الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والسودان الفرص الضائغة بغياب اللاعب الأساسى


منذ فجر التاريخ تعتبر العلاقات المصرية السودانية علاقات أبدية مهما تكون فترة التباعد أو الاختلاف الايدلوجى السياسى أو أى نوع من الاختلاف الذى يخلق التباعد وفتور التجانس بين القطرين

إلا أن التقارب عندما يأتى يكون قويًا جدًا لأن ما تميز هذه العلاقة دونًا عن أى علاقات مصرية مع العرب أو الأفارقة او علاقة سودانية مع العرب أو الأفارقة هى أن هذه العلاقة علاقة اجتماعية من الدرجة الأولى ثم تليها باقى مناحى الحياة الثقافية أو الاقتصادية وآخرها العلاقات السياسية

الا انه فى فترة حكم الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك اصبح ما يحدد التقارب او التباعد المصرى السودانى حتى فى مجال العلاقات الشعبية هى السياسة فكم مرة اختلف الحكام وقامو بقطع شريان التواصل بين الشعبين بوقف العبارات النهرية التى تنقل الشعبين بين القطرين وكم من سنين مرت على ميناء السد العالى دون ان يرقص فوقها باخرة ساق النعام وكذلك ميناء وادى حلفا من جفاء بواخر وادى النيل لارصفتها

وان كانت فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حددت فيها ملامح دولة مستقلة عن الحكم البريطانى ومنها بالتبعية استقلال السودان التام عن الادارة المصرية التى كانت فى الاساس تحت ادارة حكم بريطاني

الا ان الزعيم الراحل انور السادات بطل الحرب والسلام فهم عن وعى وادارك محددات العلاقة وكيفية تقويتها فكانت النتيجة تجانس تام بين القيادتين والشعبين

فهم السادات ان اخلاء 350 كيلو من جنوب اسوان حتى وادى حلفا السودانية ستكون تبعياتها على مصر كارثية ومن الممكن ان يخرجها من الدائرة الانتمائية لافريقيا فعمل جاهدًا على اعادة اهالى النوبة المهجرين الى موطنهم حتى يقومو بدورهم التاريخى فى توطيد العلاقات المصرية السودانية ومنها بالتبعية العلاقات الافريقية.

 فقام الزعيمان انور السادات وجعفر النميرى على هذا الأمر بنفسهما وقامو بعمل مناطق تكاملية بين مصر والسودان وادخلو ضمن خطتهم المناطق الخلافية ومنها مثلث حلايب والنتيجة أن الحياة دبت فى كل قرى الحدود بين مصر والسودان وأصبحت منطقة ادندان وقسطل الحدودية شريطًا مخضرًا تجد فيها المصرى والسودانى ولا تعرف الاختلاف بينهم.

 وقام النوبيون من فرط عشقهم لزعيمهم انور السادات ببناء منزل كبير قامو بتسمية هذا المنزل بديوان السادات فتحولت هذه المنطقة من منطقة مهملة من عام 64 الى اهم منطقة فى عام 79 لدرجة أن الرئيس السادات كان يستقبل فيها وزراء وسفراء بل ووصل لاستقبال الرؤساء وشاركه فى ذلك شقيقه من السودان الرئيس جعفر النميرى
الا ان القدر لم يمهله ليخلق من هذا المكان مدينة سلام كبيره على غرار مدينة شرم الشيخ

وطال الاهمال بعد وفاة السادات هذه المنطقة الواعدة التى كانت من اهم محددات العلاقة المصرية السودانية بل والافريقية
لكن اعتقد ان الرئيس السيسى يعى ما كان يعية السادات فبدأ بتنشيط الذاكرة الجمعية للشعبين واظهر ما ينتجه الشعبين عند الاتحاد فبدأ بدعوة الرئيس البشير للمشاركة فى الاحتفال بانتصارات حرب اكتوبر العظيم الذى كان للجندى السودانى دورًا مهمًا لتحقيق هذا الانتصار واستفز مشاعر المشاهدين للتذكير بالملحمة الوطنية التاريخية للبلدين بهبوط الطيار المصرى رافعًا علم مصر والسودان مما ينبىء ببذوغ مشاعر الوحدة بين الشعبين برغم ان هناك من يحاول ان يظهر جوانب الاختلاف والخلاف على السطح دومًا داخل الشعبين وهم أعداء الوحدة والرخاء لمصر والسودان معًا

فهل يكمل السيسى مسيرته بإعادة اللاعب الاساسى فى ملعب الوحدة بين القطرين ونقطة ارتكازهما وهى النوبة والنوبيين، أعتقد ذلك واتمنى أن نراها فى القريب العاجل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط