الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جاكيت الوزير وتلاجة المواطن


"عندما يفشل كل شيء آخر.. اقرأ التعليمات"  .. "مورفي" 

وتطبيقا على "التجربة المصرية" فإن كل المحاولات فشلت في الرفق بالإنسان، بينما ابتدع من لهم الحق في القرار والإقرار والتنفيذ في حصار المواطن بكل الأعباء التي هرب من تخيلاتها وأشباحها في 2011 حتى لا تحيق بابنائه بعد عمر طويل ، فالتصقت به شخصيا في 2016.

كل المحاولات فشلت ، ولم يتبق من مساحة داخل عقل الحكومة سوى لقراءة التعليمات، والتعليمات بدورها لن تكون دائما في صالح الشقيانين واللاهثين وراء لقمة العيش، ستزيد الأعباء على كاهلهم خصوصا لو كانو من المستورين الذين يمتلكون ثلاجات في منازلهم ، وبحسب وزير الكهرباء "لو معندكش تلاجة في البيت مش هتدفع كهربا كتير".

ترى.. هل أصبح للتلاجة استخداما في مصر بعد غلاء كل السلع التي يمكن أن تستوعبها التلاجة .. أو أن الحكومة تمارس خطة ممنهجة لإجلاء صناع التلاجات من مصر والمواطن مجرد وسيلة !

لا زالت تذكرة المترو بجنيه واحد ، لكنها لن تستمر كثيرا .. كما لن تستمر كثيرا تلك السيدة المبتلعة صمتها والمعبأة بكل صرخات القهر من ارتفاع سعر الطماطم ولو جنيها واحدا .. ولن يصمد أكثر من ذلك هذا الشاب الذي يقتات الفتات يوما بعد يوم حتى يسرق أو يقتل أو تتحور به الأحوال فيتحول الى ناشط سبوبة.

الحديث عن جناح في فندق يقطن به وزير التموين، نوع من الضرب بالسياط على جلود "شعب" أصبح كالعبيد في وسية الوزراء ، كما هو الكلام عن حملات مقاطعة الأسعار مرتفعة السلع ، بمعنى أن تطلب من المواطن أن يتخلى عن أكل العيش واللحمة والسمك والفراخ والخضروات والكهرباء والغاز والمياه ، ويتخلى عن هدومه تيمنًا بوزير الكهرباء الذي اعترف بتخليه عن الجاكيت والتكييف بعد الخامسة مساء ، لكن المطلوب منك أيها الغلبان أن تتخلى عن كل ذلك قبل الخامسة وبعد الخامسة وبعد قراءة الفاتحة على روحك الطاهرة التي فاضت وانت جعان.

الفيلسوف الشعبي اللي قال "محدش بينام من غير عشا" قالها حين توكل على الله حتى استغنى به عن دعم الحكومة، أو انه باع الثلاجة وتخلى عن لبس الجاكيت بعد الخامسة حتى يوفر فلوس العشا.

إلى من يهمهم أمر المصريين.. ارحمو الشعب.. الناس فعلا بتنام من غير عشا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط