الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثروت سلامة يكتب: الفقراء لهم الله

ثروت سلامة يكتب :
ثروت سلامة يكتب : الفقراء لهم الله

لقد أصابتنا جميعا حمى الفتاوى، أصبح كلا منا يفتى فتواه التي تناسب رغباته، اصبحت الفتاوى مباحه للجميع، حتى أن من يريد الشهرة فعليه بالإفتاء، قنوات كثيرة ترحب بمن يفتى ليرضى أصحاب أغراض ومصالح، كثيرون هم بيننا. أصبحت كل الأفعال مُعلنه بلا رقيب، وكأن الجميع نسى الله الحسيب الرقيب، انه جل جلاله مُطلع عليم. حسبي ربى من هؤلاء معدومي الضمير، كيف يتجرأ شابا فقيرا ليتقدم للزواج من ابنتي ؟! ألا يعرف من أكون ؟! ألا يخجل من فقره ودعاه طمعه وحقده للاقتراب من قمة الهرم العاجي؟ انها وقاحة أن يشعر الفقير بأنه انسان من حقه أن يعيش بين الأحياء! هكذا يقولون أصحاب الثراء، كأنهم على الخلق جعلوا أنفسهم أوصياء، أليس من حق الفقير أن يتنفس من هواء الله ويشرب من ماء الله ويأكل من رزق الله؟ الكل أصبح يشير بسبابته للفقير وكأنهم يأمرون بقتله أو محوه من تلك الحياة.

يأبى الأباء أن ترتبط بناتهم بالفقراء وكأنه ذنب لا يغتفر! أحزروه أنه لا يشعر ولا يحب كما يدعى، بل انه طماع يحتال علينا لينال ما عندنا، انه طماع لدرجة انه يود ان يتساوى بنا، هناك بالمسجد حينما يصلى بجوارنا، يا بنى لا تلعب مع هذا الولد فأبوه فقير لا تصاحبه فقد يحقد عليك، بادر الجميع في الفصل بين الفئتين بإنشاء مدارس على أعلى مستوى لذوي المال أما هؤلاء الفقراء فقد تم تركهم في بحور الاهمال غير مأسوف عليهم جملة ربما يتم تخزينها في عقول أبناء ذوي المال، اياك أن تصاحب فقيرا فالفقر داء بلا دواء مُعدى يؤدى بصاحبه الى الوفاة رغم الوجود على قيد الحياة! أصبحنا جميعا قضاة وكأن القاضي منا من يمتلك النسبة الأكبر من المال! ليحق له أن يحكم بإعدام كل الفقراء فوجودهم عيبا فوق جبين الأمة! تناسى هؤلاء القضاة أن كل مبتلى بالفقر يمتلك ما لا يمتلكه أغنى الأغنياء الصحة، الستر، راحة البال، التفرغ لعبادة الله لحمده وشكره. في حين أن الغنى لا ينام خشية أن ينقص ماله وينقلب حاله ويصبح ليله نهار ونهاره ليل، حرمان من أشهى الاطعمة التي يتناولها الفقير، ولا معتبر! الفقر نعمه لدى الفقير وعار وعيب لدى الأغنياء. فمتى نتخلص من تلك النظرة العنصرية لإنسان فقير خلقه الله لحكمة لا يعلمها سواه؟ جميعنا مشاركون في تلك الفتوى التي وصفت الفقر بالعيب والعار وقامت بتأسيس فئة غير مرغوب فيها تحت مسمى الفقراء.