الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستولجيا الثمانينات


في مثل تلك الأيام منذ اثنين وأربعين عاما ولدت حيث اغسطس ذلك الشهر الذي ترتفع فيه درجات الحراره قليلا لتصل الي ما يزيد على الثلاثين درجه بقليل قبل ان يتحول ذلك الاغسطس الى مارد قادم من جهنم الحمراء كي يحرقنا علي نار حامية لا ترحم ابدا ..

ربما في ظل حالة النوستولجيا العارمه التي اصابت الجميع في هذا العصر.. جعلتني انا الاخر اشعر بالحنين لتلك الايام التي مرت علينا في طفولتنا حيث السبعينات والثمانينات ومصر التي لا يعرفها جيل الثوره أو جيل سنة ألفين..

أول ما أتذكر هو ذلك الصوت القادم من راديو سيارة ابي حيث العندليب يشدو "لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ما ابحرت " كنت دائما اعشق الجلوس علي حجر ابي وهو يقود سيارته وبينما كان عمري لا يتعدي الخمس سنوات حفظت عن ظهر قلب اغنية رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان وغيرهما من اغاني العندليب الذي رحل للتو عن دنيانا حينها ومازلت اذكر حزن ابي عليه في ذكراه الثانية..

نحن الان في السنة الاولي من عقد الثمانينات العظيم حيث مدرستي الابتدائيه التجريبيه الزهرات للغات تلك المدرسه التي لا يتعدي سعة الفصل فيها العشرين طالبا علي اقصي تقدير اذكرهم جميعا بالاسم بل مازال اغلبهم اصدقاء الي وقتنا هذا.. ربما ذلك ايضا امر نادر الحدوث في زماننا هذا حيث عدد الطلاب بالفصل الواحد تجاوز السبعين وربما وصل للمائه فلا احد يعرف او يحتمل احدا..

العام الثاني في عقد الجمال حيث التسجيل الاسود الصغير في بيتنا ومازلت اتذكر اختي وهي تمسك بالقلم الرصاص بيد وشريط الكاسيت بيدها الاخري وتقوم بلفه واصلاحه بسرعة وحرفيه بالغه سرعان ما تعلمتها قبل ان تعهد لي ان اقوم بتلك الوظيفه لاصلاح كل شرائطها التالفه وما اكثرها..

صوت الشاب الاسمر اليافع محمد منير في اغنيته الاولي بره الشبابيك والصوت الملائكي لفيروز في رائعتها الجديده حبيتك بالصيف، هما اول ما اتذكره من ذلك التسحيل القابع في ركن بيتنا وبينما اختي تتغني وتعزف علي الاورج روائع منير وفيروز كنت انا ذلك الطفل صاحب السنوات السبع يتعلم ببراعه كيف يعزف علي الاورج معظم اغاني العصر الجميل قبل ان يفعل الان اولادنا نفس فعلتنا ولكن بطريقه مختلفه حيث يتغنون ويطربون من اوكا واورتيجا ومهرجانات العصر الحديث ولا ألوم عليهم فلربما يأتي يوم بعد اربعين عاما يحكي فيه ابني عن نوستولجيا المهرجانات ! ..

الآن نحن في عام 1982 هذا العام النادر الحدوث والخالد في ذهن وقلب عشاق كرة القدم حيث كأس العام 82 بأسبانيا وما ادراك ما اسبانيا 82 فالكاو وسقراط وزيكو وبلاتيني ورومانيحه وباولوروسي حيث كان التليفزيون المصري حيا يرزقا وينقل علي الهواء ومجانا هذا العرس الكروي قبل ان ينتقل ماسبيرو الي ذمة الله مأسوفا او غير مأسوف عليه..

وللحديث بقيه لنغوص سويا في نوستولجيا الثمانينات..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط