الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشرف مروان مرة أخرى


لا أداري لماذا عرج الأستاذ محمد حسنين هيكل علي قصة أشرف مروان في كتاب عن الرئيس السابق حسني مبارك‏.‏ وفيما عدا أن المذكور قال له تليفونيا من مكتب الأستاذ‏;‏
يا حسني دون ألقاب طالبا منه إعداد طائرة للسفر إلي ليبيا, وتهديدا من أنه يستطيع تدميره, فانه لم يكن هناك قصة إلا إذا كان هناك اتهام معلق بالارتباط والذكري.
ومع ذلك فإن ما جاء في الفصل المنشور في صحيفة الشروق الغراء يظل مثيرا ليس لما جاء فيه من اتهام بقي معلقا بالكلمات, ولكن فيه اتهام بالإشارة; ولكن لم يأت فيه, رغم اعتماد المؤلف علي وثائق إسرائيلية يعود بعضها إلي لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي.ورغم أن إيلي زاعيرا رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر ذكر في كتاب; حرب يوم الغفران; أن هذه اللجنة كانت معروفة في ذلك الوقت علي أنها لممثلي الجمهور غير القادرين علي الحفاظ علي أسرار الدولة, ومن ثم فإن التقديرات التي قدمت إليها لم تستند علي سرد أدلة من مصادر سرية;, فإن ما ورد فيها, وما أذيع بعدها من وثائق إسرائيلية ربما كانت تدفع الكاتب الكبير إلي استنتاجات أخري. فهذه المصادر, بما فيها الكتاب المشار إليه تشير, إلي أن الحصول علي المصدر المصري عالي المستوي جري في أعقاب حرب يونيو1967 ومن خلال لقاء مباشر في السفارة الإسرائيلية في لندن وليس في عام1972 في عيادة طبيب بريطاني. وقد قامت شكوك الأستاذ هيكل علي أمرين: الأول أن أشرف مروان أدلي بموعد حرب أكتوبر; والثاني أنه أعطي محاضر هامة للقاء للرئيس السادات مع القادة السوفيت. وبالنسبة للأول فإن الأستاذ ذكر أن رجلنا كان يعلم بموعد المعركة منذ يوم2 أكتوبر, ولكن الوثائق الإسرائيلية تشير إلي أن الإبلاغ عن الموعد تم في الساعة العاشرة مساء يوم5 أكتوبر في لقاء تم في لندن, ولكن لأنه كان ليلة السبت وعيد الغفران فإن الاتصالات بين لندن والقدس لم تجعل الخبر يصل قبل الساعة الثالثة صباحا ولم يصل إلي كل من يعنيهم الأمر حتي الرابعة صباحا, أي بعد أن أصبح الموعد لا يعني الكثير لا من الناحية الإستراتيجية أو التكتيكية. لقد كانت الفائدة الأساسية للموعد هي إعطاء إسرائيل الفرصة للتعبئة لصد الهجوم المصري السوري; ولكنه جاء متأخرا, بطريقة عمدية فيما نظن, بحيث لم تبدأ خطوات التعبئة فعليا إلا في الساعة التاسعة صباحا. والبقية غدا.
(نقلا عن جريدة الاهرام)