EN 
سن الأربعين.. مرحلة خطيرة جدًا عندها حتمًا ستشعر أن شيئًا ما قد تغير بداخلك فجأة وبلا مقدمات ومهما حاولت إقناع نفسك بغير ذلك تبقى الحقيقة المطلقة أنك قد دخلت فى مرحلة جديدة من مراحل حياتك.. فيها تجد نفسك حائرًا بين كونك شابًا "تلك المرحلة التى يبدو أنها ولّت إلى غير رجعة" وبين مرحلة أخرى جديدة كلياً تسمى بمرحلة النضج أو اكتمال الرجولة والأنوثة.
فى هذه الفترة من عمرك تجد من هم فى سن العشرين "هؤلاء من كنت أنت فتى أحلامهم منذ فترة ليست بالبعيدة" تجدهم يقولون لك يا "عمو" أما أنتى سيدتى فقد تجدى ذلك الشاب مفتول العضلات الذى قارب طوله على المترين قد اجترأ أن يلقبك بـ "طنط" وبالطبع ستصاب للوهلة الأولى بصدمة زمانية عظيمة وستدرك حينها أن العمر يجرى لا محالة ولذا فقد وصف علماء النفس والاجتماع هذه الحالة باسم "أزمة منتصف العمر" حيث تعود بك الذاكرة الداخلية إلى أيام المراهقة لإثبات أنك مازلت مرغوباً بشتى الطرق الممكنة.. وقد سُميت تلك الحالة باسم "المراهقة المتأخرة" او المراهقة التانية" وفيها يزداد الاهتمام بالنفس والمظهر حتى وإن لم تكن تلك هى عادتك الأصلية ولكنك حينما تشعر بهذا التغير ستفرد مزيدًا من الوقت لإثبات عكس ذلك.
ومن علامات الإصابة بأزمة منتصف العمر ارتداء ملابس لا تتناسب مع السن أو حتى مع ذوق الشخص سابقاً ولكنها تجارى موضة الشباب فحسب.. أيضًا من العلامات البارزة التى تؤكد أن الشخص يعانى من أزمة منتصف العمر أو مراهقة سن الأربعين أن يميل إلى قضاء معظم وقته أمام جهاز الكمبيوتر والموبايل ويدخل فى محادثات "شات" مع فتيات ليس هناك سابق معرفة معهن وكل ذلك فى محاولة لإثبات أنه مازال مرغوبًا وغالبًا الطرف الآخر قد يفعل نفس الشىء لنفس الأسباب.. أيضًا من العلامات المؤكدة أن الشخص يعانى خلال تلك الأزمة من شدة التوتر والعصبية وعدم الرضا عن النفس أو عن الحياة الأسرية فتجد الشخص يميل إلى اتهام زوجته دائمًا بالتقصير فى بيتها أو فى مظهرها أو أولادها وقد تكون الحقيقة عكس ذلك تمامًا إلا أن المصاب بأزمة منتصف العمر يرى دائماً الأسوأ في الأقربين منه وحتى فى نفسه حيث يبدأ فى ترديد عبارات تعنى أنه فاشل وأن عمله لا يعجبه وأن العمر قد مرّ دون أن يحقق أهدافه ويبدأ اليأس يتسلل إليه حتى يتمكن منه تمامًا فتختفى حينها كل تلك الطاقه الإيجابيه والحيوية التى كانت تملأه منذ سنوات قليلة وينطفئ هذا الأمل والطموح الذى كان يحركه للغد وتتملكه طاقة سلبية مُدمرة.
السؤال المُلّح الآن: هل كل من هم فى سن الأربعين حتماً سيُصابون بتلك الأزمة؟
يُجيب علماء النفس عن تلك الجزئية بـ «لا» حيث إن المُعرضين للإصابة بأزمة منتصف العمر هم غالبًا أشخاص لم يمروا بفترة مراهقة على الوجه الأكمل ربما لانشغالهم بالدراسة أو لضائقة مالية حينها أو لأسباب عائلية أو اجتماعية وهؤلاء عندما يصلون لهذا العمر قد تكون الدنيا تغيرت بهم وأحوالهم تبدلت فأصبحوا أكثر تحررًا ومالاً ووقتًا وقدرة على تحقيق أحلامهم المكبوتة وتسمى تلك الحالة "مرحلة قطف الثمار" حيث يتخيل الشخص أن السعادة تكمن فى كل تلك الأشياء التى لم يدركها أيام المراهقة لعجزه عن ذلك وحينها يسعى لإدراكها فى هذا العمر.
ومن الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى الوقوع فى أزمة منتصف العمر نقص هرمون الذكورة عند الرجال وانقطاع الدورة عند النساء وأيضًا من الأسباب الهامة وقت الفراغ والشعور بعدم الأهمية وضعف الثقة بالنفس وربما فراق الأحباب أو التعرض لأزمة عاطفية قوية وفى كل تلك الحالات يكون الشخص على استعداد لفعل أى شيء فقط ليثبت لنفسه ولمن حوله أنه مازال مرغوباً.
السؤال الآخر الذى ربما يبدو منطقيًا: هل المرأة مثل الرجل فى إمكانية التعرّض لتلك الأزمة؟
يجيب أيضًا الأطباء وعلماء النفس والاجتماع عن هذه الجزئية بـ «لا» حيث إن المرأة "غالبًا" ما تكون فى هذه السن مشغولة ومحملة بمسئولية الأسرة من تربية أطفال وأعمال المنزل والمذاكرة لأولادها وإعداد الطعام هذا إلى جانب عملها إذا كانت امرأة عاملة.. ولكن كل ذلك لا ينفى تمامًا إمكانية أن تقع المرأة فريسة لتلك الأزمة إذا كانت مؤهلة لها وينطبق عليها ما ذكرناه سابقاً.. ولكن وبوجه عام الرجال هم أكثر عُرضة للوقوع فى أزمة منتصف العمر من النساء.
يبقى التذكير بأن أزمة منتصف العمر تبدأ مع مشارف سن الأربعين وقد تنتهى سريعًا لمن رحم ربى ولكنها أيضاً قد تمتد عند البعض إلى سن الستين وقد تسبب أضرارًا بالغة على الحياة الاجتماعية والأسرية لصاحبها الذى غالبًا ما يدرك أنه كان مخطئاً ولكن بعد فوات الأوان.
بقى أن نعلم أن سن الأربعين هو العمر الوحيد الذى ذُكر فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) الأحقاف35.
إذًا فهى مرحلة استيفاء كمال العقل والفهم وذروة تمام نعمة الله على الإنسان في كمال القوى التي منحه الله إياها.. أما من أصابهم الشيطان بمس منه ووقعوا فريسة للمراهقة الثانية فأبدًا لا يخجلون من المُصارحة والمقاومة فهم ليسوا بالقلة ولكنهم الأغلبية كما ذكرنا "إلا من رحم ربى"، وعليهم دائمًا بالبحث عن الأسباب والعمل على تجنبها وتصحيحها حتى يتجنبوا أضرارها المؤكدة.
فى هذه الفترة من عمرك تجد من هم فى سن العشرين "هؤلاء من كنت أنت فتى أحلامهم منذ فترة ليست بالبعيدة" تجدهم يقولون لك يا "عمو" أما أنتى سيدتى فقد تجدى ذلك الشاب مفتول العضلات الذى قارب طوله على المترين قد اجترأ أن يلقبك بـ "طنط" وبالطبع ستصاب للوهلة الأولى بصدمة زمانية عظيمة وستدرك حينها أن العمر يجرى لا محالة ولذا فقد وصف علماء النفس والاجتماع هذه الحالة باسم "أزمة منتصف العمر" حيث تعود بك الذاكرة الداخلية إلى أيام المراهقة لإثبات أنك مازلت مرغوباً بشتى الطرق الممكنة.. وقد سُميت تلك الحالة باسم "المراهقة المتأخرة" او المراهقة التانية" وفيها يزداد الاهتمام بالنفس والمظهر حتى وإن لم تكن تلك هى عادتك الأصلية ولكنك حينما تشعر بهذا التغير ستفرد مزيدًا من الوقت لإثبات عكس ذلك.
ومن علامات الإصابة بأزمة منتصف العمر ارتداء ملابس لا تتناسب مع السن أو حتى مع ذوق الشخص سابقاً ولكنها تجارى موضة الشباب فحسب.. أيضًا من العلامات البارزة التى تؤكد أن الشخص يعانى من أزمة منتصف العمر أو مراهقة سن الأربعين أن يميل إلى قضاء معظم وقته أمام جهاز الكمبيوتر والموبايل ويدخل فى محادثات "شات" مع فتيات ليس هناك سابق معرفة معهن وكل ذلك فى محاولة لإثبات أنه مازال مرغوبًا وغالبًا الطرف الآخر قد يفعل نفس الشىء لنفس الأسباب.. أيضًا من العلامات المؤكدة أن الشخص يعانى خلال تلك الأزمة من شدة التوتر والعصبية وعدم الرضا عن النفس أو عن الحياة الأسرية فتجد الشخص يميل إلى اتهام زوجته دائمًا بالتقصير فى بيتها أو فى مظهرها أو أولادها وقد تكون الحقيقة عكس ذلك تمامًا إلا أن المصاب بأزمة منتصف العمر يرى دائماً الأسوأ في الأقربين منه وحتى فى نفسه حيث يبدأ فى ترديد عبارات تعنى أنه فاشل وأن عمله لا يعجبه وأن العمر قد مرّ دون أن يحقق أهدافه ويبدأ اليأس يتسلل إليه حتى يتمكن منه تمامًا فتختفى حينها كل تلك الطاقه الإيجابيه والحيوية التى كانت تملأه منذ سنوات قليلة وينطفئ هذا الأمل والطموح الذى كان يحركه للغد وتتملكه طاقة سلبية مُدمرة.
السؤال المُلّح الآن: هل كل من هم فى سن الأربعين حتماً سيُصابون بتلك الأزمة؟
يُجيب علماء النفس عن تلك الجزئية بـ «لا» حيث إن المُعرضين للإصابة بأزمة منتصف العمر هم غالبًا أشخاص لم يمروا بفترة مراهقة على الوجه الأكمل ربما لانشغالهم بالدراسة أو لضائقة مالية حينها أو لأسباب عائلية أو اجتماعية وهؤلاء عندما يصلون لهذا العمر قد تكون الدنيا تغيرت بهم وأحوالهم تبدلت فأصبحوا أكثر تحررًا ومالاً ووقتًا وقدرة على تحقيق أحلامهم المكبوتة وتسمى تلك الحالة "مرحلة قطف الثمار" حيث يتخيل الشخص أن السعادة تكمن فى كل تلك الأشياء التى لم يدركها أيام المراهقة لعجزه عن ذلك وحينها يسعى لإدراكها فى هذا العمر.
ومن الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى الوقوع فى أزمة منتصف العمر نقص هرمون الذكورة عند الرجال وانقطاع الدورة عند النساء وأيضًا من الأسباب الهامة وقت الفراغ والشعور بعدم الأهمية وضعف الثقة بالنفس وربما فراق الأحباب أو التعرض لأزمة عاطفية قوية وفى كل تلك الحالات يكون الشخص على استعداد لفعل أى شيء فقط ليثبت لنفسه ولمن حوله أنه مازال مرغوباً.
السؤال الآخر الذى ربما يبدو منطقيًا: هل المرأة مثل الرجل فى إمكانية التعرّض لتلك الأزمة؟
يجيب أيضًا الأطباء وعلماء النفس والاجتماع عن هذه الجزئية بـ «لا» حيث إن المرأة "غالبًا" ما تكون فى هذه السن مشغولة ومحملة بمسئولية الأسرة من تربية أطفال وأعمال المنزل والمذاكرة لأولادها وإعداد الطعام هذا إلى جانب عملها إذا كانت امرأة عاملة.. ولكن كل ذلك لا ينفى تمامًا إمكانية أن تقع المرأة فريسة لتلك الأزمة إذا كانت مؤهلة لها وينطبق عليها ما ذكرناه سابقاً.. ولكن وبوجه عام الرجال هم أكثر عُرضة للوقوع فى أزمة منتصف العمر من النساء.
يبقى التذكير بأن أزمة منتصف العمر تبدأ مع مشارف سن الأربعين وقد تنتهى سريعًا لمن رحم ربى ولكنها أيضاً قد تمتد عند البعض إلى سن الستين وقد تسبب أضرارًا بالغة على الحياة الاجتماعية والأسرية لصاحبها الذى غالبًا ما يدرك أنه كان مخطئاً ولكن بعد فوات الأوان.
بقى أن نعلم أن سن الأربعين هو العمر الوحيد الذى ذُكر فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) الأحقاف35.
إذًا فهى مرحلة استيفاء كمال العقل والفهم وذروة تمام نعمة الله على الإنسان في كمال القوى التي منحه الله إياها.. أما من أصابهم الشيطان بمس منه ووقعوا فريسة للمراهقة الثانية فأبدًا لا يخجلون من المُصارحة والمقاومة فهم ليسوا بالقلة ولكنهم الأغلبية كما ذكرنا "إلا من رحم ربى"، وعليهم دائمًا بالبحث عن الأسباب والعمل على تجنبها وتصحيحها حتى يتجنبوا أضرارها المؤكدة.
