الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"عمرو خالد" هذا الرجل أُحبه (1)


قليلون هُم هؤلاء الرجال الذين يتركون بصماتَ فى أوطانهم ومجتمعاتهم على مر العصور , ونادرون هُم هؤلاء الذين يؤثرون بكلماتهم فى جيل كامل بل واجيال متعاقبه.

تتفق أو تختلف معه لكنه يبقى د.عمرو خالد ذلك الرجل الذى لا يمكن ان تقف امامه محايدا ابدا حاله كحال كل المؤثرين الفاعلين فى الاحداث ,إما الانصاف واما الاجحاف ولكن دائما وابدا يسطرون اسماءهم بأحرف لا تمحى ولا يمكن للتاريخ ان يتجاهلها حتى وان حاول البعض ذلك عن عمدِ وترصد.

من الوهلة الاولى أحببت هذا الرجل .. نعم أحببته "لله فـ لله" وهذا النوع من الحب والراحه النفسيه يقذفه الله فى قلب عباده دون مقدمات او اسباب ولا تحاول البحث وراء ذلك لأنك فى النهايه لن تصل الا لنتيجه واحده ذكرها لنا الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال "(إ ذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الارض ) ..

ومنذ ما يقرب من الخمسة عشر عاما وحتى يومنا هذا وانا مدين لهذا الرجل بالكثير بل والكثير جدا فقد كنت مثلى مثل اقرانى او السواد الاعظم منهم لا نعرف من الدين الا القشور ولا طاقة لنا بهؤلاء المشايخ الضالعين فى تعقيدنا بلغتهم الفصحى وفقههم وعلمهم الذى لا غبار عليه ولكنهم طالهم الجمود والرتابه مثلما طال كل شىء فى الوطن .. كانوا يخطبون دون ادنى اعتبار انهم يتحدثون الى شباب او فتيات من جيل مختلف يريدون ان يحبوا الله دون خوف يريدون الدين والدنيا يطمعون فى القرب الى الله ولكن ألف حاجز كان يفصلهم عن صحيح الفهم للدين ولم يكن فى مقدور هؤلاء المشايخ ان يزيلوا تلك الحواجز بل اظن ان تأثيرهم كان سلبيا جدا "او هكذا كنت اشعر" ..

وربما يأتى من يستشهد بالشيخ الشعراوى وهنا وجب الذكر ان الشعراوى رَحِمهُ الله لا خلاف عليه ولا جدال فيه وقد كنت حريصا كل الحرص منذ نعومة اظافرى ان ارافق ابى جلسته وهو يستمع اليه فى تمام الثانية ظهر كل جمعه ولكن كى اكون صادقا مع نفسي فقد كنت احبه ولكنى كثيرا لا افهمه "وربما تغير ذلك لاحقا" ولكن على اى حال فقد كانت فترة بدايات الالفينات فترة الفراغ الكبرى بعد وفاة الشعراوى وعدم ظهور من يملأ الفراغ الدعوى ومن يستطيع التعامل مع جيل جديد يستخدم الموبايل والانترنت والدِش ومن الطبيعى والمنطقى انه يمتلك افقا ومدارك اوسع واعظم من الاجيال السابقه.

وفى تلك الاثناء ظهر عمرو خالد ذلك الفتى الذى تشعر بمصريته الخالصه .. عندما تراه او تسمعه تشعر انه مثلك يتكلم كما تتكلم يرتدى ملابسك ويضحك مثلما تضحك ويبكى مثلما تبكى ويخطئ مثلما تخطىء ويدعو مثلما تدعو .. نعم هذا من نريده ..نعم سنستمع اليه " هكذا كان حال جيل اخيرا وجد ضالته فى هذا الرجل".

بدأ عمرو خالد من حيث انتهى الاخرون فقد اقترب من الشباب فاقتربوا منه .. احب الله فأحبب الله كلامه الينا .. بدأنا نستمع منه لكلام جديد عن علاقة العبد بربه .. عن الرسول الكريم وعظمته وروعته .. عن علاقة الاخلاق بالايمان ... بدأ الفتى يذيع صيته حتى ضاق المسجد به وبمحبيه فانتقل الى مسجد اخر فضاق به وبمحبيه وظل هكذا حتى ضاقت الدوله به وبمحبيه فكان القرار الذى لن نخوض فيه كثيرا وهو قرار منع عمرو خالد من الدعوه!..

هنا واتذكر ذلك جيدا كانت صدمه لكثير ممن ارتبطوا بالرجل وربما كانت فترة الرده وفقدان الثقه فى كل شىء فكيف يكون مصير من يدعو الى الله ان ينفى خارج البلاد ..كلها اسئلة شيطانيه جعلت من جيل كان على ابواب التوبه ان يرتد اشد الرده فى وقت عصيب فعلا ولكن يبدو ان الله عز وجل كان له فى ذلك حكمة عظيمه الا وهى ان الارتباط بشخص ما وحب الله لانك تحب ذلك الشخص مهما بلغ قدره لا يجوز مطلقا وكما قال الله فى محكم اياته ) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ( اذا فلنحب الله لذاته ولعظمته ولقدرته ومن بعد ذلك نحب عباده حبا فى الله وهذا الدرس كان من الدروس الهامه التى مررت بها فى حياتى ..

اما الحكمه الثانية التى ارادها الله من منع الرجل فهى الحث على الاجتهاد ..نعم لا تيأس مهما كانت الظروف والمشاكل ومهما كان الكل ضدك وهكذا فعل فقد اثر الصبر والاجتهاد وطلب المزيد من العلم والمزيد من الجهد والمزيد من العمل والمزيد من التقرب الى الله وطلب الغوث منه حتى تحقق فيه قول الله على لسان رسوله "اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل على الغمام؛ يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.

ولأن الحديث عن الرجل لن يكفيه صفحه او مقال فدعونا نستكمل حكاية جيل مع عمرو خالد فى المقال المقبل ان شاء الله ولنتطرق الى اوجه الخلاف التى حدثت وبعض الامور والاخطاء التى وقع فيها بقصد او دون قصد والتى ربما اثرت نسبيا على شعبيته وماذا حدث بعد ذلك ...

الى لقاء متجدد فى مقال جديد ان شاء الله ....
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط