الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لا يجتمع السيسي بالفلاحين أيضا في شرم الشيخ ؟


الفلاح المصري هو أحد أهم مقومات استقرار الدولة المصرية، فبدون الفلاح لا يمكن أن تستقر أوضاع دولة خاصة ولو كانت هذه الدولة ترتكز على الزراعة.

وفي مصر عانى الفلاح أزمنة طويلة من القهر والتهميش وعدم الرعاية من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة ، ومن الملفت أنه كلما تعرضت الحكومات لموجات من الانتفاضات الشعبية نجدها تهرول وتلوح بكارت الفلاح والمزارع المصري ، في محاولة منها لتهدئة الأوضاع ، فمعظم المصريين من الفلاحين، وبدون الفلاح ستعاني مصر من المجاعة.

وأنا لا أبالغ في هذا الأمر على الإطلاق ، فالزراعة هي أحد أهم مقومات استقرار الدولة المصرية ، وتعتمد عليها كثير من الصناعات المرتبطة والتكاملية ، وتوجد في مصر مساحات شاسعة من الأرض الزراعية ؛ حيث تشير الإحصائيات إلى أن مساحة الأرض الزراعية تبلغ حوالي 7.8 مليون فدان، منها 6 ملايين فدان في الأرض القديمة، ونحو 1.8 مليون فدان في الأرض الجديدة بنسبة 77%، 23% علي الترتيب.
 
وتقع الارض القديمة في الوادي والدلتا ويقع منها في الدلتا 000 3,610. فدان ، أما الوجه القبلي فيضم 000 2,250, فدان ، هذا بجانب الاراضي المستصلحة والجاري استصلاحها حاليا ، وهو ما ما يمثل قدرة زراعية فائقة للدولة المصرية تغنيها عن الاستيراد ، فمن العار والفضيحة أن تكون في مصر كل هذه المقومات والمساحات الزراعية والارض الخصبة ونستورد القمح والسكر والعدس والفول المدمس.
 
إنها جريمة ممنهجة وتمثل أكبر عملية فساد كبرى لرعاية مصالح امبراطوريات اقتصادية وحيتان ومافيا متحالفة مع أذرع فاسدة ومفسدة داخل الحكومة على حساب الشعب ، فعدد الفلاحين في مصر52 مليونا وذلك بحسب احصائيات واردة في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفلاحين في عيد الفلاح بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر عام 2014، وحجم انتاج الفلاحين في مصر يبلغ 284 مليار جنيه، بنسبة 14.5 % من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك وفقا للارقام المعلنة أيضا في ذات اللقاء ، وهو ما يجعل الفلاح المصري كتلة وقوة مؤثرة إقتصاديا وعدديا.

ومن المثير للسخرية أن الدولة تحتفل بعيد الفلاحين ، وفي ذات الوقت تقهرهم ، فأحوال الفلاح المصري مأساوية خاصة صغار المزارعين والفلاحين ، بسبب رفع الحكومة يدها عن هذا الملف ، وتقترب إليه عند الضرورة لتهدئة غضبتهم ، ولم تلجأ الحكومة للآن لحلول جذرية لحل مشاكل الفلاحين بل للمسكنات ، وهو ما جعل عددا من الفلاحين والمزاراعين يهجر الارض بسبب ارتفاع تكلفة السماد وادوات الانتاج والعمالة.

وفي ذات الوقت لان المحصول لا يحقق لهم أي عائد بعد أن رفعت الحكومة يدها عن دعم الفلاح المصري بشكل شبه كامل ، ولإثقال كاهلهم بفوائد القروض ، وهناك ممن لا يستطيعون الحصول على القروض التي احيانا تصرف بالمحسوبية وبطرق يشوبها الفساد.

ومن هنا فإنني اطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التحرك لوضع آليات وسياسات تصون حقوق الفلاح المصري وتحفظ آدميته، على أن تنحصر هذه السياسات في دعم الحاصلات الزراعية ، وتشجيع الفلاح على زراعة المحاصيل الأساسية التي ستحقق فائضا لمصر في القمح والارز والسكر وغيرها، وكذلك سرعة وضع منظومة محكمة للتأمين على الفلاح المصري ماديا وصحيا، وتوفير القروض الميسرة له باقل فائدة ، ووضع قيود صارمة تحاسب اي انحرافات أو فساد في الجمعيات الزراعية والبنوك الزراعية.

وأقولها للرئيس السيسي ؛ الفلاح المصري لا يقل أهمية عن الشباب ، فمعظم الشباب من أبناء الفلاحين ، وإذا انصلح حال الفلاح المصري انصلح حال مصر بشبابها ونسائها واطفالها على كافة المستويات ، وسيذكر التاريخ وطنية الفلاح المصري ومساندته للدولة وقت المحن ، فهو لم يستغل معاناته لاشعال ثورة يركبها كل متربص أو متآمر أو حاقد على مصر ، ولا يمكنه أن يكون جزاؤه هذا القهر والإقصاء وعدم الرعاية.

وأدعو الرئيس السيسي بسرعة تبني تأسيس المجلس الوطني للفلاح المصري على ان يكون تابعا لرئاسة الجمهورية، وأطالب الرئيس بأن يكون هناك قريبا مؤتمر للفلاح المصري بشرم الشيخ ، فالفلاح ليس أقل شأنا من أي مواطن مصري بل هو تاج على رأس الدولة وعلى رأس كل وطني حر، ويجب أن يجتمع الرئيس بممثلين عن الفلاحين من كل محافظة وعدد من نقباء الفلاحين المحترمين وليس المطبلين لمناقشة اوضاع الفلاح المصري ورفع معاناته وذلك حفاظا على أمن واستقرار الدولة كلها ..
[email protected]



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط