الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثورة دي واللا انقلاب؟!


هل كانت 25 يناير 2011 ثورة حقيقية؟ أم كانت انقلابا ناعما من الجيش ضد مشروع التوريث ولكنه استظل بغطاء شعبي؟؟

طب بلاش دي.. هل كانت 30 يونيو 2013 انقلابا عسكريا صريحا وخشنا ضد رئيس مدني منتخب؟؟، أم كانت ثورة شعبية مدنية حقيقية ولكنها استظلت بغطاء عسكري؟؟

25 يناير و30 يونيو.. أيهما الثورة؟ وأيهما الانقلاب..

كلها أسئلة مشروعة، طرحتها الزميلة أسماء إبراهيم، المخرجة التسجيلية، في كتابها الصادر بعنوان "ثورة دي واللا انقلاب؟!"، الذي يؤرخ ليوميات مسار الثورة المصرية، وهو بلا شك محاولة مهمة لقراءة ما حدث في 25 يناير و30 يونيو.

المفارقة المهمة أن الكتاب لا يجيب على السؤال، بل يترك مهمة الإجابة لوعي القارئ الذي سيجد فيه ما يشبه التوثيق لنحو 30 شهرا منذ الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك وصولا إلى الثالث من يوليو الماضي حيث عزل الجيش الرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد خروج ملايين المصريين في مظاهرات حاشدة بلغت ذروتها في 30 يونيو 2013، ضد حكم الإسلام السياسي ومحاولاته لاختطاف مصر.

الكتاب يتميز بالأسلوب القصصي الذي كتب به والذي لا يخلو من السخرية السوداء التي عودنا عليها المواطن المصري، حيث ينتقد جوانب من "السلوك الانتهازي" أو ما يمكن اعتباره "ابتذالا للمعنى"، في فصل قصير، عن استغلال الثورة في العمل التجاري كما في إعلان عن افتتاح فندق بالقاهرة يقول إنه يقدم "أفضل العروض والأسعار وتحية لشهداء ثورة 25 يناير"، أو في لافتة إعلانية عن مشروع لتسويق المنتجات تحمل عنوان "معرض دعم الشهداء وتشغيل الخريجين"، وتتساءل المؤلفة كيف يمكن لقطعة من الثياب أن "تدعم شهيدا.. صياغة ركيكة تستخف بعقل العابر وتسخر من وعيه، ولماذا الاحتكاك والتحرش الدائم بكلمة الشهيد على ما بها من نبل وقداسة.. لم تذكر اليافطة دعم أهالي الشهداء".

وفي فصل عن الاعتداء على محتجين أمام قصر الرئاسة في ديسمبر 2012 تستعير المؤلفة قول ابن قيم الجوزيه: "أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبئ لك، لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، وقد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب بيتك".

تحية لقلم المخرجة المبدعة أسماء إبراهيم، الحائزة على جائزة مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط عن فيلمها التسجيلي القصير (الكعكة الحجرية.. ميدان التحرير)، في أكتوبر 2013.

ويبقى الحكم للقارئ والمواطن، أيهما ثورة وأيهما انقلاب؟، 25 يناير أم 30 يونيو؟.

[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط