الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب ودعوات الفوضى .. وجماعة الشتات


العمليات الإرهابية التى تشهدها بلادى مصر، والتى كان آخرها استشهاد البطل العميد أركان حرب عادل رجائى، ومن قبلها العمليات التى استهدفت ، ومازالت تستهدف أبناء القوات المسلحة والشرطة فى سيناء وغيرها، تؤكد أن العمليات الإرهابية أخذت شكلا نوعيا جديدا، يستوجب من بلادى مصر التنبه إلى مخاطرة ، خاصة أن تلك العمليات سوف تأخذ فى التصاعد مع تصاعد عمليات البناء والاستقرار التى تشهدها مصر.

ودعوات الفوضى التى يتم إطلاقها بين الحين والآخر ، والتى تستهدف بث حالة اليأس وعدم الرجاء فى نفوس أبناء بلادى ، تأتى ضمن المخطط الذى يستهدف النيل من مصر ومن أمنها واستقرارها، وهذه الأعمال يعود جميعها إلى جماعة الإرهاب والتضليل ، الاخوان سابقا ،التى كشفت عن وجهها القبيح، وتحول أعضاؤها إلى إخوان شتات.

فالعمليات الإرهابية ، والدعوة التى خرجت مؤخرا على استحياء بضرورة الخروج إلى الميادين خلال الفترة القادمة، بزعم التظاهر ضد الغلاء وزيادة الأسعار ، هى دعوة خبيثة تتبناها جماعة إرهابية أكثر خبثا ، تحاول أن تلعب دورا مستترا مستخدمة أدواتها ، من شخصيات وتنظيمات وحركات أخرى ذات مصالح خاصة ، وذلك حتى تبعد الشبهة عن نفسها ، غير أن ممارسات الخداع والكذب والإفتراء ، هى من السمات الأساسية التى نشأت عليها الجماعة، وتربى عليها أعضاؤها ، وآمن بها أنصارها.

فمثل تلك الدعوات التى تحاول بثها والترويج لها آلة الدعاية التى تمتلكها جماعة الإرهاب والتضليل ، على اختلاف أنواعها وأماكن بثها تؤكد أن الجماعة ومناصريها مازالوا مصرين على الحنث العظيم، وأنها جماعة تعانى الشتات مثل قلة يكرهها العالم العربى والإسلامى ، وتعكس الحالة التى تبنى بها عناصرها ، وتؤصلها فى أنصارها.

فممارسات الجماعة على مدار تاريخها الذى يعود إلى أكثر من ثمانية عقود من الزمان ، تؤكد أنها لا تؤمن بالدولة ولا بالوطن ، فكانت مواجهة الأنظمة والشعوب لها واضحة بسبب تلك الممارسات التى تبنت نهج العنف الذى تشهده بلادى مصر عبر تاريخها.

كشف الجماعة عن نفسها بأنها جماعة نرجسية ، تسعى للاستئثار بالحكم رغبة فى توسعاتها الفكرية والمكانية ، ولو كانت على حساب الشعوب والأوطان ، مما كان سببا فى خروج الشعب المصرى ضدها فى ثورة 30 يونيو 2013 التى جسدت الرأى الشعبى المستقر على رفضها ونظامها ، حتى كانت الأحداث التى تلت ذلك التاريخ ، والتى تخللتها عمليات إرهاب استهدفت البلاد والعباد ، كفيلة بمزيد من الحكم على الجماعة بأنها ليست فقط تتبنى العنف، وإنما الإرهاب بكل عناصره ، وهو ما أكدته العمليات النوعية التى شهدتها بلادى مصر خلال الفترة التالية للإطاحة بالمتهم محمد مرسى الذى قفز على السلطة بمعاونة جماعته وأنصارها.

أفرزت تحركات وممارسات الجماعة رفض الشعب المصرى ، بل والشعوب العربية وأنظمتها لها ، حتى إن بعض الأنظمة التى ظنت خطأ أنها باحتوائها للعناصر الإرهابية ، تحمى نفسها ومصالحها من شرورهم ، تيقنت أن احتواءها ضد مصالحها ، خاصة بعد الأحداث التى شهدتها دول أخرى غير مصر ، ثبت فيها تورط عناصر متشددة لا تقل كفرا بالوطن وبالبشر مثل جماعة الإرهاب والتضليل "الاخوان سابقا" ، فبدأت تلك الأنظمة تلفظهم هى الأخرى لتبقى الجماعة عناصر وقيادات ملفوظة مكروهة من جانب الشعوب والأنظمة العربية على حد سواء.

أصبحت الحالة التى تعيشها الجماعة فى الوقت الراهن أشبه بجماعة شتات تبحث عن وطن بعد أن كفرت بوطنها الأم مصر ، ومارست ضده الترهيب والتخريب ، فهى تسعى للبحث عن وطن ، غير أن الأماكن التى استوطنوها حاليا لن تأويها هى الأخرى ، ولو بعد حين.

وإذا كان سعى الاخوان للبحث عن وطن فهو ليس من باب الرغبة فى الأمن والأمان ، الذى تسعى إليه البشرية عامة ، وإنما من باب البحث عن مكان لتمارس من خلاله التدبير لمزيد من الترهيب والتدمير لمصر ، وفقا لمخططات تلك الجماعة الإرهابية.

وقد حاولت الجماعة ومن يناصرونها تشويه كل تواريخ مصر ، وسعت إلى اختيار كل تاريخ يمثل بطولات للشعب المصرى ، وحاولت من خلال إعلانها عن فعاليات مختلفة أن تبث الرعب فى نفوس المصريين، حتى تمحو من ذاكرتهم تلك البطولات وتواريخها ، فسبق وأن دعت إلى مثل دعوتها الأخيرة ، غير أن الله سبحانه خيب مسعاها، وجعل تدميرها فى تدبيرها.

ومع كل تلك المحاولات لن تفلح جهود جماعة الإرهاب فى الوصول إلى وطن ، فالارهاب لاوطن له ، ولن يقبل به المسالمون الآمنون ، وسوف يستمرون فى مكافحته حتى يتم استئصال شأفته ، وقد قدم أبناء بلادى مصر نموذجا، ومازالوا يقدمون ، لرفض إرهاب الجماعة ، فكان موقف الشعب المصرى منها ومن ممارساتها كفيلا بأن يقدم حكما عالميا على رفض إرهاب تلك الجماعة ، وهو الحكم الذى بدأت تستشعره الانظمة الاخرى التى تعترف ، ولكن على استحياء ، بمخاطر تلك الجماعة وكل ما هو على شاكلتها على الحرث والنسل ، وتجتمع على ضرورة التخلص منها سواء بالوجود أو بآثار الممارسات الإرهابية لها.

ولطالما استمرت الجماعة فى غيها فسوف تطاردها كراهية الشعوب العربية والعالمية كافة، ومن قبلها الشعب المصرى العريق ، ولن تجد لها وطنا يحميها بعد أن كفرت بوطنها الاصلى.

ولن تفلح دعوات نشر الفوضى فى البلاد والتى دعت إليها الجماعة من وراء حجاب ، فالشعب المصرى بارادته وحماية جيشه وشرطته كفيل وحده بدحر كل عناصر الإرهاب الذى تمارسه الجماعة ، وسوف تنتهى دعوة الفوضى إلى ماسبق وأن انتهت إليه دعوات أخرى فاشلة ، فالفشل والوكسة هما حليفان لجماعة الإرهاب والتضليل.

هدف الجماعة إذن هو جعل الدولة تدور فى المواجهة واتخاذ التدابير اللازمة، وكذلك بث روح اليأس فى نفوس المصريين ، حتى ينقلبوا على القيادة السياسية ، ولن تتوقف العمليات الإرهابية ، أو تنتهى الدعوات إلى الفوضى، ولكنها سوف تتصاعد مع كل طوبة يتم وضعها فى سور البناء المصرى ، وهو ما يعنى أن بلادى مصر تتعرض لحرب بمعنى الكلمة ، تتطلب سياسات واستراتيجيات تتناسب مع طبيعة الخطر الذى يهدد استقرارها وأمن أبنائها.
---------
* [email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط