الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الإهمال الطبى فى مصر" إلى أين؟


رغم أن الإهمال الطبى فى مصر ليس بالأمر الحديث أو الغريب على مجتمعنا إلا أنه فيما مضى كان غالبا ما ينحصر فى بعض المستشفيات الحكومية والمؤسسات الصحية التابعة للدوله وكثيرا ما رأينا وسمعنا عن مآسى لأشخاص قتلوا عمدا نتيجه لإهمال طبى جسيم فى بعض مستشفيات التأمين أو غيرها.

 ولكن ولأن العقاب دوما لا يكون رادعا بالقدر الذى يحد من تكرار تلك الأفعال ولأننا ايضا تعودنا وتأقلمت مسامعنا على تبريرات السادة الوزراء والمسئولين حول ضعف الامكانيات وصعوبة الأجواء والظروف التى يعمل بها الأطباء وقلة الموارد.

 ولأننا أيضا شعب متدين بطبعه يؤمن جدا بأن الأعمار بيد الله ويستسلم جدا لمقولة الأطباء الشهيرة "عملنا اللى علينا والباقى على ربنا"، فدائما وابدا يبقى الوضع كما هو عليه.

 وقد يتم لفت نظر الطبيب أو توجيه اللوم له او الشطب على أقصى تقدير او حتى لو وصلت للمحاكمه فغالبا لا يستطيع أهل المرضى إثبات شئ من الإهمال المستتر خلف أوراق "مضروبه" أو اقوال زور أو شهادات مكتومة أو إقرار سئ السمعة بتوقيع إجبارى عن إخلاء مسئولية الأطباء قبل إجراء أى جراحة.

صحيح أن الأعمار بيدالله حقا وقولا، ولكن الله لم يأمرنا أبدا بالتخاذل مع من أهملوا فكانوا سببا فى ضياع فلذات أكبادنا من بين أيدينا او كانوا سببا فى غياب آباء وأمهات عن أحضان ابنائهم وبناتهم.

الله لم يأمرنا أبدا أن نتركهم يعبثون بأعمار البشر ونقول قضاء وقدر.. الله لم يأمرنا إلا بكل ما فيه خير وصلاح للفرد وللمجتمع، لذا كان لزاما علينا عدم السكوت والقنوع بأن كل ما يحدث من إهمال يندرج تحت بند "قضاء وقدر"!

ما اتحدث عنه اليوم يا سادة هو الإهمال الجسيم فى المستشفيات الخاصة الفاخرة ذات "الخمس نجوم" ومن أطباء أسمائهم رنانة يعرفهم القاصى والدانى، ولهم شهره تفوق أحيانا شهرة الفنانين احيانا !!. نعم يحدث الآن فى مصر!
 
فعدوى الإهمال واللامبالاة انتقلت من مستشقيات الحكومة إلى تلك المنتجعات العلاجية التى من المفترض أن يحظى فيها المريض بكل أشكال الرعاية والاهتمام.. ولما لا وقد أيقن ملاك تلك المستشفيات الاستثماريه الهادفة للربح "فقط".

 إن كل الأبواب مفتوحه وكل الطرق ممهدة للربح بأى وسيلة ومن دون رقيب رادع ولأن دائما وأبدا علمتنا الحياة أن
 "من آمن العقاب أساء الأدب"، فقد أساءوا إلى كل شئ إلى أنفسهم وإلى مجتمعهم وإلى مهنتهم بأن اتخذوا من أقدار وأعمار المواطنين سلعة تباع وتشترى ويقبضون أتعابهم مقابل قتل ابنائنا بأيديهم أو بأيدى إهمالهم الجسيم!!

اليوم أتحدث عن حاله بدأت تأخذ منحى "حالة عامة" من كثرة ما نسمع الآن عن مآسى تحدث فى أكبر المستشفيات الخاصة ومن أكبر الأطباء.

اليوم اتحدث أيضا عن حاله خاصة جدا لشاب فى مقنبل العمر، كان يخطو أولى خطوات الشباب فإذا به اليوم غائبا عن دنيانا ونحسبه فى مقام أفضل عند رب كريم ... احمد بن الخمسة عشر عاما الذى توجه لمستشفى كبير فى المهندسين لإجراء جراحة عادية فى ركبته عند طبيب مشهود له بالكفاءة او"هكذا كنا نظن" إلى هنا كل شئ كان يسير على مايرام.

 ولكن ماحدث بعد ذلك لا يمكن اعتباره "قضاء وقدر أونصيب وقسمه والكلام ده"، فللأسف حدث شيئا ما خطأ أثناء الجراحة "غالبا بسبب جرعة التخدير" أدى إلى توقف القلب ولكن يبدو أنه حدثت عمليه لإنعاش القلب مرة أخرى وبدون الدخول فى تفاصيل قد تكون معقده وغائبة عنا فقد احتاج المريض إلى رعاية مركزه من نوع خاص للأسف لم تكن موجودة فى مستشفى استثمارى خاص كهذا ما أدى إلى تدهور الحاله ومن ثم مات أحمد.

مات أحمد ولكنه أيقظ بموته ضمائر أيقنت أن الطب فى مصر بحاجة إلى وقفة، وان القوانين الخاصه بالإهمال الطبى فى حاجه إلى تعديل، وأن الرقيب قبل أن يكون رقيب الضمير والنفس يجب أن يكون سيف العقاب، فالنفس دوما إمارة بالسوء لا يقومها إلا خوف المصير.

أحمد لم يكن الأول ولن يكون الأخير إذا بقيت الأوضاع كما هى ولم يتغير شئ.. كل ما نطلبه الآن هو تحقيق عادل يثبت من المخطأ ومن ثم محاسبته بجزاء رادع يشفى غليل ويطفئ نار كل من تعذبوا بفراق أحبة لهم نتيجه للإهمال الطبى.

رحم الله احمد وكل من راح نتيجة اخطاء اطباء امنوا العقاب فاساءوا لوطنهم ولانفسهم ولمهنتهم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط