الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مارتينا مدحت تكتب : "طريقي"

صدى البلد


- أنت تحارب فى عقلك كل يوم وهذا مرهق ولا يمكن أن يكون غير ذلك .
-- هم يؤكدون لك أن الأمور سيتغير مجراها للأفضل .
- أنت تشك فى ذلك بالرغم من تمنيك لحدوثه.
-- هم يمرون من فترة لأخرى لرؤيتك من بعيد ومتابعة ما آلت إليه أمورك، ثم يرحلون.
- أنت تنظر لهم بسخرية تُغًلفها اللامبالاة، تصرخ فيهم بخيالك، تحتقر إستخفافهم بكل ما يدور حولك من صراعات، تحتقر سطحيتهم، تعلم جيدا أن الكراهية ليست حل فى الوقت ذاته الإستماع لهم ليس حل، أحيانا يكون الحل الوحيد فى الإنتظار، كم تكره الإنتظار! لكنك أيضا تعلم أنه لا يوجد حلًا سواه، فربما يستطيع الوقت أن يمحو ما لم تقوى انت عليه وحدك .

لا خيار .. الناضج يا صديقى هو من يعرف حق المعرفة أن الحياة تُجبِر، أن الطرق بالرغم من تعددها تتشابه، أن الفقد يفرض نفسه مهما حاولنا إبعاده، أن التشتت يسود و يحكم فى أحيان شتى يصعب فيها تحكيم العقل أو إرساء أحكامه - التى أخذت وقتا طويلا فى تكوينها - على شاطئ اليقين .. لا وجود لليقين المطلق، فالنسبية تسيطر.

فى الواقع هناك أمور كثيرة عليك تقبلها أو محاولة تقبلها، فأنت لم تخترها، أنت لم تختر هذه الصراعات النفسية ولا المعارك العقلية، لم تختر رحيلهم و لم تختر أن تكون وحدك..

الوحدة هى من فرضت ذاتها عليك، أنت لا تملك سوى ان تحبها أو بالأحرى ان تقنع نفسك زورًا بذلك حتى تستطيع تقبل حتمية وجودها والتأقلم معها وعليها .

فمقدار العمق فى حياة اﻹنسان يقاس بمدى تغير علاقته بالثوابت من حوله وتقبله لها واحتوائها، جعلها تذوب داخله أو يذوب هو فيها، إما أن يشكلها لتناسبه او تشكله هى، كثيرا ما أحتار هل التعايش و التقبل داء ام دواء؟! هل هم صور مختلفة من الخضوع الساذج والمسالمة الغير مجدية أم هم الطريق اﻷمثل لتهوين كل ما لم نملك إختياره بإرادتنا الكاملة؟! كهذه الوحدة التى تحاوطك وتجعلك مغتربا تماما وتسلبك أنسك ربما بإمكانها أيضا أن تنهيك تدريجيا فلا يبقى منك سوى شبيه لك، وبالرغم من ذلك عليك التقبل فهذا كما يقول جلال الدين الرومى :" طريقك .. طريقك وحدك، ربما يمشى الآخرون معك، لكن لا أحد يمكن أن يمشى فيه بدلا عنك"