الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مارتينا مدحت تكتب : "أرواح مغلقة"

الكاتبة مارتينا مدحت
الكاتبة مارتينا مدحت

بيت القصيد أنك هنا، وجِدت وحُسم الأمر، وجودك فى هذه الحلقة حقيقة حتمية قد حدثت بالفعل‘ من الأفضل الآن الالتفات لما هو أهم من ذلك ومحاولة وضع أجوبة تعينك فيما بعد على مقاومة كل ما بإمكانه أن يعصف بك، فالإنسان روح مضيئة إن حدث وانطفأت فلن تصلح بعد لشيء.

هناك حقيقة مفادها أن "هناك أشياء تحدث ولا تنتهى تماما، وإن حدث وانتهت، ستترك ما لا يمكن تجاوزه داخلك مهما ظننت أنك تجاوزته"، سيتراكم بداخلك كل ما مررت به من أحداث تاركا الكثير من الفتائل القابلة للاشتعال، بعضها إذا أشعلته يُدفئ والبعض الآخر يحرق.. الحياة ليست منصفة على أية حال.

وستجد فى النهاية أن السؤال يتحول من "كيف نُشفى؟ " إلى "هل من الممكن أن نُشفى؟ ".

حاولت وضع أجوبة، تزييف الواقع، قراءة ما تخفيه عيون البعض، حاولت إعادة صياغة الأحداث كما تمنيت أن تكون، أن أساعد كل من فى حاجة للاتكاء على أحدهم فأنا أؤمن بأنك "إن لم تساعد الآخرين ليتخلصوا من آلامهم فلن تستطيع أن تتخلص مما يؤلم نفسك"، فباختلاف خلفياتنا، كل منا ينال منه شيئا لا يعلمه سواه، كل منا يقاوم بالوسائل المتاحة له، كل منا يسعى لأن يسلك الطريق الأخف وقعا على قلبه وأقل إيلاما لروحه.

فقد يكون أحد هؤلاء "الآخرين" واحدا ممن نجح اليأس فى احتلالهم، وربما تكون أنت بمثابة الأمل الوحيد لأحدهم حتى ينجو، أولئك من استطاعت المشاكل وكثرة الهموم أن تثقل قلوبهم، الذين أشقتهم الدنيا حتى كاد شقاؤها يمُس إيمانهم، الذين مَلوّا من النُصح والكلمات مهما دوى صداها فستظل مجرد كلمات، الذين أصبحوا بمعزل وزهدوا الحديث.

أن تفتُر روحك فلا بأس، يحدث هذا أحيانا شتى، ولكن أن تسمح ببُهتانها فهنا تكمن المشكلة الفعلية، أن تصبح شخصا ذا روح غبية، فالألعن من فقدان الأرواح ضيها حد الانطفاء، هو إدراك أصحابها أنهم فى الطريق لأن تصبح أرواحهم مغلقة ميئوسا منها وعدم محاولة فعل شيء !

-