EN 
ابني ساقط ثانوية عامة.. كيف أتعامل معه؟
انتظرت كل الأسر المصرية أمس نتيجة الثانوية العامة بكل خوف، حتي أصبحت البيوت تنقسم إلى أسر سعيدة وأخري تملائها الحزن والحسرة وخيبة الأمل بسبب النتيجة، بيوت تستقبل مكالمات التهاني وأخري تغلق الهواتف ولا تريد الرد على أحد .
ولكن قبل معاقبة وعتاب وتوجيه التهم إلى الابن هل سأل كل أب وأم نفسه هل قمت بدورك تجاه الابن على أكمل وجه ؟ سؤال مهم، وإجابته دائما حاضرة «كان بيأخد فلوس كل يوم عشان الدروس» .. ولكن هل كنت تتابع الابن مع مدرسيه، هل سألت ابنك ماذا يحتاج وما الضغوط التي كانت عليه بسبب الثانوية العامة .
إننا لا تعلم جيدا قدرات الأبناء ولا نتحرمها فالثانوية العامة ليست فقط للطالب المتميز فقد أغفلنا الثانوي التجاري والصنايع، فهدف الطالب دائما إرضاء والديه، فالأب يتمني الطب والأم تتمني الهندسة والابن حائر ما بين رغبات والديه وقدرته الحقيقية، لذلك يبدأ فى رسم طموح وآمال وهمية للمستقبل لا تتفق مع قدراته .
إذا كان ابنك ممن لم يحالفهم الحظ فى النجاح فى الثانوية العامة حاول التحدث معه فى أسباب الفشل وقم بعلاجها حتي لو كان ذلك بتغيير اتجاه التعليم نفسه، وقد عايشت فتاة رسبت 3 مرات فى الثانوية الأزهرية ولم تنجح حتي الآن، وكانت نصيحتي لها بتغيير المصار ولكن للأسف تم رفض الاقتراح من والديها، ومازالت الفتاة حتي الآن فى الثانوية الأزهرية بسبب أن قدراتها أقل من المناهج الأزهرية .
وإلى الطالب عليك أن تتعلم كيف تختار الكلية التي تناسب قدراتك والتي تعني إمكانية ما يمكن إنجازه فى مهمة ما، واستخدم عقلك وحاول أن تكون صريحا مع نفسك وتراعي الله سبحانه وتعالي فى والديك وفى اختياراتك بالحياة .
فعليك أن تدرك قدراتك وإمكانياتك الشخصية وليس كل ما يتمني الشخص يتفق مع قدراته ومهاراته، ولكن أكثر ما يساعد على تحقيق أهدافنا هو حب ما أن تحب ما تتعلم حتي تتعلم ما تحب، نحن لسنا فى سباق ولكن عليك تحديد هدف لمستقبلك .
وأخيرا وللأسف نحن نظلم أبنائنا فى منظومة تعليمية ليست قوية بل ضعيفة للغاية نحن نعاتب الأبناء على تعليم يحتل المرتبة قبل الأخيرة لنسبق «غينينا» على مستوي 140 دولة فى العالم والأخير على مستوي الوطن العربي .. «اتقوا الله فى ابنائكم» .
دكتورة إيمان الريس
مستشارة تربوية وأسرية ومدربة تنمية بشرية
