الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحنين لأكتوبر.. والنصر الجديد!!


على قناة الميادين صاح النائب البريطاني بمجلس اللوردات جورج غالاوي وهو يمسك بكلتا يديه ضميره الحي ليرد على متسائل بزمن التلاسن العربي قائلاً ..
هل تطلب مني أن أصدق أن ثورة يدعمها ماكين وليبرمان وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وإسرائيل وقطر و... إلخ هي ثورة من أجل الخير والحق..؟
أهذا ما تطلبه مني أن أصدقه.. أرجوكم احترموا عقولنا...!!
هذه العقول المطلوب احترامها تعيش اليوم في رحاب أكتوبر المجيد حيث ذكريات النصر التى أبت هذه المرة أن تجر حنينها بلا نصر ..
ليصنع التحالف العربي الروسي البطل أحد أهم موجات هذا النصر مجددًا في سماء سوريا لمواجهة الإرهاب الذي أراد الثأر من نصر أكتوبر الأول.. عندما لم يستطيع كسر سوريا وتمرير أجنداته فوق رقبتها.. ورقبة المنطقة..!!
ظلت سوريا عصية على الانقياد .. ممتنعة عن الخضوع ..
لم تسلم ظهرها ولم تبيع حدودها ولم تفرط في قضايا العرب وقد خانها جل من يحمل للعروبة ألقابها...!
بل فتحت بابها كحصن لكل حركات المقاومة ضد الصهاينة الذين أتوا من أشتات الأرض ليأخذوا بيننا وطنا اختاروه بعناية ففرق شملنا وباعد بين أسفارنا ووقف كحجر عثرة في مواجهة تواصل الجغرافيا بين أسيا العربية وأفريقيا حين ضاعت منا فلسطين...!
رفضت سوريا بقيادتها أن تذهب للطواف شوطين حول تل الربيع العربية المحتلة وقد منحها الصهاينة مسمى تل أبيب..
ظلت سوريا وسط العرب وحيدة بعد ما هرول معظمهم سرًا وعلنًا لتوقيع وثائق تباع بموجبها قضاياهم ويسهر بموجبها حلم لن يدرك أبدًا صباحه بيمناهم ..!!
وفيما بقيت سوريا من بقايا أكتوبر العظيم.. حليفه مصر في المعركة.. وجناح القاهرة في الإباء... وباب مصر المشرف على أمنها القومي..
بقيت وحدها وسط الصفوف تصنع ملحمة الصمود الجديد في مواجهة الإرهاب وحلفائه بالمنطقة...!!
فما كان من العدو الصهيوني إلا أن تسلط عليها بمكر داخلي.. فرأينا لأول مرة جون ماكين الصهيوني يجتمع مع رجال سلفيين أصحاب دين ولحى ...!!
وشاهدنا لأول مرة أهل المصاحف والطرح البيضاء يجتمعون مع أمريكا في العلن بعد الخفاء ..!!
وأصحاب نظريه لا خروج على السلطان وإن جار وأخذ مالك وضرب ظهرك يتآمرون على سوريا في شكل ثورة يكفرون من يصنعها بتاريخهم ووفقا لعقائدهم ..!!
وإذ بلسانهم العقائدي يلتوي فيصبح خارجي وقد كان مثله عند سلفيتهم الأولى زنديقا مارقا ..!!
ثم خرجت من الباب الخلفي أكاذيب تحكي عن حلف طائفي يستهدف سوريا ..!
كيف ونظامها علماني.. والأزهر المصري تمتد معاهده فوق ظهرها.. وطلابها يدرسون في مدارس تحفيظ القرآن التى فاق عددها الآلاف في عهد نفس الرئيس الذي يتهمونه بمخاصمة الدين وممارسة الاضطهاد..
ولم يلتفت أحد لعقله وسط سيولة الفتنة فالكل قد غوى ..!
وقالوا إن في سوريا جيش طائفي يقتل أبناء طائفة معينة.. ولم يتوقف العقلاء ليتساءلوا.. كيف ذلك والتجنيد في سوريا كمصر ملزما ومؤكدا؟
وعليه تصبح نفس نسب الطوائف في الشعب نفسها في الجيش فكيف يصبح طائفيا..؟!!
ذهب العقل خلف خطة ماكين الصهيوني التي نفذتها الحركات السلفيه بكل دقه من أجل كسر سوريا وتمريغ أنفها.. !!
لم يكن لدى القوم سوى أجندة الفوضى الخلاقة لتقسيم المنطقة إلى دويلات حول إسرائيل ومنحها اليد الطولي في السياسة والاقتصاد ومنحها كذلك كل حصة الإملاء ..!!
فلديهم خطة كبيره تسعى إلى نقل الغاز القطري عبر خط الصحراء مرورا بأنبار العراق فسوريا ثم تركيا وصولا لأوروبا ...
وهنا يتصاعد الحصار الغربي الخليجي لروسيا .. ويجعل أوروبا في غنى عن الغاز الروسي فتسقط من أجندتهم سطور الضغط التى من الممكن أن يحركها الدب الجليدي الساكن في كهوفه البيضاء ..!!
ومن هنا بدأ المشهد يستعر.. ويندفع التحالف الأمريكي الغربي العربي المكون من ستين دوله خلف داعش التى تمارس نوعا من الإرهاب المتخصص في هدم البلاد وأكل الأكباد وحرق الناس أحياء فيما لم يعرفه هتلر الأول بحياته ولا قبل مماته ..!!
اقتنع العام بأن لدى هذا التحالف جديه في حصار هذا الإرهاب الذي يضرب مساحة ممتدة من نيجيريا إلى قندهار ..!!
وقد أوهمهم أنه يملك من القوة ما يجعله قادرا على ضرب الإرهاب في عده ساعات خلال بضعة أسابيع ..!!
ولكن بعد مرور أكثر عام إذ بالإرهاب يقضم الدولة في العراق والشام وبهدوء وكأن طائرات التحالف تمده بالدسم وتعطيه في الأيام المزيد من الأمل ..!!
وكادت تسقط دمشق التى هي باب القاهرة وعمق أمنها القومي بعد صمود أسطوري لجيشها البطل امتد لقرابة الخمس سنوات ..
وما كان لروسيا أن تقبل هي الأخرى بسقوط سوريا الدولة الحليفة وتحقق حلم الغرب في حصارها ثم نقل الإرهاب القوقازي كله لأراضيها ..!!
فتقدمت بعتادها ونحن برحاب أكتوبر المجيد لتمنع المخطط من إغلاق الدائرة حول دمشق وتعلن على الإرهاب ومموليه حربها وعلى لسان القيصر من القصر ..!!

فيصرخ الإرهاب الداعشي وينطلق محتميا بحدود تركيا فيما يعترض الغرب ومعه حلفاؤه من عساكر العرب ومشايخ الفتن..!
والعجيب أنهم كانوا يزعمون خلال عام كامل محاربه نفس الإرهاب.. فهل صرختهم لأنهم أصيبوا في المعركة.. أم أن حرب أكتوبر تجدد نصرها وتحاصر من جديد مع الخونة في تل أبيب عدوها ..؟!
ليظل الأكثر عجبا أن جماهيرهم مع حناجر مشايخهم هبت تدعوا لمواجهة التدخل الروسي وتلقبه بالإلحاد ... فهل يعني ذلك أنها كانت تشعر مع التدخل الأمريكي بلذة اللقاء ودفء الأحضان التى منعت عنهم الهبات الساخنة بعدما تقدم عمرهم وانقطع طمثهم ..؟!
ومع ذلك فهم مستمرون بتوزيع الأكاذيب مع عدم الشعور بالخجل ....
هذه قصه بحق تدعو إلى ما هو أكثر من الاندهاش في أمة تقيأ الشيطان بأرضها كل ما استطاع من التدليس والخيانة والكذب ..
ليصبح لنا في كل أكتوبر نصرًا جديدًا.. وحول آماله ننتظر فتحًا قريبًا فتأهبوا لاستقبال المفاجآت.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط