الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خيبة الأمل!


لا يوجد إنسان لم يعاني من ظروف قاسية، بعضها يمكن تحملها واحتواء تداعياتها واستكمال مشوار الحياة معها، ومع مرور الوقت تطوى مثل أوراق كثيرة من كتاب الحياة، وتصبح من ذكريات الماضي التي تدفن مع رفيقاتها.

لكن برأيي وقد أكون مخطئا.. أن خيبة الأمل الحقيقة التي تترك أثرا عميقا في النفس، وتتسبب في جرح غائر يصعب التئامه، هي الشعور بالصدمة في أشخاص تتفاني في التعامل الإنساني معهم ، فما بداخلك من مشاعر ود ومحبة كفيلة بأن تكون أمامهم صفحة بيضاء، وما تشعر به نحوهم من أحاسيس صادقة تنزع أي أحقاد.

نحبهم بصدق دون غرض، نسعى لإسعادهم دون انتظار مقابل، نقاتل من أجل أن نرى الضحكة تتراقص على وجوههم والأمل يداعب عيونهم، ونبذل ما بوسعنا لينفذ نور الحياة لقلوبهم مهما كانت عتمة الظروف أو قسوتها.

نرتدى معا ثوب الفضيلة ونحلق في سماء من النقاء ترفرف حولنا طيور بأجنحة الوفاء.. نعيش بحق حالة إنسانية نقية لا تعرف التلوث النفسي الذي نعاني منه في كافة مناحي الحياة.

فلا تحزن لو سقطت من علياء هذه الحالة الفريدة إلى حضيض الانتكاسة، ولا تدع صدمتك وإحباطك يفقدك الثقة في أنه يوجد في الحياة من يستحق أن نواصل من أجله رحلة العطاء.

نتساءل دوما ما الذي تبدل فينا؟ ولماذا انحدرت الأخلاق وتبدلت السلوكيات إلى الأسوأ؟ نتأمل حولنا فنجد ما تربينا عليه من قيم ومبادئ -وحفظناه عن ظهر قلب- ينقرض مثل كل شيء جميل يذهب ولا يعود.

نعود بذاكرتنا لأيام الزمن الجميل.. نتحسر على كل لحظة أهدرناها ولم نعشها بكافة تفاصيلها وسط الأحبة الحقيقيون المعطاءون بصبر وصمت الذين كانوا مستعدون للتضحية بأرواحهم لإسعادنا وهم يتألمون ولا يبوحون.

يهفو القلب إلى لمسة حانية أو حضن دافئ أو ابتسامة صادقة، كان يمنحها لنا فقط حنان أم معطاءة أو عطف أب مثابر، نهرول سريعا إلى صورة أو ورقة أو ركن من زاويا الغرفة كان شاهدا على أجمل وأصدق وأنقى أيام العمر.

تتساقط دموعنا شوقا لغائب لن يعود ، ووجعا على أنهار الحنان التي نضبت، وألما على الابتسامة الصادقة النابعة من حنايا القلب والتي ماتت مع رحيل من كان وحده قادرا على زرع الأمل في القلوب.

نستفيق من رحلة العودة إلى الماضي الجميل على صخب واقع أحلاه مر، وأرحمه قاسٍ، نلملم جراحنا فلن نجد من يداويها، نكفكف دموعنا فلن نجد من يجفهها، نصمت فالصمت لغة الموجعين والحالة الإنسانية الراقية من الحزن دون أن تزعج غيرك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط