الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكومة قلبها ميت


لا يعرف أحد كيف يرصد أعضاء الحكومة احوال الناس في الشارع وما هي الادوات التي يستخدمونها في ذلك أم هم غير مهتمين كما يردد الكثير من البسطاء في مصر بهذا الموضوع.
 
فالمواطن المصري البسيط شديد الذكاء لديه حس قوي في تقييم اداء الحكومة وتحديد اوجه القصور في ادائها فيتحدث موجها كلامه اليها في وسائل عديدة، موضحا اوجه القصور، يعلو صوته شيئا فشيئا يصل في بعض الاحيان الي حد الصراخ ولكن من الواضح ان احدا لا يسمع وأن الحكومة لا تدرك كم يعاني هذا المواطن البطل.

ويفسر البعض ممن لايزال لديهم القدرة علي التفسير هذا التجاهل بالعجز وقلة الحيلة والضعف وهو ما يدعو الحكومة الي الكذب في بعض الاحيان لتداري هذا ولكن المواطن البطل الذكي البسيط يدرك من الوهلة الاولي تلك الرسائل الكاذبة ويسخر منها ويأخذ من معانيها طاقة اكبر تجعله قادرا علي الصراخ.

ولعل ازمة السيول الاخيرة وتضارب التصريحات الحكومية بهذا الشكل المقزز كانت مثالا واضحا لكل ما ذكرته سابقا فشاهد المواطن البسيط الذكي المقاتل اخاه وأباه وأخته وأمه وقد تهدم بيتها ووقف البعض نصف عارٍ يحاول أن يخرج المياه من بيته الغارق او يبحث عن المفقود تحت اثار المنازل المهدمة ولولا تحرك الجيش وجمعيات الخير التي تعاونه لما وجد هؤلاء يدا تمتد اليهم بعد ان أهلكتهم التصريحات الكاذبة قبل مياه السيل الجارف.

ويبدو من المشهد ومن قول الناس البسطاء إن هذه الحكومة قلبها ميت وعقلها أيضا، فالعجز عن العمل مشكلة كبيرة لها حل بسيط خاصة عندما يتعلق ذلك بمصير الملايين وهو الاعتذار والانسحاب وترك الفرصة لشخص قادر علي التفكير والعمل والانتاج والاداء.. هذا هو المطلب الملح الان قبل ان تصل الامور الي وضع اكثر سوءا من ذلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط