الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرق في أفريقيا ... التأصيل والمعاناة


على واقع صفحة الكشوف الجغرافية وبالتحديد من شواطئ العاصمة البرتغالية لشبونة والتي كانت العنوان الأبرز لأكبر مأساة إنسانية عرفتها البشرية وكانت البرتغال الحرف الأول لهذه التجارة التي عرفتها من خلال السفن التي أبحرت قاصدة الشواطئ الأفريقية لبداية هذا النشاط اللاإنساني.

ظاهرة الرق تلك الظاهرة التي كانت بدايتها تقتصر علي صيد الأفارقة مع التحفظ الشديد علي هذه الكلمة التي تعني تشبيها للواقع وليس المساواة بين الإنسان والكائنات الأخري لأن الواقع كان يكرس لتشابه الإنسان الأسود بالحيوانات بل هو في مرتبة أقل من ذلك وذلك من وجهة نظر الأوروبيين وساهمت ظاهرة الكشوف الجغرافية وحاجة العالم الجديد في الأمريكتين للكثير من العمالة لإعمار هذا الجزء من العالم ، وكانت عمليات القنص في البدايات تقتصر علي الشواطئ والشريط الساحلي للقارة وتتم دون التوغل إلي الداخل، ومع رواج هذه التجارة تم التوغل إلي الداخل للحصول علي المزيد من الأرقاء وعلي الرغم من عدم وجود احصائيات رسمية إلا أن سجلات السفن تشير إلي أرقام مرعبة تقارب ما يزيد علي المليون أفريقي سنويا ومع ريادة البرتغال والأرباح الطائلة من وراء هذه التجارة البغيضة دخلت بعدها بريطانيا وأسبانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك.

ومع صدور مرسوم إلغاء هذه التجارة عام 1807 وتبعتها مراسيم تجريم هذه التجارة وتوقيع غرامات علي السفن عند ممارسة هذا النشاط ثم جاء عام 1831 مراسيم العتق التي تحتوي علي بنود كثيرة من أهمها أن المواليد من الأرقاء بعد هذا التاريخ يعتبرون من الأحرار ، أدت هذه المراسيم إلي إلغاء الشكل القانوني لهذه التجارة مع بقاء الظاهرة في الخفاء والتمييز الذي يعيش بيننا حتي الآن ، ويهمنا أن نلمح إلي بعض المشاهد اللاإنسانية في هذه التجارة، فيكفي أن نذكر أنه في بعض الأوقات كان يتم إلقاء الأرقاء في البحر لتخفيف حمولة السفن أو نقص الإمدادات علي متنها ناهيك عن الوحشية ذاتها في عملية قنصهم بالأسلحة النارية وكان يتم ذلك بلا هوادة.

وقد كان لهذه الظاهرة آثار وتداعيات مازالت قائمة حتي الآن لأن هذه الظاهرة مازالت تمارس بطرق غير مشروعة من خلال عنوان آخر وهو الاتجار بالبشر، وعلي الرغم من انتشار الظاهرة في بقاع أخري من العالم إلا أن القارة الأفريقية وتحت وطأة الفقر والعوز والصراعات ازدهرت هذه التجارة وخاصة الشابات والأطفال بمساعدة من أهل الدار وكانت التداعيات مستمرة لأن عملة الصيد كانت تتم بمساعدة من بعض الأعوان الأفارقة مما تسبب في انهيار المجتمع القبلي الأفريقي المتماسك ومع استخدام الحرائق والإبادة حدث تهجير لبعض الجماعات مما أحدث تداخلات إثنية أدت إلي استمرار الصراعات الأفريقية التي لها طبيعة خاصة من حيث الإستمرارية والدموية مع غياب التسويات التي تؤدي إلي إحداث سلام دائم ، كان هذا تأصيل مختصر لصفحة مظلمة في التاريخ الأفريقي والعالمي وسيكون هناك حديث آخر عن التداعيات والآثار من جميع النواحي وإلي حديث أفريقي آخر...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط