الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمى تكتب: أين السينما؟؟؟!!!

صدى البلد

كان للسينما قديما دور مهم في صناعة ذوق المجتمع، وفي إنشاء قيم ومبادئ جميلة، وكانت وسيلة تنوير وتثقيف لكل المجتمع، بالإضافة إلى أنها وسيلة من وسائل المتعة، ولم يكن ذلك في السينما العربية فقط ولكن كانت السينما العالمية كذلك، وقد شاهدنا كمجتمع مصري أفلاما أجنبية غاية في الروعة وخالية من الإسفاف، وخالية من المشاهد المسيئة للمجتمع، وكانت الأسرة كلها تجلس وتشاهد الأفلام دون شعور بالحرج ودون خوف، ولكن مع تطور المجتمع تطورت أيضا السينما ولا أدري أستعمل لفظ تطورت أم تأخرت، لأن ما حدث كان نكسة في الأفلام وفي السينما عموما.

وبعدما كانت السينما الواقعية تقدم عن طريق صلاح أبو سيف وعاطف الطيب وتناقش قضايا مجتمعية حقيقية، أصبحت السينما الواقعية تقدم كل ما هو سيئ في المجتمع وكأن واقع المجتمع مليء بالسيئ فقط، ولا يوجد في المجتمع شيء جيد يمكن أن تقدمه السينما.

ولا أدري أي منهما هبط بالآخر؟ هل هبطت السينما بالمجتمع فبدأ الشباب يقلدون ما يرونه على شاشتها؟ أم أن المجتمع مملوء بالسوء وأن السينما تنقل هذا السوء دون أن تحاول تحسينه؟ ولكن بالنظر للسينما العالمية نجد أن السينما العالمية تقدم أجمل ما في البلد لديها، بل إن الأفلام يكون بها دعوة للسياحة عن طريق عرض الطبيعة وما يوجد داخل البلدان من تقدم ورقي، تجعل الشخص يتمنى أن يعيشه.

وحيث إن الفن عموما له دور كبير في تشكيل ذوق وأخلاق المجتمع، وفي تكوين مصطلحات الشريحة الأكبر منه وهم الشباب، وأقصد بالفن كل فن من كلمة سواء قصة أو شعرا أو لحن أو غناء أو تمثيل أو إخراج، فلابد أن نهتم بصناعته وبتقديمه في شكل جيد.

ومن المعروف أيضا أن الفن له قائمون عليه، خاصة صناعة السينما، فلماذا لا تقوم هذه الصناعة بتقديم مصنوعات جيدة ومفيدة؟ طالما هي بالأساس موجودة، فبدلا من أن تقدم لنا مستويات هابطة تنحدر بالمجتمع فلتقدم لنا فنا ذا قيمة يرقي بالمجتمع.

ويوجد كثيرون من أبطال حرب أكتوبر تمت استضافتهم بالبرامج التليفزيونية وتم الحديث معهم عن بطولات حدثت في الحرب عندما تسمعها لا تصدق ما بها من بسالة وروح عالية وقدرة على التضحية وحب الوطن، ولكنها غير موثقة كأفلام يتم عرضها مرات ومرات لتشاهد الأجيال الجديدة البطولات الحقيقية، فذلك يصنع بداخلهم ثقة بالنفس وقوة وقدرة على مقاومة دعاوى الهدم التي تقوم بها إسرائيل والترويج بأننا لم ننتصر في أكتوبر.

سينما الغرب قدمت لنا أعظم فيلم وهو "الرسالة"، وفيلم "عمر المختار"، ولم تقدم السينما العربية سوى "الناصر صلاح الدين" وبعض الأفلام عن ظهور الإسلام وفيلم "الشيماء".

لماذا لا ننتج أفلاما عن الدولة العباسية كمثال، أو الدولة الأموية والفتوحات التي تمت ليعرف الشباب الصغير أننا يوما كنا نحكم فرنسا ووصلنا إلى داخل أوروبا، وكيف كان الحكام المسلمون يديرون الدولة، وكيف كان هارون الرشيد يعطي كل شخص يترجم كتابا مثل وزنه من الذهب، وكيف كان الاهتمام بالعلم والعلماء على مر العصور، وكيف أن المخترعين الأوائل كانوا عربا، وأن دور العرب وفضل العرب على العالم لا ينكر، وأن هارون الرشيد كان أزهى العصور وأكثرها رخاءً ولكنهم لا يقدمونه بالأفلام العربية سوى كشخص محاط بالجواري وكأنه رجل "فاضي" لا شيء لديه سوى مغازلة النساء، ويسخفون الأمور.

صحيح أن مثل تلك الأفلام يتطلب ميزانيات ضخمة، ولكن لو دمجنا ميزانية ثلاثة أفلام تافهة وعملنا بها فيلم واحد لكان أفضل، لابد أن يعترف صناع السينما بأنهم السبب في انهيارها، حتي بعض الأفلام الجميلة أغلبها مقتبس، ولكن يضفون عليه بعضا من الخيال المصري ويقدمونه فيقللون من قيمته.

الخلاصة؛ إذا كان الفن موجودا وكثير من الشباب يتلقى منه أفكارا ومبادئ، فليكن ذا رسالة ذات قيمة، لما له من دور كبير ومؤثر في المجتمع ولا نستطيع أن ننكره، وليكن وسيلة نعزز بها معنى الانتماء لدي الشباب ومعنى الاعتزاز بعروبتنا ولغتنا وقيمنا.