الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحل الهجان عن عمر يناهز ذكرياتنا


تتساقط حبات اللؤلؤ واحدة تلو الأخرى حتى أوشك العقد أن ينفرط فما بقى منه إلا القليل

بالأمس فقدنا محمود عبدالعزيز عن عمر يناهز طفولتنا وذكرياتنا وأجمل أيام عشناها
فقدنا محمود عبدالعزيز عن عمر يناهز سنوات عمرنا بحلوها ومرها وفرحها وآلامها

فلاش باك

فى الثلاثين من أبريل لعام 1987 الموافق الأول من رمضان كنت على موعد مع عشقِ جديد ونجم من عالم آخر، فبعد أذان المغرب لهذا اليوم وبعد إفطار أول أيام الشهر الكريم تجمعت الأسرة على كامل هيئتها أمام تلفاز واحد لنشاهد الحلقة الأولى من هذا المسلسل الجديد المسمى "رأفت الهجان" ومعه صار رأفت الهجان حديث مصر والعالم العربى وصرت أنا متيمًا بذلك العبقرى الذى أبهرنى إلى أبعد حد.

فى أغسطس من العام نفسه التقيت محمود عبدالعزيز فى حفل كنت أحضره بصحبة أبى وكان هو أيضا ضمن جمع كبير من أهل الفن والرياضة والثقافة ولكنى أذكر يومها أنى لم أر سواه ولم أطلب أن أعانق أحدًا منهم على شهرتهم إلا أننى طلبت منه ذلك وأنا ابن الثانية عشر من عمرى ففعل بود وتلقائية ودون تكلف إطلاقاً وحينها سألنى عن اسمى وطلب منى أن أجتهد فى دراستى وانصرفت باكيًا لأنى رحلت وتركت رأفت الهجان وللأسف لم يكن فى ذلك العصر سيلفى ولا موبايلات أساسًا ولكنه كان عصر البساطة والزمن الجميل.

مرت السنون والتقيته فى أكثر من مناسبة لكنى لم أحادثه فلم تأتنى الفرصة لذلك ولكنى كنت دومًا منبهرًا به وبكل أعماله حتى التى كان ينال عليها نقدًا لاذعًا أحيانًا كنت أراها تحمل رؤية خاصة ومعانى لا يفهمها إلا مريدى الساحر.

رحل الشيخ حسنى ليبصر فى العالم الآخر ويتركنا نعانى من ظلمة الفن المتردى.

رحل محمود المصرى الذى علمنا كيف نبكى من أجل مصر حين كنا نتهجى كلمة وطنية.

رحل "أبو هيبة" حين رحلت لمة العيلة حول تلفاز واحد مستمتعين بالقناة الأولى وهى تعرض تتر مكتوب عليه "ملحمة وطنية من ملفات المخابرات المصرية – رأفت الهجان".

رحل محمود عبد العزيز وترك لنا إرثاً عظيماً من الذكريات تكفى لأن يظل حاضراً معنا دومًا.

رحم الله محمود عبد العزيز وغفر ذنبه وأسكنه الجنة برحمة منه.. وأطال الله فى عمر عادل إمام ومحمود ياسين والفخرانى وحسين فهمى وصلاح السعدنى وكل من بقى من عقد اللآلىء المصرية النادرة الوجود.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط