الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو خالد.. هذا الرجل أحبه (2) !!


نحن الآن فى نهاية العام الثانى من القرن الحادى والعشرين حيث عمرو خالد ذاك الاسم المنتشر كالنار بالهشيم فلا تكاد تجد بيتا فى مصر الا وفيه من يتحدث عن عمرو خالد .. صارت محاضرات الفتى بمثابة نزهة اسبوعية لاغلب الشباب الذين استبدلوا سهرات "الكافيه" بحضور دروس عمرو خالد "مع الفارق" ولا ادرى هل يصح القول ام لا بأن دروس عمرو خالد صارت بمثابة "موضة" ولعلها جديدة بل وغريبة ان تصبح الموضة دروسا فى الدين .. عموما حتى وان اعتبرناها موضة مجازا فيا هلا بموضة تجعل من الشباب ملتزما دينيا واخلاقيا واكثر انتاجا وأرق قلبا واكثر ابداعا واكثر اقبالا على الحياة .. كان لعمرو خالد مريدون من كل الفئات ولكن السواد الاعظم كان من الطبقة الوسطى وما فوقها حتى اعلى طبقات المجتمع واكثرهم رفاهية وتحضرا كانوا ايضا من مريدي الداعية الجديد. اما الطبقات الدنيا فى المجتمع فبالطبع كان منهم من يذهب اليه الا ان تلك الطبقات وبالاخص الدنيا ثقافيا كانت هى الشريحة المستهدفة من شيوخ العويل والترهيب والوعيد.

ظل الفتى يكتسب مزيدا من البريق والشهره وعلى الرغم من اجباره على الانتقال الى اكثر من مسجد الا انه فى كل مرة تكون الحصيلة الافا جددا من المتابعين والمقتنعين به وباسلوبه الاخاذ .. ولأن النجاح لابد ان يجلب اعداء فقد قوبل الفتى بعاصفة مدويه من الهجوم الشرس من جانب الحرس القديم لمشايخ الصوت العالى .. هؤلاء الذين شعروا ان بساط النجوميه والمجد يسحب من تحت أقدامهم ليذهب الى شاب فى عمر ابنائهم لا يملك علما مثل علمهم ولم يدرس مثلما درسوا ولم يتفقه مثلما تفقهوا ولا يصرخ مثلما يصرخون والاهم من ذلك انه لا يملك لحية مثلما يملكون فكيف له ان يتكلم فى الدين ! ..

وحقا ما قالوا فلم يكن الفتى يملك كثيرا مثلما قالوا ولكنه فقط كل ما كان يفعله انه يبتسم ثم يصلى على الحبيب محمد ثم يتكلم بهدوء فتجد الحضور يبتسمون معه ثم يبكون تأثرا ثم يسجدون لله عز وجل طلبا للتوبه والمغفره .. نعم هذا كل ماكان يفعله عمرو خالد فهو لا ينفعل ولا يستعين بالصراخ والعويل كى يكون مؤثرا بل كان دائما يستعين بأفعال الرسول والصحابه ويربط بينها وبين الواقع الذى نحياه وكان كثيرا مايضرب الامثال من واقع حياتنا اليوميه حتى ادركنا من خلال عمرو خالد ان الاسلام ليس هذا الدين المحفوظ بين اوراق المصحف ولا تلك التفاسير المكتوبه بأقلام الفقهاء كى نقرأها ثم ننحيها جانبا لنستكمل يومنا لكنه الدين المحفوظ فى قلوبنا وعقولنا وكلامنا وافعالنا كل وقت وحين فى اى مكان وزمان ..

وهنا وكعادة النظام الحاكم وقتها حين تبدأ شعبية شخص ما فى التزايد "ايا ما كان هذا الشخص" فلا بد من الحد من تلك الشعبيه والتأثير على نموها وانتشارها بأى وسيله كى لا تكون خطرا على النظام ولاسباب اخرى كثيره منها ما نعلمه ومنها مالا يعلمه سوى الله وعمرو خالد فقط ..  فقد كان القرار بابعاده عن مجال الدعوه تماما وكان ذلك فى أوج تألقه نهاية العام الثانى بعد الالفين.

ولأن الرجل لا ييأس ابدا فقد اختار الطريق الأصعب أو اضطر اليه مرغما الا وهو الرحيل عن مصر وكان الابتلاء بالرحيل ولم يكن يعلم هو ولا نحن ما يخبئه الله له فيما بعد ...

وهنا توقفت طويلا امام هذا الابتلاء الذى اظن انه ابتلاء غريب جدا فالله حين يبتلى من يحبه بأشد انواع البلاء يكون الخروج من الوطن .. نعم انها حقيقه فحين ابتلى الله حبيبه ونبيه محمدا ابتلاه بفراق مكة حتى بكت عين المصطفى وهو يرحل متذكرا سنوات الطفولة والصبا فى وطنه فقال عليه الصلاة والسلام "أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ" .. واظن ان تلك الكلمات كانت لسان حال عمرو خالد وقتها "ولولا ان سادتكِ وأولى الامر والنهى فيكِ اخرجونى غصبا ما خرجت "... ولعل فى ذلك اكبر مثل لهؤلاء الذين يسبون ويلعنون فى اوطانهم ليل نهار جهرا وسرا وهم لا يعلمون ان الوطن نعمة من الله شريطة البقاء محافظا على امنك وكرامتك وادميتك ودينك فاذا انتفت احدى هذه الاربع فلا تتخذها ذريعه لسباب الوطن فهذا لن يشفع لك فقط كل ماعليك السعى والدعاء والله عليه الاجابه وهنا يقول عز من قائل " قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا".

نحن الان حيث لندن عاصمة الضباب والمقصد الاول للداعيه حيث انه مازال يملك فى جواز سفره اياما قليله باقية فى تأشيرة بريطانيا مكنته من السفر الى هناك ولكنه بعدها اضطر للرحيل مره اخرى الى حيث لايدرى من اين او اين يذهب حتى اذن الله له ان تكون بيروت مستقرا ومتاعا الى حين قبل ان يعود الى لندن مره اخرى لتبدأ رحلة الكفاح والنجاح وطلب العلم وليصبح للدكتور عمرو خالد مكان وسط الكبار وليفتح الله له فتحا مبينا حيث ذاع صيته فى دول العالم وتهافتت عليه كل الجاليات الاسلاميه من مختلف بقاع الارض وكان يتم استقباله استقبالا اسطوريا وربما رسميا فى بعض الدول واختير اكثر من مره من ضمن اكثر مائة شخصيه تأثيرا فى العالم .. حقا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..

وبرغم محاولاتى للاختصار الا ان عمرو خالد الذى اعرفه لا يمكن ان تسرد قصته فى مقالين لذا أستأذنكم ان يكون لنا لقاء اخر باذن الله لنستكمل حكاية جيل مع عمرو خالد ولنعرف متى عاد الى مصر وماذا كانت اخطاؤه وماذا فعل بعد ذلك.

• بالطبع وجب التنويه اننى حين اكتب عن عمرو خالد فأنا لا اكتب سيرة ذاتيه ولا احكى قصصا مأثوره وانما انا فقط اكتب حكاية جيل مع عمرو خالد من وجهة نظرى انا وكما اعرفها انا وكما كنت شاهدا عليها انا وحسب رؤيتى وقناعاتى الخاصه والتى لك عزيزى القارئ كامل الحريه ان تخالفها او تنتقدها او ترفضها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط