الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاكل الوطن .. ومشرط الجراح !!


نعيش جميعا في وطن واحد وتقريبا لنا نفس المشاكل منذ سنوات ليست بالقصيرة وننظر إلي تلك المشاكل علي أنها وليدة اليوم واليوم فقط ، كل الأنظمة السياسية التي جاءت منذ رحيل الاستعمار البريطاني عن أراضينا حتي تاريخه لها نصيب لا بأس به من الفشل .

صحيح أن هناك علامات مضيئة في كل حقبة وقد تكون علامات كثر ولكن في الحقيقة لم تتحقق الأهداف التي قامت عليها الثورة المصرية عام 1952 حتي الآن، تلك الأهداف التي لا تمثل مطالب مرحلية فحسب بل نستطيع أن نقول إنها صالحة حتي تاريخه في ترتيب الأولويات من حيث التحقيق وهذا الدليل علي أنها أهداف كانت تلامس عنان السماء من حيث القدرة علي التحقيق.

كانت هذه مقدمة واجبة لمشكلات ممتدة في الشأن الداخلي المصري عاشتها أجيال متعاقبة ولكن الإحساس بآثار ذلك أنها أصبحت كارثية الآن وأصبحت صعبة المواجهة.

مشاكل مصر الفعلية تحتاج إلى مشرط جراح ماهر يمكنه ان يشخص الداء ويصف له الدواء الشافى ولكن فى كل الحالات يكون له دائما آثار جانبية لا يستطيع تحملها أبناء الوطن الآن وغدا في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة وأصبحت الحلول التقليدية لا مجال لها الآن ولم يعد مقبولا أن الوثوق بالآخر ولو بعيدا عن السياسات والخطط التي تحقق نجاحا علي الأرض يشعر بها الجميع حتي ولو بعد حين.

والشيء اللافت للنظر دائما هو أنه يتم استهداف صانع القرار اعلاميا كل علي حسب الهوي ، والمطلوب المساعدة والبحث عن حلول اقتصادية وسياسات اصلاحية مع تحفظي علي هذا اللفظ الذي يحمل بداخله الكثير من الذكريات المؤلمة من تجارب سابقة.

عليكم بتنقية كشوف الدعم من ناهبي أموال الوطن "بقصد منهم أو غيرهم أو استمرارا لأخطاء ممتدة" في منظومة الدعم علي كافة المستويات والتأخر في ذلك جريمة في حق من يحتاج هذا الدعم فعليا.

وعلينا بتنقية المصالح الحكومية من الفاسدين بالمعني الواسع لهؤلاء البشر ومن يساعدهم ويكونون عبرة حقيقية لأناس عملهم النيل من طموح الوطن عبر سنوات طالت كثيرا.
 
والعدل يا سيدي هو الأمل الذي علي يديه يتحقق كل شيء له بريق في الدنيا ، ولم يعد مقبولا أن يعيش الوطن علي عدالة ناقصة أو بطيئة فقد شاخ الناس في انتظار تحقيق ذلك.

كفانا صراخا وعويلا علي سلبيات أدمناها طويلا ولا مجال للحديث إلا لمن يملك رؤية اصلاح هذا الوطن وبناء أمنه واقتصاده والعودة إلي فخر القدم وحضارة الأجداد التي لم نحافظ عليها ، ولدينا تجارب حولنا نستطيع محاكاتها مثل أثيوبيا ونيجيريا ودول شرق آسيا فلهم نماذج وخطط ناجحة.

والاعتراف بفشلنا في بناء ثقافة مصرية خالصة صحيح لأن ذلك له ما يبرره في ظل عولمة ظالمة وغير عادلة واتجاه نحو استيعاب الشكل في ثقافة كونية غريبة رأسمالية ظالمة ولكن علينا امتلاك الارادة وتحقيق رضا داخلي أولا ثم الانطلاق نحو بناء تكامل اقليمي فاعل بعد ذلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط