الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

(ش.س) يكتب من شرم الشيخ!


(ش . س) شاب أو هكذا أراه أنا وغيرى فى مجتمع ارتفع بأعمار فئة الشباب حتى اقترب بها من سن الإحالة إلى المعاش، لذلك من المنطقى أن أرى صديقى هذا الذى اقترب من الأربعين شابًا خاصة أن صفاته الجسدية والنفسية تؤهله لاكتساب هذه الصفة .. جسده النحيل ووجهه الطفولى ونزعته الثورية وافتقاده لحكمة الشيوخ المثبطة التى تجنح أحيانًا لإيثار رغد العيش ونعومة الحياة على السعى للتغيير ومخاطره.

(ش . س) من الإعلاميين الشبان الذين تمت دعوتهم للجلوس إلى الرئيس السيسى عقب توليه المسئولية، وقد جلس إلى الرئيس ضمن مجموعة من الشبان والشابات أكثرهم يصغرونه فى العمر، وتحدث إليهم الرئيس واستمع لهم .. سألوه وجاوبهم، ولقاء الرئيس فى حد ذاته تشريف لا شك فيه خاصة فى مجتمع كان يظن - من قبل - أن نيل التطلع إلى وجه الرئيس دون حجاب أمر يدخل فى وصف المعجزات وليس الكرامات .. وعلى الرغم من نيل (ش . س) لهذا الشرف فهو لم يخلع عباءة آرائه الإصلاحية المعارضة - مثل كثيرين - ولم يبارح خندقه وظل متمسكًا بآرائه يدافع عنها باحترام .. لذلك كان جديرًا أيضا باحترام من يطالعون آراءه التى ينشرها فى مقالاته ويكتبها على صفحته فى الفيس بوك ..

‫(١)
(ش . س) شارك فى مؤتمر الشباب الذى انعقد فى شرم الشيخ وانتهت أعماله منذ ساعات، وأعتقد أن صديقى تمت دعوته ولم يسع للمشاركة وإن كنت أرى أنه ليس عيبًا لو سعى لها، والعيب أن تتخلى عن مسئوليتك خاصة إذا كنت من أصحاب الرأى بحكم الحرفة والمهنة أو بامتلاكك للصفات المؤهلة لذلك، والعيب أيضا أن تقعد عن أى فعل إيجابى يقود إلى إصلاح حال وطنك، ويزيد العيب فيصبح خطيئة إذا لم تبادر بالفعل فى وقت يمر فيه هذا الوطن بمحنة استثنائية.

وحتى لا أطيل عليكم فصديقى (ش . س) ومن موقع مشاركاته فى ورش العمل وجلسات المؤتمر كتب على صفحته فى «الفيس بوك» مشيدًا بتنظيم المؤتمر والنوايا الطيبة التى لمسها من القائمين عليه، وأضاف أنه استفاد كثيرًا من مشاركته، ووعدنا نحن أصدقاءه أنه سوف يكتب لاحقا عن الصالون الثقافى للمؤتمر وتحديدًا عن ندوة «لغتنا العربية جزء من هويتنا» وقال إنه اكتشف فى هذه الندوة ما لم يتوقعه، ووصف شعوره على الإجمال بالدهشة، وفى المقابل تفاعل أصدقاء ومتابعو (ش . س) بإيجابية مع ما كتبه وسجلوا هذا فى تعليقاتهم إلا قليلا لم يكتفوا فقط بالتعبير عن رفضهم لمشاركته فى المؤتمر ولكنهم راحوا يلقون السخام والهباب والطين على رأس (ش . س) فكتب أحدهم: «يعز عليا مشاركة حضرتك أستاذ... فى هذا الادعاء الكاذب الذى يظهر الشباب لابسين بدل سينيه وهم فى حقيقة الأمر يمشون حفاة» ، وكتب آخر يسخر بألفاظ غير لائقة منه، فى مواقع أخرى قرأت لغير هؤلاء كلاما من هذا القبيل، وهو كلام لم نعد نستغربه من جوقة اللاطمين فى جنازاتهم الوهمية التى عقدوها ليلا ونهارا بعد أن صلبوا الوطن على خشبة أيامهم السوداء التى لا يريدونها أن تنتهى.

‫(٢)
الذهاب إلى شرم الشيخ والمشاركة فى حوار للشباب عن الشباب ليس بالتأكيد كل ما نتمناه من رب العباد لكن لا يمكن أن ننكر أنه خطوة .. بداية .. يسعدك ويسعدنى أن يأتى من يؤسس عليها ويبنى، ومن يطلب أن يعدلها أو يقيّمها بميزان العقل وليس بمشاعر الهدم والغل والحقد السياسى، هذه المشاعر التى تتجاوز النوايا الطيبة إلى تفسير الدعوة لهذا المؤتمر وتنظيمه وأعماله تفسيرات تجافى الحقيقة، هذه الحقيقة التى أظن أنها رغبة حقيقية من صُنّاع القرار فى هذا البلد فى أن يستمعوا لصوت الشباب وأن ينتخبوا منهم بديلا لهؤلاء الذين قادونا لسنوات طويلة حتى أوصلونا لما نحن فيه، وقد تحول الفساد بداخلهم إلى قيم للحياة الخاصة والعامة، ومنظومة للسلوكيات ينتهجونها بداية من تربية أبنائهم ليرثوهم فى الفساد وإلى نظرتهم للوطن الذى صار عند كثيرين منهم مجرد مكان مؤقت للإقامة أو سوق للربح والتجارة أو ولاية من ولايات كيان وهمى يمكن التضحية به عند البعض حتى من قبل أن يسيروا خطوة واحدة فى مشوارهم الغامض نحو الخلافة هذا الكيان العولمى (مفهوم بالطبع ما أقصد ومن أقصد).

وأقصد أيضًا من كلامى ألا نترك شبابنا فى هذه الأيام العصيبة فريسة سهلة للدعايات المغرضة والجماعات التى تحرضهم ليلا ونهارًا عبر فضائيات ووسائل التواصل للسير خلفهم، وتحرضهم ضد وطنهم.. داعش والإخوان و6 أبريل التى تتبنى أفكار العولمة الصهيو- رأسمالية هؤلاء من نعرفهم ونراهم بوضوح وعشرات غيرهم ينتمون لجماعات تملأ فضاء الإنترنت الفسيح بعشرات من الأفكار الخبيثة التى لا تقود فى النهاية إلا إلى الفوضى الخلاّقة التى كاشفتنا بها قبل عشر سنوات وزيرة خارجية أمريكية سوداء اسمها كونداليزا رايس وقالت بصريح العبارة ما ينوون أن يفعلوه بأوطاننا.. وبنا.. أنهم يريدون أن نفجر أنفسنا تمامًا من داخلنا مثل نظرية الـ «بيج بانج» التى يؤمنون فى الغرب أن الكون تشكل على أثرها، وهناك فرق كبير بين الفوضى والاضطراب فى نظرية خلق الكون وكذلك فى عملية تصحيح مسار الشعوب كحركة ديناميكية مطلوبة يقول الله تعالى: «وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين» أن الفوضى لا تعنى إلا حركة عشوائية لا يمكن السيطرة عليها ولا تفضى إلا لنتائج سلبية، أما ما رأيناه فى مؤتمر الشباب من المناقشات واختلاف الآراء والشد والجذب فقد انتهى إلى توصيات للإصلاح.. أنت تحب وطنك اختلف ما شئت مع من شئت لكن لا تطعن من اختلفت معه بسكين فى ظهره.

‫(٣)
وعلى الأساس السابق يمكن أن نتناول دعوات 11/11 ونسأل: ماذا يريد الداعون للنزول فى 11/11؟! وما هو الهدف الذى يريدون تحقيقه ؟! فإذا قال قائل لقد خرج الشعب من قبل لإقصاء مبارك ومرسى، قل له نعم، حدث هذا عندما ضاقت بالشعب سُبل التغيير وقد تأكدوا أن الذى يقود ذاهب بالوطن إلى كارثة والعياذ بالله، فهل ينطبق هذا على الواقع الحالى؟! لن أقول لك اتق الله قبل أن تجاوب، ولكن أقول لك فكر فى مجمل الصورة، التحديات والواقع واسأل وناقش من تثق فى عقله وضميره ووطنيته، واستمع لحكايات من عاش مثل هذه التحديات من قبل وذاق مرارتها ودفع الثمن من نفسه وجسده وماله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط