الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسباب الغضب


ثمة إنجاز وثمة غضب شعبي معا، فما هو الإنجاز، وما هو الغضب؟

الإنجازات التي تحققت عصية على أن يعترف بها المغرضون، وهم يجيدون نكرانها، فإذا افتتح الرئيس مشروعات مثل تطوير منطقة غيط العنب، وطالب البنوك بتوريد ما يتبقى لديها من فكة، بواقي معاملات وحسابات لا يتحصل عليها أصحابها، وتستولى عليها البنوك بحصيلة سنوية تصل لعشرات الملايين من الجنيهات، رأيت المغرضين يحرفون الكلام ويوهمون الناس أن الرئيس يطالبهم بالتبرع بالفك، رغم أنه طالب البنوك ولم يطالب الناس.

وسابقا استهزأوا بمشروع قناة السويس الجديدة وسموها تفريعة، وهكذا يتعاملون مع كل مشروع من أمثال العاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستعمل على حل مشكلة التكدس القاهري العتيقة، وتستوعب الآن ومباشرة عشرات الآلاف من العاملين في البناء والمعمار.

وإذا رأيت مصر تدخل بقوة لحل المشكلة الفلسطينية رأيتهم هم المغرضون يتهمون مصر بمصادقة إسرائيل، وإذا سعت مصر للتسلح قالوا لمن السلاح، وكأن إسرائيل لم تعد موجودة، وإذا حاربت مصر الإرهاب رأيتهم يتشدقون بدعاوى الحرية ويطالبون بحقوق لإرهابيين.

الأمثلة كثيرة وهم يظنون أنهم بذلك يؤلبون الشعب، ولكن الشعب حاليا له أسباب أخرى، فبعد أن حصل الشعب على جرعة كبيرة من الحرية والتصدي لنظامي حكم في منتهى الغطرسة يبحث الشعب الآن عن حياته المادية والاقتصادية، وهنا ستجد فقط أسباب الغضب الشعبي الحقيقية.

وفي ظل صراع رهيب بين نظام حكم يسعى لمواجهة مشكلات الحياة الاقتصادية والمادية كسبيل وحيد للنجاح والاستمرار، وبين قوى لها مصالح لا سبيل لها للاستمرار على المنافع والمكاسب التي تتمتع بها منذ عشرات السنين سوى بإبقاء الأوضاع على ما هي عليه تجد الصراع يتركز في لقمة العيش وأسعار السلع، فكلما عمل النظام على توفير السلع والسيطرة على الأسعار عملت قوى الاستغلال على إشعالها.

وحدثت الجولة مرات ومرات، وتطور الصراع حاليا في محاولة لعودة قطط سمان من العصر البائد في صورة حمائم سلام وحاولت تقديم نفسها كأنها ملائكة رحمة وصاحب ذلك محاولات بائسة لسحب البساط في تبني مفضوح لمشكلات الشعب، وإذ بأصحاب الملايين والمليارات يكذبون في دعوى الشعب يأمر، وفي الحقيقة الشعب يأمر بألا يرى وجوهكم الشيطانية، وفي الوقت ذاته ترى بعضا من المعارضين يستلون سيوفهم في مواجهة الرئيس وتراهم نعاجا في مواجهة رؤوس المال المتوحشة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط