الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيلاري وترامب .. فلول وليمون !!!


ما أفرزت عنه الانتخابات الأمريكية من مرشحين للرئاسة يعلن انهيار أسطورة الديمقراطية الامريكية ، وصول كل من هيلاري وترامب لنهائي السباق الرئاسي دلالة واضحة علي افلاس اكبر حزبين في الولايات المتحدة الامريكية، فالحزب الديمقراطي لم يجد وجها جديدا ليطرحه علي الناخبين واكتفي بهيلاري ، لاعبا علي فكرة فوز اول امرأة بالرئاسة الامريكية وهي ذات الفكرة التي طرح بها اوباما ليكون اول رئيس صاحب بشرة سمراء ، اما الحزب الجمهوري فقد سيطر عليه ترامب بالاموال ورغم رفض الكثير من أعضاء الحزب ترشحه الا أنه استطاع ان يكون البديل الأفضل للجمهوريين ، لتصبح هذه الانتخابات هي الاسوأ في تاريخ أمريكا، وتذكرنا بانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012 والتي أسفرت عن اثنين من المرشحين احدهما من فلول الحزب الوطني والآخر من جماعة متطرفة.

هذا بالتحديد خيار الأمريكان الان اما ان ينتخبوا هيلاري وبهذا الاختيار تستمر سياسة اوباما ويبقي الوضع كما هو عليه ، رغم أن الحزب الديمقراطي فشل علي ارض الواقع في حماية الأقليات وخاصة اصحاب البشرة السمراء، وأيضا سيبقي نزيف الاقتصاد الامريكي مستمرا بسبب ما تحدثه امريكا في الشرق الأوسط ، هذا بخلاف منظومة التأمين الصحي التي يرفضها الكثير من الأمريكان وبالطبع الضرائب المرتفعة التي تحاصر المواطن الامريكي،
أما ترامب الأكثر تطرفا حيث انه يشترك مع هيلاري وحزبها في كراهية العرب والمسلمين، ولكن الفرق انه يعلن هذا صراحة، ويحاول استمالة الناخبين بوعوده الخاصة بتخفيض الضرائب وتأسيس نظام تأمين صحي جديد، وتحسين العلاقات مع روسيا ، ووقف التدفق المالي المتوجه لحلف الناتو والقواعد العسكرية في مختلف دول العالم، وقال بشكل صريح من يريد ان نحميه عليه ان يدفع تكلفة هذه الحماية. 
 
إذن.. نحن امام فلول الحزب الديمقراطي ومتطرف الحزب الجمهوري ومن المتوقع ان يحدث مثل ما حدث في مصر من قبل وينجح المرشح المتطرف من منطلق الرغبة المطلقة في التغيير ، خاصة ان الديمقراطيين حصلوا علي ثماني سنوات من الحكم فقدوا خلالها أرصدة كثيرة من الشعبية لدي المجتمع الامريكي ، يكفي ان في عهد اوباما أول رئيس صاحب بشرة سمراء سجلت الولايات المتحدة عددا كبيرا من حوادث القتل والاعتداء علي الأمريكان من أصل أفريقي ، اما الجمهوريون رغم ان مرشحهم غير مقنع ونموذج جديد من مرشحي الرئاسة الأمريكية الا ان حزبه بعيد عن الحكم لثماني سنوات مما سيكسبه المزيد من التعاطف لدي الشارع الامريكي.
 
الخيار الامريكي صعب ، بين هيلاري فلول الديمقراطيين او عصر الليمون واختيار ترامب من أجل التغيير ، وأظن ان الشعب الامريكي سيعصر الليمون. 
 
أما نحن كعرب ورغم ان الكثير يتحدث علي كون فوز هيلاري هو الأفضل لمنطقة الشرق الأوسط ، أختلف مع هذا تماما لسببين، الاول ان ترامب وهيلاري يحملان نفس الأفكار فقط كلينتون تضع مساحيق التجميل لتخفي حقيقة مشاعرها وأفكارها المتطرفة خاصة انها مهندسة تقسيم الشرق الأوسط بعد "كونداليزا رايس" اما ترامب فهو صاحب وجه مكشوف فقط يتحدث كرجل أعمال ويحكم علي الأمور بمنطق الصفقة يجب ان تكون رابحة. 

أما السبب الثاني السياسة الأمريكية الخاصة بالوضع الخارجي لا تعتمد علي رؤية الرئيس الامريكي بل هي سياسات وضعت سابقا فقط تختلف طريقة التنفيذ وفق اداء الرئيس الجديد ، ايضا صناعة القرار الامريكي لا تعتمد علي قرار الفرد وربما هذا ما سيفسد الامر بين ترامب ورجال الدولة اذا وصل الرجل للحكم خاصة انه اعتاد ان يتخذ القرارات منفردا. 

يتبقي ان ندرك انه في حال وصلت هيلاري للحكم سيبقي الوضع كما هو عليه في الداخل الامريكي والخارج العربي ، اما اذا تمكن ترامب من الحكم سيبقي الوضع كما هو عليه في الخارج العربي وسيتغير في الداخل الامريكي وربما يتطور الوضع في الداخل ولن يكمل ترامب مدته الرئاسية التي أتوقع ان يحظي بالفترة الاولي منها عبر هذه الانتخابات.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط