الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشعب قال مش لاعب


انتشرت في الفترة الأخيرة دعوات لحشد المواطنين وحسهم للمشاركة يوم 11/11 لتردي الأوضاع بالبلاد، وذلك بالتزامن مع القرارات الحكومية الأخيرة الخاصة التي أثرت في أسعار السلع وقانون الخدمة المدنية وتعويم الجنية المصري ....ألخ.

 وعلى الرغم من حالة المعاناة التي نعيشها لن يلعب الشعب مرة أخرى دور الكومبارس ولن يتاجر بمستقبلنا أحد فالجميع أصبحت الحقيقة واضحة أمامه والاختيارات كلها متاحة.

 فقد فهم الشعب من الخمس سنوات الماضية الدرس جيدا ولن يلدغ من نفس الجحر مرتين ويترك أي فصيل اللعب على وتر إحتياجه وأزماته ولن يستجيب لأية دعوات لا يعرف مصدرها وحتى إذا كنا نعرف من وراء ذلك فنحن نتفهم أوضاع بلدنا ولن نسمح بالصراعات مرة أخرى من طرف كل الذي يريده الحكم والسلطة وتفشي المرض العنصري في مصر لتؤدي بنا من سئ إلى اسوأ.

 فلن نسمح أن تزهق الأرواح وتسيل الدماء من جديد ونكرر نفس المأساة لأجل قلة عقيمة التفكير لا تهتم بالإنسان ولا حتى معيشته وأصبح ليس لها دور غير الدعوات التحريضية ليس إلا ، فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يسعنا هنا إلا أن نقول لكل من يتأمر مرة أخرى على الشعب أن مصر أكبر منك بكثير مصر دولة الاباء والاجداد لن يقدر عليها الإرهاب أو المتطرفين ، فالشعب رافض لكل الأدوار العديدة المطروحة له في السيناريوهات الأن، فالدعوات الوهمية تريدنا أن نتصارع مع الدولة حتى يخرجوا بمكتسبات وينشروا الأرهاب مرة أخرى ويدسوا الخوف وعدم الأمان في النفوس لن نعطي لكم الفرصة مرة أخرى.

فالصراع الآن هو صراع سياسي بحت يريدون إشراك الشعب فيه بأي شكل من الأشكال لأن ذلك هو الوقود الحقيقي لإشعال الأحداث وقلب الأوضاع ، فالحرب الأن غير مباشرة وهو النوع الأصعب في الحروب الحديثة، يجب علينا أن نتكاتف ونعمل معا ونبني الوطن ونتحمل الأعباء ليس لدينا شيئا نبكي عليه أكثر من روح تزهق بأسم الوطن أو دولة تنهار لعدم دفاع شعبها عنها فوقت حرب أكتوبر 1973م كانت حرب مباشرة واحتلال لأرضنا قاومه الشعب خسرنا فيه الكثير ولكن حافظنا على الدولة المصرية أرجو أن نكون مثلما فعل ابائنا واجدادنا ننتصر لأجل بلادنا مصر في حرب غير مباشرة لا ننتظر وجود أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ حتى يعطونا الدفعة والحماس للتمسك بوطنيتنا، فنحن لن نصنع من الادعاءات وهمًا لنعيش فيه.

ولابد على الحكومة أن تتحرك وتخاطب كافة شرائح المجتمع لطرح حلول والسماح بتقبل المقترحات للخروج من هذة الأزمات بأقل الخسائر الممكنة، فدولة تعداد سكانها أكثر من 90 مليون مواطن من المؤكد أن بها الكثيرين من أهل العلم والخبرة والثقافة والفكر ليضعوا حلولا مستقبلية لتلك الأزمات التي نعاني منها جميعا، ويجب تفعيل دور جميع الأجهزة الرقابية في ضبط الأسواق والرقابة على المؤسسات والمصالح الحكومية لعدم تعطيل مصالح المواطنين، وإصدار تشريعات وقوانين للضرب بيد من حديد على كل من يتلاعب بقوت الشعب، والمطلوب من الدولة أن تفتح قنوات حوارية حقيقية مع الشعب تخاطب جميع فئاته وأطيافة خاصة " الغلابة".

 لكي يعلم الجميع أننا نمر بفترة حرجة لابد لكي ننهض أن ندفع ثمن ذلك كلنا بلا استثناء وكفانا إستفزاز ونشر حملات دعائية ذات أهداف شخصية ومصالح تزيد الطين بلا، والأكثر من ذلك أن يتناولها الإعلام ويهتم لأمرها ويبرزها وهي في النهاية حملات تحريضية ، فبدلا من توعية الشعب ومساعدتة وتوصيل صوته للمسئولين نجد العكس، فالإعلام الهادف هو الذي يشير للحملات الكاذبة وينفيها وينشر حملات توعية ضد العنف والتحريض لهدم دولة لم يقدر عليها أحدا فهي محفوظة من الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط