الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب المايوهات على شواطئ أوروبا!


لا أدري ما الذي يحدث في أوروبا حاليا.. فهل انتهى العالم من القضايا الساخنة، لتحل قضية المايوهات على الشواطئ محلها؟

فقد أشعلت صورة لراهبات تزور البحر والشواطئ الأوروبية منذ أيام، غضبًا لدى أحد الأئمة في أوروبا، ردا على حملة ضد البوركيني، والتي قررت معه بلدات في فرنسا، منع المسلمات من ارتداء "البوركيني"- مايوه المسلمات، والذي يشبه بدلة الغطس على بعض الشواطئ الأوروبية وأهمها مدينة نيس بفرنسا!!

فمنذ أيام نشر إمام فلورنسا عز الدين الزير، الجمعة 19 أغسطس، صورة لمجموعة من الراهبات على شاطئ البحر بلباسهن الديني وهن مغطيات الرأس، ردا على الحملة ضد انتشار لباس البحر الإسلامي ما يعرف بالـ"بوركيني".

وأثارت الصورة جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خاصة أن إمام فلورنسا لم يترك أي تعليق على صورة لثمان راهبات وهن يلعبن ويلهون على أحد الشواطئ، في وقت هو أوج الجدل القائم في فرنسا حول السماح أو عدم السماح بارتداء مايوه المحجبات!

وتمت مشاركة الصورة أكثر من 2000 مرة قبل أن يحجب "فيسبوك" صفحة الإمام إثر سلسلة من الاعتراضات من قبل المشتركين في الموقع.

واستعاد الإمام الزير صفحته بعد ساعات قليلة وأوضح أنه أراد من نشر هذه الصورة بلا تعليق "الرد على الذين يقولون إن قيمنا الغربية تختلف في طريقة اللباس وتغطية الجسد".

وفي حديث للإمام مع شبكة التلفزيون الإيطالية "سكاي تي جي 24" قال: "أردت أن أقول إن بعض القيم الغربية تأتي من المسيحية (...) وإن الجذور المسيحية تعود أيضا إلى أشخاص كانوا يغطون أجسادهم بشكل كامل تقريبا".

وتابع الإمام الزير الذي يترأس اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا أنه أراد أيضا من نشر هذه الصورة الدفع باتجاه "جدل إيجابي"، موضحا أنه تلقى الكثير من التعليقات المرحبة من قبل "الكثير من المسيحيين".

يذكر أن بلدية مدينة نيس الفرنسية قد أصدرت الجمعة 19 أغسطس مرسوما يمنع بموجبه ارتداء البوركيني على شواطئ البلدة لتنضم إلى مدن فرنسية أخرى حظرت ارتداء "البوركيني".

وقد فرضت السلطات الفرنسية مؤخرا غرامات مالية على 3 فتيات، لارتدائهن "البوركيني" في مدينة "كان" جنوبي فرنسا، في وقت كثفت فيه إجراءات التفتيش في شواطئ المنطقة بعد حظر لباس البحر الإسلامي هناك.

وعقب حادثة المسبح في مارسيليا، قررت بلديتا "كان" و"فيلينيوف لوبيت" الواقعتان على السواحل الجنوبية للبلاد، وكذلك إحدى البلديات في جزيرة "كورسيكا" حظر ارتداء "المايوه"(البوركيني) على شواطئها.

وبعد إثارة الجدل في فرنسا اعتبر وزير الداخلية الإيطالي أنه من غير المناسب لا بل من الخطورة منع الـ"بوركيني"، أي لباس المسلمات المتدينات الذي يغطي كامل الجسد والرأس على البحر.

من وجهة نظري، فإنني أرى أن أوروبا تكيل بمكيالين في مسألة الحريات وحقوق الإنسان، وحتى ولو كانت أقليات، فمن غير المنطقي، أن أوروبا التي تنادي بحريات الأشخاص تمنع البعض من ممارسة رياضتهن المفضلة لمجرد أنهن تغطين جسدهن بالكامل والسبب من وجهة نظر الفرنسيين أن هذا المنظر يؤذي العين وغير صحي لمن يسبح حولهن.. فلا أدري إلى أين ستتصاعد تلك الأزمة، خاصة بعض وقوع غرامات فعليا على من ترتدي مثل هذا الزي.

من كل قلبي: في أوروبا وخاصة فرنسا ودول أخرى لديهم شواطئ بأكملها للعراة، ولا يمكن لمن يرتدي مايوه قطعة واحدة (توبلس) بالنسبة للمرأة أي عارية الصدر، أو مايوه للرجل وهو أيضا قطعة واحدة، فحتى ذلك ممنوع أن تدخل هذه النوعية من لباس البحر، مثل هذه الشواطئ بل محظور.. إذن، لابد من إيجاد بدائل مماثلة لهؤلاء المسلمات بدلا من منعهن، وإن كنت لا أرى مبررا لمنعهن من التواجد على الشواطئ سوى الاضطهاد الديني، إذا كانت فعلًا فرنسا أو غيرها من المدافعين عن حقوق الإنسان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط