحافظة إلى التوقف عن شراء الأسماك والتمسك بالمقاطعة.

وتواجه مصر أزمة اقتصادية تسببت في موجة غلاء وارتفاع متواصل لأسعار معظم السلع، في الوقت الذي تراهن فيه الحكومة على مزيد من التدفقات الدولارية لتجاوز الأزمة، كما أطلقت مبادرات كثيرة لخفض الأسعار بالتنسيق مع التجار والمصنعين، كما توسعت الحكومة في إجراءات الإفراج عن السلع من الموانئ المصرية، وتوفير الاعتمادات الدولارية اللازمة.

متابعة إجراءات الإفراج عن البضائع بالموانئ

وأكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، حرص الحكومة على متابعة إجراءات الإفراج عن البضائع بالموانئ، بما يضمن تعزيز حجم المعروض بالأسواق من السلع الاستراتيجية، ومستلزمات الإنتاج.

واجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، مع كبار مصنعي ومنتجي وموردي السلع الغذائية، مثل: السُكر، والحُبوب، والأرز، والقمح، والطحين، والمكرونة، والشاي، والألبان، والجُبن، والسَمن، والزُبد، واللحُوم، والزُيوت، وكذا السلع الهندسية والالكترونيات، وممثلي كبريات السلاسل التجارية، يمثلون أكثر من 70% من حجم السوق، لحل إشكالية توفير مُستلزمات الإنتاج والمواد الخام وعدم توافر العملة الصعبة، وتذبذب سعر الدولار، وهو الأمر الذي تم حله نتيجة الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة.

وحققت حملة مقاطعة الأسماك نجاحا وانتشارا، وأسهمت في الوصول لسعر عادل للأسماك في بعض المحافظات، وتعد حملات المقاطعة خيارا مؤثرا خاصة للسلع سريعة التلف مثل الأسماك، أو السلع التي لها بدائل.
ورفض المصريون سيطرة التجار على الأسعار وتحديدها من دون رقابة وأجمع المواطنون على شعار "كفاية جشع".

وشهدت الأسواق مؤخرا انخفاضًا في المبيعات، بسبب تراجع الوضع الاقتصادي، كما شدت اللحوم والمحلات التجارية حالة ركود.

وقد تكون حملات المقاطعة ناقوس خطر يدفع كبار المربين لخفض أسعار اللحوم البلدي التي تتراوح حاليا بين 400 و450 جنيهًا.

وانخفضت أسعار الدواجن وبلغ سعر الكيلو في المزرعة 73 جنيهًا، ويصل للمستهلك بـ83 جنيها، مقارنة بسعر 93 جنيها للكيلو في المزرعة بعد شهر رمضان، وكان يصل للمستهلك بـ105 جنيهات، ما يعني التراجع بنحو 20 جنيها.

ومع تراجع أسعار الأعلاف بشكل كبير خلال الفترة الماضية، في ظل زيادة الإفراجات الجمركية، إضافة إلى تحرير سعر الصرف.

وانخفضت أسعار الذرة بشكل كبير، ليصل سعر الطن المحلي إلى 13 ألف جنيه، و11200 جنيه للأوكراني، و12200 جنيه للبرازيلي والأرجنتيني، كما تراجع سعر فول الصويا، ما يعني أن طن العلف يجب ألا يتخطى 20 ألف جنيه، ولكنه يدور بين 22.5 و24.5 ألف جنيه.

وعن حملات مقاطعة البيض، لم تطبق مبادرة اتحاد منتجي الدواجن لخفض الأسعار بين 10 و15% حتى الآن، في ظل توفير وزارة الزراعة كرتونة البيض بـ140 جنيهًا، بينما يباع في المحلات بين 155 و165 جنيها، وهو ما يعد سعرا مرتفعا خاصة مع انخفاض الأعلاف.


-